يترقب نصف سكان كوكب الأرض، اليوم السبت، حدثا فلكيا هاما وهو «الانقلاب الشمسي الصيفي»، وفيها يميل القطب الشمالي للأرض باتجاه الشمس، وتكون الأخيرة في أعلى ارتفاع لها فوق الأفق ظهرًا، بينما نهاره هو الأطول في العام، وليله هو الأقصر، وتكون أشعتها عمودية تمامًا على مدار السرطان عند خط دائرة عرض مقدارها 23.44 درجة شمال خط الاستواء، القريب من جنوب أسوان.

 الانقلاب الشمسي الصيفي

يقول الدكتور محمد علي فهيم رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة لـ«الوطن» إنه بعد هذا التاريخ تنقلب حركة الشمس ظاهريا في السماء نحو الجنوب، وتسمى هذه اللحظة علميا وفلكيا بـ«الانقلاب الشمسي الصيفي»، فتتحرك الشمس ظاهريا نحو الجنوب بشكل يومي تدريجيا، إلى أن يحين موعد الاعتدال الخريفي، وحينها تشرق الشمس مجددا من الشرق تماما وتغرب في الغرب تماما مرة أخرى.

وأضاف أن تلك الظواهر الكونية ترتبط جميعها بالمواسم الزراعية والحصاد ومعايش البشر، وأهم ما يميز هذه الفترة مناخيا، كالتالي:

1- ستكون الموجات الحارة أو شديدة الحرارة الطويلة، هي السائدة – بمعنى أنه بمجرد انتهاء موجة تبدا أخرى وترتفع درجات حرارة الليل عن الـ20 درجة مئوية بداية من 19 يونيو وحتى نهاية الصيف - في 23 سبتمبر المقبل.

2 - ستزيد خطورة التعرض للأشعة المباشرة بسبب تعامد الشمس على مدار السرطان «القريب من أسوان»، وسيادة موجات الآشعة الشمسية قصيرة الموجة «الأخطر»، حيث تكون الأشعة الشمسية عمودية وقوية وتتركز على مساحة أقل وتخترق سمكا أقل من الغلاف الجوي - ومن هنا تكمن الخطورة من التعرض المباشر لأشعة الشمس - والتحذير الشديد من التعرض لضربات الشمس، خاصة أثناء الموجات شديدة الحرارة.

3 - سيبدأ الصيف فلكيا خلال النصف الأول من شهر بؤونة والذي يتضمن وصفه «ينشف المياه من الماعون»، ويعرف بؤونة بشهرته المناخية كشهر شديد القيظ يضرب في حرارته الأمثال، ويقع هذا الشهر ما بين شهري بشنس وأبيب، وترتيبه العاشر في الشهور القبطية المكونة للتقويم القبطي المصري القديم.

4 - يحمل هذا الشهر العديد من التذكارات، ففي ثاني أيامه يهل الفجر مع نجم الدبران، وفي خامسه يتنفس النيل، وفي تاسعه يحين أوان قطف عسل النحل، وفي حادي عشره تهب رياح السموم، وفي ثالث عشره يشتد الحر، وفي عشرينه تحل الشمس أول برج السلطان وهو أول فصل الصيف، وفي السابع والعشرين منه ينادى على النيل بما زاده من ماء.

‏5 - خلال شهر بؤونة يبدأ دخول المناخ في مصر إلى البداية الحقيقية للصيف الفلكي.

 ظواهر زراعية

أما أهم الظواهر الزراعية المرتبطة ببداية الصيف الفلكي يوضح «فهيم» أنها كالتالي:

1 - ضعف في تحجيم الثمار «المانجو - البلح – الزيتون – التين – الرمان - البرتقال والليمون – أحيانا لوز القطن» وانخفاض نسبة المواد الفعالة «زيت مثلا في الزيتون وفي بعض الطبية العطرية»، لذا من الضروري تنظيم الري وتكثيف إضافات البوتاسيوم والماغنسيوم بالتبادل مع الكالسيوم.

2 - ضعف عمليات التلقيح والإخصاب للمحاصيل الصيفية، خاصة إذا كان هناك رياح ساخنة «الذرة والأرز والسمسم والفول السوداني وفول الصويا واللوبيا»، ويتم استخدام المركبات مثل الكالسيوم بورون، بينما تكون طريقة المعاملة حسب نوع المحصول.

3 - زيادة معدلات التنفيل في المحاصيل الثمرية «التنفيل يعني تساقط العقد الحديث»، مثل الخيار والطماطم والفلفل والباذنجان والبامية.

4 - زيادة تعداد بعض الآفات المرتبطة بالحرارة، مثل الحشرات القشرية والبق الدقيقي والعنكبوت الأحمر، وبقية الحشرات حرشفية الأجنحة مثل دودة ورق القطن وديدان الثمار، ولابد من وجود مراقبة ورصد مستمر للزراعات.

5 - زيادة حدة الأمراض المحبة للرطوبة الحرة، مثل البياض الزغبي والتبقعات على كثير من المحاصيل «بياض زغبي على الريحان والخيار – التبقع الزاوي والانثراكنوز على القطن.. وغيرها»، ومن الضروري تجهيز برامج الرش المناسبة.