الدكتور جوزيف رامز يكتب دلالة رسامة الأسقف القبطي الجديد لأفريقيا
19.04.2021 12:57
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
وطني
الدكتور جوزيف رامز يكتب دلالة رسامة الأسقف القبطي الجديد لأفريقيا
حجم الخط
وطني

أقام معهد الدراسات القبطية بمبادرة ودعوة من جانب إدارته حفل استقبال نيافة الانبا جوزيف أسقف عام إفريقيا الجديد..وذلك في حضور حشد هام من رجال الكنيسة و الأساتذة والمختصين بالشأن الأفريقي وبعض الضيوف والخدام … أقيم الحفل مساء يوم الثلاثاء ٣٠ مارس, وعرض ملخصا له برنامج “نبض الكرازة” وذلك يوم الخميس 1 أبريل الجاري …ولقد تم كتابة مقال من جانب المحرر ألقيت ملخص له في حفل الاستقبال بجانب كلمات هامة أخرى..وتقديم الاستاذ عميد المعهد ,جانب عرض العديد من الكلمات أهمها كلمة نيافة الأنبا جوزيف نفسه , و المحتفى به , ولقد جاءت رسامة الأنبا/جوزيف في اطار سيامة الأساقفة الأقباط السبعة الجدد للكنيسة القبطية وفى ظل حبرية البابا المعظم /الأنبا تاوضروس الثانى:بابا الكنيسة القبطية وبطريرك الكرازة المرقسية وسائر أفريقيا وبلاد المهجر ومن بينها أسقفان أحدهما أسقفا عاما لأفريقيا هو”نيافة الأنبا جوزيف” والآخر أسقفا عاما لآسيا هو “نيافة الأنبا رويس” وذلك بكاتدرائية ميلاد السيد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة يومى :7،6 مارس ٢٠٢١..إذن جاءت تلك السيامة لتعطي دلالة وأهمية خاصة لدور الكنيسة القبطية وعملها فى أفريقيا بجذوره الممتدة منذ القرن الأول الميلادى بالنسبة لمصر والمدن الخمس الغربية والنوبة”السودان”،ثم أثيوبيا ومعها إريتريا في القرن الرابع الميلادي، ويعقبه امتداد الكنيسة القبطية للعمل فى أنحاء القارة الأفريقية في العصر الحديث والمعاصر منذ أن أرسل المتنيح البابا كيرلس السادس وفدا كنسيا قبطيا رفيع المستوى إلى كل من:نيجيريا وجنوب أفريقيا منذ خمسينيات القرن الماضي بعضوية كل من: “الأنبا مرقس ,والأنبا أثناسيوس:مطران بنى سويف والبهنسا المتنيح وكان وقتها هو”الأب مكاريوس السريانى” وحيث قدم تقريرا رفعه الى البابا كيرلس عام 1961 ،والذى أعقبه عمل الأنبا أنطونيوس مرقس للخدمة والعمل كطبيب في أثيوبيا لمدة 9 سنوات , “بإيفاد من البابا كيرلس أيضا بدءا من عام 1966 وحتى عام 1975 حينما رسمه المتنيح البابا شنودة الثالث أسقفا عاما لأفريقيا فى 13/6/1976 حيث عمل قرابة عشرين عاما فى كينيا وأسس بها ايبارشية كرازية وتنموية نشطة والأنبا أنطونيوس مرقس من أبناء كنيسة السيدة العذراء مريم بالفجالة، وخدم بها لفترة طويلة، وله تاريخ طويل فى الخدمة بأفريقيا يتجاوز الـ ٥٣ عامًا، طبيبًا ثم راهبًا ثم أسقفًا وأخيرا مطرانا على ايبارشية جنوب أفريقيا.الثابت تاريخيا أن البابا شنودة الثالث قد سبق ورسم الأنبا بولس أسقف عام الكرازة ومقره كينيا فى يونيو 1995 للمساعدة في عمل الكنيسة وخدمتها فى أفريقيا,حيث انتقل الانبا انطونيوس وقتها للعمل في جنوب أفريقيا منذ عام ١٩٩٦وحتى تم تجليسه على كرسي الايبارشية وتنصيبه مطرانا هناك فى أواخر يونيو ٢٠١٩ على يد وفد كنسي رفيع أورده البابا تواضروس.

يذكر أنه تم تجليس الأنبا أنطونيوس مرقس مطران للكنيسة الأرثوذكسية في جنوب أفريقيا وحيث خدم المطران الجديد أسقفًا عامًا لشؤون الكرازة بأفريقيا، منذ سيامته عام ١٩٧٦ بيد مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث كما سبق الذكر.

ولقد تمت الرسامة في القداس الاحتفالي الذي شهدته كاتدرائية القديسة العذراء مريم والقديس مارمرقس الرسول بارك فيو بجوهانسبرج، بحضور مجموعة من الآباء المطارنة والأساقفة ووفد من السفارة المصرية بجنوب أفريقيا. يشار إلى أن وفد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كان يضم مجموعة من الآباء الأساقفة منهم: الأنبا إبرام مطران الفيوم، الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة، الأنبا تادرس مطران بورسعيد، الأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي ومجموعة من الأساقفة والآباء الكهنة.

ولقد سبق أن شهدت الكاتدرائية المرقسية بالأنبا رويس فى وقت سابق من نفس الشهر”يونيو 2021″، صلوات القداس الإلهى لسيامة 4 أساقفة جدد وإعلان نيافة الأنبا أنطونيوس مرقس مطران جنوب أفريقيا بحضور قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، ومائة من الآباء المطارنة والأساقفة من أعضاء المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.وأعلن البابا تواضروس، في عظة القداس وقتها، ترقية الانبا انطونيوس مرقس، مطران فى جنوب أفريقيا، لتصبح إيبارشية جديدة، رغم أن الخدمة فيها بدأت منذ عشرات السنوات، وقال: “إن اهتمام مصر بأفريقيا كبير فى ذلك العام، نظرًا لرئاستها وقتها للاتحاد الإفريقي”.

هذا طبعا بجانب أسقفى السودان ” الأنبا صرابامون، أسقف عطبرة وأم درمان”، والأنبا إيليا “أسقف الخرطوم”.وهما تابعين لرئاسة الكنيسة القبطية مباشرة …وذلك فضلا عن :الأنبا بيمن “أسقف قوص ونقادة :المشرف على العلاقات مع إثيوبيا” ونيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ودمنهور والخمس مدن الغربية,وهو أول من بدأ الخدمة الفعلية للكنيسة القبطية في أفريقيا سواء من خلال الكنائس القبطية الموجودة بليبيا أو وإرشاداته وتوجيهاته المستمرة لكل العاملين والخدام في الحقل الأفريقى.

تعريف بالأسقف الجديد:

 

الأنبا جوزيف هو الراهب القمص أخنوخ الأنبا بيشوى وله في الرهبنة ٣٠ عاما تقريبا فى دير الأنبا بيشوى وعمل فى الخدمات الطبية باعتباره طبيبا ,وخدم خارج مصر في قارة أفريقيا واختير ليكون أسقفا عاما فى بعض الدول الإفريقية في الجنوب الأفريقى:”ناميبيا,وبوتسوانا,وزيمبابوي,ومالاوي”..وقد كلفه البابا تواضروس بتقديم صورة الكنيسة القبطية بشكل واضح لإخواننا وأحبائنا الأفارقة عبر أنحاء القارة.

نظرة مستقبلية لعمل الكنيسة القبطية في أفريقيا:‎

هذا ويحكم عمل الكنيسة القبطية المستقبلي في أفريقيا واتساع رقعتها الجغرافية وتنامى الخدمات الاجتماعية والثقافية والتعليمية والرعوية التي تقوم بها وكثافة الأنشطة الدينية و الكرازية والإيمانية التي تؤديها وخبراتهم المتراكمة على مدار العقود الماضية وتعاقب الأجيال على الأقل منذ منتصف الخمسينيات من القرن الماضى…يحكمها عدة عوامل أهمها:مراعاة الأبعاد الاثنية،ومسألة اللون وخلافه والتركيز على النواحي التي تتقبلها ثقافة الإفريقي بالنظر إلى عاداته وتقاليده باستثناء ما يمس العقيدة أو الإيمان أو بخصوص مجابهة الانحرافات الأخلاقية ،وفى ظل وجود كنائس عالمية أكثر خبرة وقدرة وإمكانيات فى العمل بأفريقيا :الكنيسة الكاثوليكية و الانجليكانية واليونانية والروسية وغيرها… وضرورة الانطلاق من كون الكنيسة القبطية كنيسة وطنية وليست استعمارية أو دخيلة تحارب العنصرية والرق وتدافع عن القومية الإفريقية وأنها قدمت على مدار تاريخها آلاف ان لم يكن ملايين من الشهداء للحفاظ على إيمانها وميراثها العتيد.

كما يحتاج العمل بأفريقيا إلى تطوير المنظومة الكنسية: تكنولوجيا وعلما وثقافة عامة ودراية بسيكولوجية الأفارقة و باللغات الإفريقية المستخدمة وعلى الأقل اللغات العالمية الأكثر انتشارا والتي يتقاسمها أبناء القارة والانجليزية والفرنسية وغيرهما ..ولقد تمثلت الخدمات المتطورة التي يقدمها القمص الورع قدس أبونا”داود لمعى”وما قام به فى السنوات العشر الأخيرة “العقد الأخير”واتساع نطاق ومجال عمله الكرازي فى عشرات من الدول الإفريقية والآسيوية خاصة وما أضافه ذلك من تطور واضح في مسيرة العمل بأفريقيا وهو ما ينبغي استثمارها والبناء عليها والاستفادة منه فى مسيرة العمل القبطى بأفريقيا خاصة أنه يمثل الحداثة والرقي والتطوير ومن شأنه أن يدفع الى الأمام النجاحات و النماذج المضيئة للكنيسة القبطية على أرض الواقع.

هذا وينبغي العمل على توظيف النجاحات التي قدمها الرواد الأوائل بخدمة الكنيسة القبطية فى أفريقيا مثل خدمة الانبا انطونيوس مرقس خاصة فى كل من:إثيوبيا وكينيا وجنوب أفريقيا والخبرات المتراكمة التي اكتسبها على مدار قرابة أكثر من نصف قرن ليكون بمثابة ركيزة انطلاق لعمل الكنيسة القبطية ومسيرتها في أفريقيا وهو الذي بدأ خدمته كطبيب مغامر فى البداية،ولاينسي أبدا النجاحات التي حققتها خدمة الأنبا بولس أسقف الكرازة فى أفريقيا خاصة في بلاد مثل:كينيا وتنزانيا وأوغندا ونيجيريا فى الغرب وغيرهم..كما أنه لابد من الاستفادة من الخبرات المتراكمة..على مثيل المؤسسات الصحية والتعليمية في كل من:كينيا وزامبيا..والتي يمكن تكرارها فى بلاد إفريقية وحتى آسيوية أخرى.

والمهم في رأيي في النهاية هو التنسيق بين الكيانات القبطية العاملة فى أفريقيا وليس التباعد أو التناحر وكأن كل منهم يعمل منفردا أو منعزلا.. لأن الهدف الذى يضم الجميع هو تحقيق نجاحات ملحوظة لعمل الكنيسة القبطية فى أفريقيا ورفع شأن الكنيسة والوطن بحكم أن الكنيسة القبطية هي كنيسة الوطن حيث يحرص الجميع على إعلاء شأنها والنهوض بها ..ورفع مستوى قدراتها وإمكانياتها.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.