دير الأنبا هدرا السائح من أهم الأديرة القبطية الأثرية
24.02.2022 07:07
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
وطني
دير الأنبا هدرا السائح من أهم الأديرة القبطية الأثرية
Font Size
وطني

يُعرف الدير بإسم “دير الأنبا هدرا” نسبة للقديس هدرا الذي كان قديس مدينة أسوان، حيث وُلِدَ وعاش فيها ثم أصبح فيما بعد أسقفًا في عهد البابا ثيوفيلوس (٣٨٥-٤١٢م). وتحتفل الكنيسة أسوان بعيد الأنبا هدرا السنوي في يوم ١٢ من شهر كيهك.

بُني الدير الأثري الكبير في القرن السابع الميلادي. كما أعيد بناؤه مرة أخرى في القرن العاشر الميلادي غير أنه تهدَّم في القرن الحادي عشر الميلادي. ويرى البعض أن بناء الدير يرجع إلى القرن الخامس الميلادي. ويُطلق عامة الناس على دير الأنبا هدرا اسم دير القديس سمعان . للدير أهمية كبيرى من الناحية الحضارية والتاريخية والأثرية والدينية، وقد قامت هيئة تنشيط السياحة في أسوان برصف الطريق المؤدي إليه بالأسمنت، كما أضافت بعض المدرجات الأسمنتية في محاولة لتسهيل زيارة هذا الصرح الديني الهام على الزائرين والسائحين. وهذا الطريق هو امتداد لمثيله المؤدي إلى ضريح أغاخان والذي أسفله الفيلا التي عاش فيها مع زوجته البيجوم أم حبيبة والتي كانت فرنسية الجنسية.

– للدير مدخلان في منتصف جداريه المتوازيين بمحاذاة النيل، ويوجد المدخل الأول شرق النيل أما المدخل الآخر فهو في الغرب من ناحية الصحراء. وهذان المدخلان لا يُؤديان مباشرة إلى فناء الدير، فهما من المداخل المنكسرة أو الباشورة. ويعتبر هذا النوع من المداخل من خصائص المباني والمنشآت الحربية والعسكرية. وكل مدخل محصَّن بأبراج قائمة على جانبيه ومزودة بغرفات للحراسة والمراقبة. لذا فالدير من المباني الدفاعية. وهو أمر طبيعي نظرًا لتشييده في الصحراء.

“دير الأنبا هدرا في كتابات المؤرخين والباحثين”

– وردت الإشارة إلى السيرة الذاتية المختصرة للأنبا هدرا في السنكسار القبطي وذُكر أيضًا هذا الدير كثيرًا في كتابات المؤرخين والباحثين والدارسين المتخصصين منذ بدايات القرن الثالث عشر الميلادي حيث أشار إليه باختصار أبو صالح الأرمني أبو المكارم في القرن الثالث عشر الميلادي أكثر من مرة حيث أكد وجود كنيسة به كُرِّست للأنبا هدرا. كما أوضح أن موقع هذا الدير، الذي كان عامرًا بالرهبان في عصره، على الضفة الغربية للنيل.

وفي القرن التاسع عشر الميلادي، أشار جومار إلى دير الأنبا هدرا في أعوام ١٩٠٨ و١٩٢٢م. إضافة إلى جوليان الذي كتب عن نفس الدير في سنة ١٩٠٣م. كما أمدنا ماسبيرو . في عام ١٩١٠م. بدراسة وافية عن هذا الصرح المعماري الكبير. وفي عامي ١٩١٣ و١٩٣٠م، قدَّم جوهان جورج دراسة مفصَّلة عن مباني الدير المختلفة. ويعتبر مونوريه دو فييار من أهم العلماء والباحثين الذين اهتموا بدراسة دير الأنبا هدرا في النصف الأول من القرن العشرين حيث كتب وصفًا عامًا عن الدير ونشرت هذه الدراسة في حوليات هيئة الآثار المصرية سنة ١٩٢٦م. بالإضافة إلى الكتاب الذي نُشِر في سنة ١٩٢٧م. إلى جانب مؤلف آخر له طُبع في جزئين سنة ١٩٢٧م. وتجدر الإشارة أيضًا إلى كل من رينيه جورج كوكان. وموريس مارتن اللذين قدَّما رؤيتهما العلمية عن الدير في سنة ١٩٩١م.ما فيما يتعلَّق بعمارة الدير، فقد كتب عنها كل من مورجان في سنة ١٨٩٤م وولترز . وبيير دو بورجيه في سنة ١٩٩١م. وكذلك سومر كلاركس وبيتر جروسمان بالتفصيل أول مرة في سنة ١٩٧٨م. ثم في سنة ١٩٨٢م. وبعد ذلك في عام ١٩٩١م.

عمارة دير الأنبا هدرا:

ويقع الدير غرب المدينة في منطقة صحراوية ترتفع عن مستوى نهر النيل. وتحيط به الصحراء من الجهات الأربعة. وهو بذلك محصَّن طبيعيًّا، ويُحيط به سور عالٍ خالي من الفتحات. وتخطيط الدير على شكل شبه منحرف. ويتراوح ارتفاع السور بين ٥.٥ إلى ٦ أمتار، ويبلغ سُمكه عند القاعدة حوالى مترين.

ويصل إلى ١.٥ متر عند القمة. وبنيت المداميك السُفلية من الحجر في حين أن باقي المباني في الدير مُشيَّد من الطوب اللبن. وأهم ما يُميز الدير هو اتساع مساحته وتعدد أجزائه وارتفاع مبانيه المتبقية وأسواره شبه المنحرفة التى تُعَد من خصائص عمارة العصور الوسطى التي كثُر تشييدها في النوبة.

يمتد الدير على مستويين وبالتالي فهو يتكون من قسمين رئيسيين، أحدهما في الناحية الشرقية والآخر في الناحية الغربية. ويصل بينهما سلم يُؤدِّي إلى باب لا يتم فتحه إلا بعد أن تصدر الأوامر من الداخل بفتحه. وكان الدير يتكون في الأساس من ثلاثة طوابق لم يتبق منها حاليًا سوى طابقين وملحقاتهما. ويظهر منها بوضوح الطابق الثاني وبعض قلايات الرهبان الذين وصل عددهم في وقت من الأوقات إلى ثلاثمائة، بالإضافة إلى أسرَّتهم وبعض الطاقات أو الدواليب الحائطية التى كان الرهبان يضعون فيها الكتب المقدَّسة. ويجمع القلايات قصر لحماية الرهبان في حالة تمكن الغُزاة من الهجوم على الدير أو دخوله.

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.