
"في البداية كنت متقلق من موضوع العمل في الحجر خاصة أنا لسه ممرض حديث ووحيد والدي وعائلهم الوحيد فأول ما جاء لي العمل بمستشفى العزل بتمي الأمديد بمحافظة الدقهلية رفضت ثم وافقت على العمل بعزل المدينة الجامعية بالمنصورة لما الأسرة وزملائي شجعوني ووجدت أن الأمر يتعلق بمدى الالتزام بالإجراءات الصحية تجنبا لنشر العدوي وتوكلت على الله فهو خير وكيل ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"، بتلك الكلمات بدأ محمد محمود صابر، 22 عاما، فني تمريض حديثه لـ"الوطن".
يروي صابر التفاصيل قائلا: أعمل فني تمريض منذ 4 أشهر بمستشفى اتميدة المركزي بعد تخرجه من معهد فني تمريض قبل 7 أشهر ثم عملت بعزل المدينة الجامعية بالمنصورة لمدة 16 يوما، حيث تم المد ليومين حتى يتم الدفع بعدد أكبر من التمريض.
ويتذكر صابر أصعب المواقف التي مر بها بالعزل والمتمثلة في "تحول نتيجة المسحة لحالة محتجزة من سلبية لإيجابية وهو ما يؤثر سلبيا على نفسية الحالة ونفسيتي شخصيا فالمريض يعد طوال فترة احتجازه أحد أفراد عائلتنا نفرح لفرحه ونحزن لحزنه فضلا عن إصابة طفلة رضيعة تبلغ من العمر 9 أشهر بالفيروس وحينها تصر الأم على مرافقة صغيرتها ونتخذ كافة الاحتياطات الطبية اللازمة منعا لانتقال العدوي إليها وبالطبع حينها نخشى على الأم ونوفر لها كافة المستلزمات الطبية حتى لا تصاب الأم علاوة على ذاك بكون خايف وأنا بأخذ المسحة على المريض".
يستطرد صابر قائلا: لأول مرة أقضي شهر رمضان وأنا بعيد عن منزلي فقضيت نحو أسبوعين من شهر رمضان في العزل، متابعا: بالطبع بحزن من الإساءات الموجهة مؤخرا للأطقم الطبية باعتباري واحدا من المنظومة مطالبا الشعب المصري بدعمهم والوقوف لجوارههم وعدم الالتفات للشائعات والالتزام بالإجراءات الوقائية اللازمة والتباعد الاجتماعي وعدم النزول سوى للضرورة القصوي مع ارتداء الكمامات.