ارتفعت درجة حرارة الأرض مؤخرًا بشكل غير مسبوق منذ بداية يوليو الجاري عالميًا، ما عرّض ملايين الأرواح للخطر ودفع شبكات الكهرباء إلى أقصى حدودها مما شكل ضغط على شبكات الوقود اللازم لمحطات الكهرباء، في الوقت نفسه لجأ الناس إلي تشغيل مكيفات الهواء الخاصة بهم- إذا كانت لديهم- للحفاظ على أدني حد من البرودة لمواجهة الارتفاع الشديد للحرارة.
الوكالة الدولية للطاقة IEA، راقبت هذه الموجة من ارتفاع درجات الحرارة، ورصدت انعكاستها في تقرير صدر مؤخرًا عبر موقعها الرسمي، جاء فيه:" لاحظنا ارتفاع درجات الحرارة، وإطلاق تحذيرات في العديد من البلدان من ظروف خطيرة على صحة الإنسان على مستوى العالم، إذ كانت في المقدمة الصين، حيث ارتفعت درجات الحرارة مؤخرًا فوق 50 درجة مئوية، وطوكيو وجنوب غرب الولايات المتحدة، كما شهدت أوروبا موجة حرارة سميت بـ"سيربيروس" - على اسم الكلب ذي الرؤوس الثلاثة الذي يحرس بوابات الجحيم- وتسببت هذه الموجة إلى إشعال حرائق الغابات في أوروبا، ما أدى إلى ارتفاع معدل الوفيات المرتبطة بالحرارة وتسبب في انقطاع الهواتف المحمولة فجأة".
هكذا؛ استعرض الوكالة الدولية للطاقة موجز لآثار الموجة شديد الحرارة التي تعرضت لها بعض من بلدان العالم بشكل كبير، وتسبب في خسائر في الأرواح وحرائق في الغابات، فضلًا عن بعض الخسائرالمادية.
ولكن الوكالة الدولية للطاقة IEA ترى أن هذه الحرارة الشديدة لها أيضًا عواقب وخيمة على أنظمة الطاقة العالمية، إذ تسبب في بلوغ أقصي رقم قياسي في الطلب على تكييف الهواء، وأدت إلي زيادة الطلب على الكهرباء - ما قد يؤدي إلى حلقة مفرغة من زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي بدورها تجعل العالم أكثر سخونة.
وأوضحت الوكالة الدولية للطاقة IEA أن البيانات تُظهر أن الحرارة الشديدة تؤدي إلى زيادة الطلب على مكيفات الهواء، مع استمرار متوسط درجات الحرارة اليومية عند 30 درجة مئوية مما يعزز المبيعات الأسبوعية بحوالي 16٪، وسط موجة الحر العالمية الحالية ، يبحث الناس على الإنترنت عن مكيفات الهواء أكثر من أي وقت مضى، حيث زادت عمليات البحث على Google بنسبة 25٪ في جميع أنحاء العالم مقارنة بالمتوسطات لهذا الوقت من العام على مدار العقد الماضي.
وقالت إن الطلب على التكييف يتزايد الطلب بشكل أسرع في الاقتصادات الناشئة والنامية حيث تمتلك عدد أقل من الأسر مكيفات الهواء. في الولايات المتحدة واليابان، أكثر من 90٪ من الأسر لديها مكيفات هواء، بينما في جنوب شرق آسيا، 15٪ فقط لديها مكيفات هواء. ينخفض هذا الرقم إلى 5٪ في الهند وأفريقيا، وفي الواقع واحد فقط من كل 10 أشخاص من أصل 2.8 مليار شخص يعيشون في المناطق الأكثر سخونة في العالم لديهم إمكانية الوصول إلى تكييف الهواء أو خيارات التبريد الأخرى في منازلهم.
في الوقت الذي تتزايد فيه الحاجة إلى التبريد، يؤدي الاستخدام الأكبر لمكيفات الهواء إلى إجهاد أنظمة الطاقة في جميع أنحاء العالم، كما هو موضح في تقرير سوق الكهرباء الجديد الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة (IEA)، سيكون صيف عام 2023 بمثابة اختبار ضغط آخر.