بقلم مايكل عادل
ما يقرب من 7 سنوات وبالتحديد في 21 سبتمبر عام 2011.. أعدت بحثا مستفيضًا قمت بنشره في روزاليوسف علي مدار 8 حلقات.. وكان من اهم الأبحاث التي أعدتها لانه كان يحمل تفاصيل ومعلومات خطيرة لوجود نية لدي إسرائيل في القضاء علي الكنائس المصرية القبطية هناك وطمس هويتها.
كنت معتكفًا لفترات طويلة أثناء إعداد هذا البحث.. ومع الأدلة والأوراق التي كانت بحوزتي والتواصل مع فلسطينيين ومصريين يقطنون الأراضي المقدسة، كشفت عن مخطط إسرائيلي بتعاون مع الأحباش الأثيوبيين لهدم دير السلطان وبنائه من جديد أو ترميمه علي نفقة إسرائيل ولا أخفي عليكم أن أجهزة مخابراتية وأمنية تواصلت لمعرفة مصادر هذه المعلومات وقدمت الأدلة علي كلامي، ولعلكم تسترجعون هذا البحث الذي جاء بعنوان الأقباط والقدس بين الحق الضائع والحلم الممنوع والآن في 2018 القوات الإسرائيلية تنفذ ما أعلنت عنه من 2011.
أحب أن أقول لإسرائيل كدولة.. والإسرائيليين كمحتلين إن ما تفعلونه ليس بجديد عليكم، فماذا ننتظر من جيش رفض السيد المسيح واهانه وصلبه ؟! ولكن أريد ان أذكركم بما قاله السيد المسيح بكم: أنتم من أسفل، أما أنا فمن فوق..أنتم من هذا العالم، أما أنا فلست من هذا العالم" (يو8: 23 ).. وقال السيد المسيح أيضا لكم: "أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا. ذاك كان قتالًا للناس من البدء" (يو8: 44 )
ولكون اليهود يحبون العالم ويتمسكون به، قال لهم: "لو كنتم من العالم، لكان العالم يحب خاصته، ولكن لأنكم لستم من العالم، بل أنا اخترتكم من العالم لذلك يبغضكم العالم" (يو15: 19 ).
وقال السيد المسيح عن موقف اليهود الرافضين له: "هذه هي الدينونة إن النور قد جاء إلى العالم، وأحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة" (يو3: 19). أي أن رفض اليهود لرسالة السيد المسيح كان نابعًا أساسًا من محبتهم للمال أو محبتهم للعالم، أو محبتهم لذواتهم، أو محبتهم للشهوات الجسدية، أو لغرورهم أو لكبرياء قلوبهم، أو لمحبتهم للسلطة، أو محبتهم للمجد العالمي، أو لرغبتهم في إثبات بر أنفسهم، أو لرغبتهم في مملكة أرضية ترضى تطلعاتهم الزمنية، أو لعدم اكتراثهم بحاجتهم للخلاص من عبودية الشيطان والخطية، أو لعدم إيمانهم بالقيامة من الأموات أو بالحياة الأبدية، أو من بعض أو كل هذه الأسباب مجتمعة.
وهنا أتساءل: هل كل هذه المضايقات الاسرائيلية للأقباط في القدس زادت بعد قرار البابا تواضروس الثاني بالسماح للأقباط بزيارة بزيارة القدس وتعمير الاديرة والكنائس هناك.. هل فعلا ازعجهم هذا الأمر؟!.. بكل تأكيد أزعجهم لأن هناك بعض الجماعات اليهودية المتطرفة وغير اليهودية في القدس لا تحب الكنيسة القبطية ولا تحب مصر.. ويرغبون بشكل أو بآخر طمس الهوية المصرية من علي الأراضي الفلسطينية.
ولأول مرة سمحت الكنيسة القبطية، بتوجيهات من البابا تواضروس شخصيًا، بسفر وفد رهبانى من الكنيسة إلى الأراضى المحتلة فى يوليو الماضى، استمرت لمدة 10 أيام، وتكوّن الوفد من الأنبا دانيال أسقف ورئيس دير الأنبا بولا بالبحر الأحمر والمشرف على لجنة الأديرة رئيسًا، وأربع رئيسات للأديرة الكبرى بالكنيسة القبطية ومعهن الوكيلات لكل دير وهن: تماف أدروسيس رئيس دير الأمير تادرس والأم يوأنا وكيلة الدير، وتماف كيريا رئيس دير أبى سيفين والأم بيلاجيا وكيلة الدير، وتماف تكلا رئيس دير مارجرجس بمصر القديمة والأم كيريا وكيلة الدير، وتماف أثناسيا رئيس دير مارجرجس بحارة زويلة والأم كيريا وكيلة الدير.
وفي اتصال جري بيني وبين الأستاذ أديب جودة أمين مفتاح كنيسة القيامة وحامل ختم القبر المقدس بالقدس وصف ما حدث في دير السلطان من اعتداء بالضرب علي رهبان بالكنيسة القبطية الارثوذكسية وهجوم علي الدير المصري ومطران القدس الانبا أنطونيوس بأنه همجي وغير ادمي علي الإطلاق، وأن السفارة المصرية في فلسطين تدخلت عقب اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلية لأحد رهبان الكنيسة المصرية وإصابته إصابات طفيفة حيث نجحت السفارة في الإفراج عنه، ونحن نري أن هذا الحادث خطير للغاية بعد الاعتداء الجسدي علي الرهبان وإهانتهم في ساحة الكنيسة المقدسة، وتساءل: هل يعقل ان يتم طرد صاحب البيت من بيته وحتي الاعداء عليه في عقر داره؟
وأكد الاستاذ أديب لي بصفة شخصية أن الفلسطينيين مستاءين وانتابهم حزن وغضب شديدين عقب اعتداء قوات الإحتلال الإسرائيلي على رهبان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وقال لي: نحن في فلسطين يد واحدة مسلمين ومسيحين فنحن لسنا فقط أخوة في العرق، وإنما أخوة في الدم أيضًا مصابنا مصابهم ومصابهم مصابنا، وجميع الفلسطينيين يستنكرون وبشده هذا العمل الإجرامي اللا إنساني ضد الرهبان، اليوم هو يوم أسود على جميع الفلسطينين دون استثناء.
نحن الأن أمام نزاع حول دير السلطان.. نزاع لابد أن ينتهي بالحصول علي حقنا في ديرنا الشاهد علي حضارتنا وتاريخنا ورائحة كنيستنا الذكية.. حان الوقت لانتهاء هذا الصداع بشكل نهائي ولابد من تدخل دولي حاسم في هذا الشان..