الاعتراف بالدولة الفلسطينية.. أوروبا وإسرائيل تتباعدان بعد حرب غزة
22.05.2024 14:54
اهم اخبار العالم World News
صدى البلد
الاعتراف بالدولة الفلسطينية.. أوروبا وإسرائيل تتباعدان بعد حرب غزة
Font Size
صدى البلد

كانت الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس سبباً في تعميق الصدع بين إسرائيل وأوروبا، وهو ما أبرزته الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها أسبانيا، وأيرلندا، والنرويج. 

واعترفت هذه الدول رسميا بالدولة الفلسطينية يوم الأربعاء، متحدية الاعتراضات القوية من كل من إسرائيل والولايات المتحدة. وتمثل هذه الخطوة تحولا كبيرا في المشهد السياسي في أوروبا، التي كانت تقليديا مؤيدا قويا لإسرائيل.

 

وفقا لنيويورك تايمز، استقبل رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بحفاوة بالغة في البرلمان بعد إعلان اعتراف إسبانيا بفلسطين كدولة، مما يشير إلى موقف جريء ينحاز إلى أيرلندا والنرويج. 

وقد تعرض هذا الاعتراف لانتقادات حادة من قبل المسؤولين الإسرائيليين، بما في ذلك وزير الخارجية يسرائيل كاتس، الذي استدعى سفراء هذه الدول لتوبيخه بشدة. واتهم كاتس الدول الأوروبية بمكافأة "إرهابيي حماس" بقرارها.

 

يأتي اعتراف هذه الدول الأوروبية الثلاث وسط دعم متزايد داخل الاتحاد الأوروبي للمحكمة الجنائية الدولية، التي طلبت مؤخرا أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، فضلا عن قادة حماس. 

وفي حين لا تزال إسرائيل تحتفظ بحلفاء أقوياء داخل الاتحاد الأوروبي، مثل المجر وجمهورية التشيك، فإن الانقسام المتزايد يشير إلى تحول في مركز الثقل السياسي الأوروبي بعيدا عن حكومة نتنياهو.

وشدد إيتان فولد، المتحدث باسم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، على أن حملة القيادة الفلسطينية من أجل الاعتراف الدولي بالدولة تستدعي ردا من إسرائيل. وينظر إلى قرار سموتريتش بحجب عائدات الضرائب التي يتم جمعها نيابة عن السلطة الفلسطينية على أنه إجراء انتقامي، مما يزيد من تفاقم الوضع الاقتصادي المتردي بالفعل في الضفة الغربية.

وسلط رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد مصطفى الضوء على الأزمة المالية الحادة التي تفاقمت بسبب احتجاز الأموال، محذرا من "لحظة خطيرة للغاية" بالنسبة للأراضي الفلسطينية. وتشكل الضغوط الاقتصادية، مقترنة بالعمليات العسكرية المستمرة، تحدياً كبيراً لقدرة القيادة الفلسطينية على الحكم بفعالية.

لقد كان موقف الاتحاد الأوروبي تجاه إسرائيل تقليدياً موقف دعم، مع شراكات مهمة في التجارة والعلوم. ومع ذلك، فإن تطور الحرب وتدهور الوضع الإنساني في غزة أدى إلى تحول في التصور. تضاءل التعاطف الأولي تجاه إسرائيل في أعقاب الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز أكثر من 240 رهينة. وينظر العديد من الأوروبيين الآن إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة، والتي أسفرت عن مقتل ما يقرب من 35 ألف شخص في غزة، باعتبارها مفرطة.

لقد أصبح الانقسام داخل الاتحاد الأوروبي واضحا، حيث زادت دول مثل بلجيكا من انتقاداتها لطريقة تعامل إسرائيل مع الصراع. وشددت وزيرة الخارجية البلجيكية الحاجة لحبيب على ضرورة المساءلة عن الجرائم المرتكبة في غزة، مما يعكس المشاعر المتزايدة بين العديد من الدول الأوروبية.

وعلى الرغم من اعتراف أسبانيا وأيرلندا والنرويج بالدولة الفلسطينية، فقد حافظ اللاعبون الرئيسيون مثل ألمانيا على دعمهم لإسرائيل، وإن كان ذلك مع تزايد الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار. إن التزام ألمانيا التاريخي الفريد تجاه إسرائيل يزيد من تعقيد موقفها، ولكن حتى برلين بدأت تنتقد سلوك إسرائيل في الحرب علناً.

ففرنسا، رغم دعمها للمحكمة الجنائية الدولية وتصويتها لصالح العضوية الفلسطينية في الأمم المتحدة، امتنعت عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية بشكل مستقل. صرح وزير الخارجية ستيفان سيجورني أن هذا الاعتراف يجب أن يكون "مفيدًا" ويأتي في اللحظة المناسبة.

وتظل الولايات المتحدة حليفًا ثابتًا لإسرائيل، وتتمتع بنفوذ سياسي كبير على الوضع. ومع ذلك، فإن الفجوة الآخذة في الاتساع بين أوروبا وإسرائيل تشير إلى ديناميكية عالمية متغيرة يمكن أن تكون لها آثار طويلة المدى على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والعلاقات الدولية في المنطقة

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.