أكد المستشار حسن فريد، رئيس محكمة جنايات القاهرة، عقب النطق بالحكم اليوم السبت، بإحالة أوراق 31 متهمًا بقضية اغتيال المستشار هشام بركات، النائب العام الراحل، لفضيلة المفتي بقوله "إن القضية عُرضت على المحكمة فى 17 مايو 2016، وتداولت على مدار 36 جلسة، واستمعت المحكمة فيها لكافة شهود الإثبات وعددهم 113 شاهدًا، كما استمعت لشهود النفي وكان عددهم 30 شاهدًا، كما أنها استجابت لجميع طلبات الدفاع، وأحضرت الأطباء الشرعيين، كما عرضت 35 متهمًا على الطب الشرعى، وجاءت جميع التقارير عن حالة المتهمين الطبية بعدم تعرضهم لإصابات وكذلك عدم وجود أثار تعذيب تعرضوا لها".
ليستكمل رئيس المحكمة، قائلًا :"إن المؤامرة الغاشمة من المتورطين في استهداف المستشار بركات لا يوجد بها إلا كل خسة، فقد استباحوا دماء مسلم صائم في نهار شهر رمضان، ليعقب مستشهدًا بالآية الكريمة:" وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"، ليستطرد: فالأحداث المتطرفة تنتقل سريعًا عبر مواقع تداول المعلومات، ولابد على الدولة أن تحكم سيطرتها على هذه المواقع حفاظا على الأمن المصري، فمهمتنا أن نحمى شبابنا من الإنحدار إلى مثل هذه التنظيمات.".
ليختتم كلمته :" أن القضاء على الإرهاب يستلزم الرقي بالثقافة، لتحسين الحالة الاقتصادية، وتقديم فكر إعلامي واعي، بالإضافة إلى تحسين الظروف المعيشية وتجديد الخطاب الديني"، ليستشهد على النحو الآخر بالآية الكريمة: " يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي".
يذكر أن محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة اليوم السبت بمعهد أمناء الشرطة بطرة، برئاسة المستشار حسن فريد، قررت إحالة أوراق 31 متهمًا بالقضية للمفتي، مع تحديد جلسة 22 يوليو المقبل للنطق بالحكم النهائي.
وأسندت النيابة العامة إلى المتهمين، اتهامات عديدة ومن بينها: الإنضمام إلى جماعة الإخوان الإرهابية والتخابر والإتفاق مع عناصر من حركة حماس، وكذلك قيادات الجماعة الهاربين بالخارج لإعداد والتخطيط لاستهداف بعض رموز الدولة المصرية سعيًا منهم لإحداث حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في البلاد بغية إسقاط الدولة، وذلك بأن أعدوا لذلك عدتهم بأن شكلوا لهذا الغرض مجموعات نوعية اختص بعضها بالإعداد الفكري لهذه الأنشطة والبعض الآخر تلقى تدريبات قتالية في معسكرات حركة حماس تنوعت بين إعداد وتجهيز المتفجرات ورصد للشخصيات المهمة وتأمين الإتصالات.
كما أشارت تحقيقات النيابة إلى أن المتهمين بدأوا في الإعداد لارتكاب جرائمهم، فنقلوا لعناصر من المجموعات النوعية ما تلقوه من تدريبات في معسكرات حماس وبعد توفير الدعم اللوجيستي وتصنيع العبوات الناسفة وتجهيزها بالدوائر الإلكترونية اللازمة للتفجير عن بعد، فقاموا بزرعها بسيارة تركوها بمكان الحادث الذي سبق رصد موكب المستشار هشام بركات، والذي ما إن مر به حتى باغته بتفجير العبوة الناسفة التي أودت بحياته وأصابت عددا من أفراد القوة المكلفة بحراسته وبعض المارة بالطريق فضلًا عن تخريب وإتلاف العديد من الممتلكات العامة.