فى الصعيد تجد الجميع يتوحد على قلب رجل واحد لا فرق بين مسلم وقبطى فى عمل الخير والتسابق على دعم بيوت الله وأماكن العبادة الدينية، فقد توحد أبناء وسط مدينة الأقصر، لإجراء أكبر خطة تجديد وتطوير شاملة لمسجد "صلاح الدين" بوسط المدينة، حيث أقدم رواد المسجد، والمفاجأة كانت بدعم مواطن قبطى، لدعم خطة تطوير المسجد الذى لم يتأخر فى دعم أبناء المدينة للتأكيد على الوحدة والمحبة بين أبناء الصعيد فى كافة شئون حياتهم.
وفى هذا الصدد يقول الشيخ موسى الإمام الأزهرى، إمام مسجد صلاح الدين بالأقصر، أنه فترة الـ97 يوماً غلق للمساجد قبل عودتها فى صلاة فجر يوم السبت 27 يونيو الماضى، شارك رواد المسجد وأهل الخير من كل صوب وحدب فى ملحمة إنسانية عظيمة لتطوير أحد أكبر مساجد الأقصر، حيث تم عمل أكبر خطة تجديدات وتطويرات بالمسجد وتم دهان المسجد بأكمله، وتجديد جميع دورات المياه من سباكة ورخام وسيراميك، ومع فتح المساجد خلال الشهر الماضى، تم وضع العلامات الخاصة بالمصلين، للحفاظ على التباعد لحمايتهم، وتبرع أحد المحبين بغسيل سجاد المسجد على نفقته الخاصة.
ويضيف الشيخ موسى الإمام الأزهرى لـ"اليوم السابع"، أنه من أبرز عمليات التبرع لدعم تجديدات المسجد، ما قدمه أحد المتبرعين الذى لم يتم معرفته حتى الآن، والذى وصلت منه تبرعات عبارة عن رخام وبلاط متنوع وأبواب حديد جديدة لرفع كفاءة وتجديد كافة دورات المياه بالمسجد بعد علمه بوجود خطة تجديد يشارك فيها رواد المسجد، مؤكداً أن هذا الشخص أرسل عمال أحضروا التبرعات بالكامل وقاموا بالمساعدة فى تركيبها على نفقته الخاصة، وأكدوا على أنه لا يريد ذكر إسمه نهائياً.
أما المتبرع الثانى صاحب النصيب الأكبر فى الدعم فهو المفاجأة فى دعم تجديدات مسجد صلاح الدين، حيث يقول الشيخ موسى الإمام الأزهرى إمام مسجد صلاح الدين، أنه صديق شخصى لمواطن قبطى مشهور بأعماله الخيرية وتجهيز مائدة إفطار سنوية فى شهر رمضان، وكذلك دعمه للقرى والنجوع وخدمة الفقراء، وطلب منه دعم المسجد لتوفير بعض الأرضيات والدهانات، فطلب القبطى تحديد المبلغ لتوفيره فى الحال، ولكن إمام المسجد أكد أنه لن يحصل على أموال وسيرسل له قائمة الطلبات التى تنقص المسجد، وبالفعل فى نفس اليوم قام بتوفيرها وأرسل عدد من رجاله ومعهم كافة الأدوات المطلوبة للمسجد وسلموها لإمام المسجد، ولم يتأخر فى ذلك الأمر لحظة، موجهاً الشكر له ولكافة أبناء الكنيسة بالأقصر ومصر بأكملها لكونهم أشقاء وأحبة للمسلمين ولا يتركوا واجب فى الخير إلا ويقومون بعمله.
ويؤكد إمام مسجد صلاح الدين بالأقصر، أنه بفضل الله ودعم كافة أهل الخير تم تغيير ملامح المسجد بالكامل وأصبح فى أبهى صوره لدى عودة فتح المساجد من جديد، والذى تم داخله أداء صلاة فجر يوم السبت 2020/6/27 عقب قرار إلغاء الحظر فى ظل تشوق كبير من المواطنين بعد غياب طال لمدة 97 يوم، .
وحضر عدد غفير من رواد مسجد صلاح الدين بالأقصر، ملتزمين بكامل التعليمات والإجراءات الاحترازية والوقائية مرتدين الكمامات الطبية وفى أيديهم المصلى الشخصية إلى المسجد قبل الآذان بعشر دقائق وخرجوا عقب أداء الصلاة مباشرة بناءً على التعليمات الواردة من قبل وزارة الأوقاف.
وتقدم إمام المسجد بخالص الشكر والتقدير إلى جميع رواد مسجد صلاح الدين على حسن تعاونهم والتزامهم بتنفيذ كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية، كما تقدم بخالص الشكر والتقدير إلى رجل الخير الذى لم يبخل على طلبات مسجد صلاح الدين.
وأوضح إمام مسجد صلاح الدين، لـ"اليوم السابع"، أنه من ضمن خطوات الدعم أيضاً للمسجد توفير حسن خليدى رئيس حى جنوب مدينة الأقصر سيارة مياه لغسيل المسجد خارجياً بالكامل، وذلك بتكليف من العميد أيمن الشريف رئيس مدينة الأقصر، وكذلك أبطال ملحمة التجميل والتطهير اليومية داخل المسجد وعلى رأسهم أحمد سمير وأحبابه الذين سهروا وقاموا بوضع علامات التباعد بالمسجد حرصاً على سلامة المصلين قبل فتح المسجد.
وأكد إمام المسجد، على أنه رصد خلال الأيام الماضية بعد عودة فتح المساجد بالصلوات الخمسة الثقافة والوعى فى تطبيق كافة التعليمات فى الالتزامات بالإجراءات الوقائية والاحترازية من فيروس كورونا المستجد، والإلتزام التام من الجميع فى جميع الأوقات حرصاً منهم على سلامة المصلين، موجهاً الشكر لجميع رواد مسجد صلاح الدين بالأقصر على حسن تعاونهم والتزامهم بتنفيذ كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية.
وفى النهاية ناشد الشيخ موسى الإمام الأزهرى إمام مسجد صلاح الدين بالأقصر، المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، واللواء أيمن راضى مدير أمن الأقصر، والسكرتير العام للمحافظة ورئيس مجلس مدينة الأقصر، ومدير شرطة المرافق، بضرورة إنهاء المشهد السيئ أمام مسجد صلاح الدين بالأقصر، والذى يحدث يومياً من وقوف الباعة الجائلين أمام المسجد على مدار اليوم ولا يعطون فرصة لمرور رواد المسجد فى الدخول والخروج لأداء الصلوات، وذلك بجانب ارتفاع أصواتهم فى المناداة لترويج بضاعتهم، ويومياً تحدث مشاجرات ومشادات كلامية وبالأيد بين الباعة الجائلين وأصحاب التكاتك والمصلين.