الفن عنصر من العناصر الأكثر استخدامًا في العبادة داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فالموسيقى هي السبيل لأداء اللوات التي لا تكون مقروءة بل متلاة بنغمات، ولكل مناسبة نغماتها فصلت الكنيسة بالنغمة الشعانيني يوم أحد السعف، واستخدمت الألحان ذات النغمات الشامية التي من جبل شامة بالأقصر، والحزينة والإدريبي والفرعوني طول فترة أسبوع الألام، وتستخدم لاستخدام النغمات الفرايحي والسنجاري طول فترة الخماسين المُقدسة.
والله شخصيُا طلب التجديد والابتكار في هذا النمط من أنماط العبادة، حينما قال نبي الله داود، في المزمور السادس والتسعين من مزاميره، والذي استهله بقوله: «رَنِّمُوا لِلرَّبِّ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً. رَنِّمِي لِلرَّبِّ يَا كُلَّ الأَرْضِ».
تحدث ماجد صموئيل، الملحن ومؤلف الهارمونى، وخريج جامعة ترينتى بلندن لعلوم ونظريات الموسيقى والتأليف الموسيقى، خلال لقاءه مع “الدستور”، عن أبزر أعماله في فترة أسبوع الآلام والخماسين المقدسة، فقال إنه قام بتلحين العديد من الترانيم التي تخص عروض درب الصليب، وهو طقس يتكون من 14 مرحلة تبدأ بصلاة المسيح في بستان جثيماني والقبض عليه وحتى قيامته من بين الأموات، مرورًا بالصليب، لذلك فتتكون تلك العروض من زخم موسيقي هائل يشارك به بالالحان التي تتنوع بين النمط الحزايني والنمط الفرايحي.
وذكر أن أبرز ما قدم من ألحان لتلك الفترة هو ترنيمة فاكرين دم جبينه، التي كتبها القس مرقوريوس نبيل، راعي كاتدرائية السيدة العذراء مريم بحلوان، ولعل أبرز الترانيم التي قام بتلحينها أيضًا لفترة أسبوع الآلام هي ترنيمة «وسط الآلام» للمرنم فادي زُهير، وكلمات الشاعر حنا اسحق.
كما أكد أنه شارك أيضًا في أحد الأوبيرتات الخاصة بعيد القيامة المجيد وهو أوبيريت «يوم الأحد» الذي شارك فيه ما يُقارب من 14 مرنمًا ومرنمة من مرنمي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية احتفالا بالقيامة.
وأوضح أنه قام بعمل تجربة جديدة وتلحين ترنيمة ذات طابع مختلف تتناسب أيضا مع فترة أسبوع الآلام والقيامة وهي ترنيمة «شاهدة الأيام» والتي تتحدث عن فقدان الأب، وهي تجربة مريرة إلا أنها معزية لأنها تتحدث عن أبوة الله ورعايته للبشر.