قدم خالد عزمي أوراق اعتماده سفيرًا لمصر لدى تل أبيب، واستهل عزمي أنشطته الدبلوماسية بزيارة إلى الكنيسة القبطية في القدس، للتأكيد على أهمية الكنيسة والحفاظ على ممتلكاتها بما فيها دير السلطان الذي يعود تاريخيًا إلى مصر.
وتأتي الزيارة بعد اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي في أواخر أكتوبر الماضي على رهبان مصريين بعد احتجاجهم على دخول القوات الإسرائيلية لترميم الدير دون موافقة الكنيسة الأرثوذكسية، وتدخلت مصر وقتها للإفراج عن راهب مصري اعتقلته القوات الإسرائيلية.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان صحفي ، إن السفير المصري الجديد لتل أبيب حريص على حق مصر التاريخي في كنيسة دير السلطان، وأن السفير يضع الكنيسة القبطية والحفاظ على ممتلكاتها على رأس نشاطاته عقب ما تعرض له رهبانها مؤخراً.
فما حكاية دير السلطان الذي يعود تاريخه إلى مصر؟
دير السلطان واحد من الأديرة القديمة بالقدس، وتبلغ مساحته نحو 1800م2، بناه الوالي المصري منصور التلباني سنة 1092 ميلادية، وتم تجديده في العصر الفاطمي، واحتله الرهبان اللاتينيون، بعد استيلاء الصليبيين على المدينة، ولكن السلطان صلاح الدين الأيوبي بعد تحرير القدس من الصليبيين، قام بمنح الدير إلى الأقباط المصريين تقديرًا لدورهم معه في مواجهة الصليبيين، وعليه سمى هذا الدير بدير السلطان نسبة لصلاح الدين الأيوبي.نزاع مع إثيوبيا
وشكّل دير السلطان دائرة نزاع بين مصر وإثيوبيا، حيث ادعى الإثيوبيون أحقيتهم في الدير بتشجيع من البريطانيين أثناء احتلالهم لفلسطين، ومنذ هذا الوقت سعت الكنيسة المصرية لإثبات أحقيتها في الدير من خلال دعوى قضائية رفعتها أمام المحاكم الإسرائيلية، والتي توجت بحصولها على حكم من المحكمة العليا الإسرائيلية بأحقية الكنيسة المصرية في الدير، إلا أن هذا الحكم لم ينفذ حتى الآن.
الاعتداء على الأقباط ليس أول مرة
لم يكن اعتداء قوات الاحتلال على الرهبان المصرييين في أكتوبر الماضي أول مرة، فقد سبق ذلك اعتداء منذ عشرات السنين، عندما أقدمت السلطات الإسرائيلية على طرد الأقباط المصريين من الدير بعد نكسة 1967، وامتنعت عن تنفيذ حكم المحكمة العليا الإسرائيلية برد الدير إلى المصريين، وسلموه للرهبان الإثيوبيين، وظل الدير موضع نزاع بين الأقباط والإثيوبيين.
حكاية أهمية الدير للأقباط
لدير السلطان أهمية كبيرة عند الأقباط، وحق تاريخي للمصريين فيه، فالدير يلاصق سطح كنيسة القيامة من الجهة الشرقية، كما أنه من جهة أخرى الطريق المباشر إلى كنيسة القيامة، ولأهمية ذلك صدر قرار من المجمع المقدس سنة 1980 بعدم التصريح لرعايا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالسفر إلى القدس لحين استرداد الدير.
وفد كنسي
عندما تقلد البابا تواضروس البابوية في الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، اتخذ نهجًا مغايرًا عن أسلافه، فقد سمح بسفر الوفود الكنسية إلى القدس، وكان الوفد الكنسي الذي زار القدس أمس الخميس، من هذه الوفود.
ومن المقرر حسب بيان صادر عن الكنيسة، فإن الوفد الكنسي وصل القدس بتكليف من البابا تواضروس الثاني ، للقاء الأنبا أنطونيوس مطران الكرسي الأورشليمي والشرق الأدنى، لبحث آخر تطورات الوضع في مشكلة دير السلطان.
وسوف يلتقي الوفد الكنسي المصري بالسفير الجديد لدى إسرائيل لبحث آخر تطورات أزمة الرهبان المصريين في دير السلطان، تأكيدًا على أن الدير حقمصري لا يمكن إنكاره.