تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بفترة الخماسين المقدسة، وتعتبر مقولة “أرع خرافي” التي قالها المسيح لبطرس الرسول عقب القيامة هي أشهر المقولات التي تتردد في تلك الفترة.
بيشوي سعيد، الباحث المتخصص في الشؤون العقيدية، وخريج معهد الدراسات القبطية شعبة اللاهوت، قال في تصريح خاص ل"الدستور" إن تلك العبارة يُساء فهمها، فيفسرها أبناء الكنائس الكاثوليكية على أنها تصريح خاص يفيد زعامة القديس بطرس الرسول لبقية التلاميذ وبالتالي زعامة كرسي روما الذي في الفاتيكان على بقية الكراسي الرسولية وكنائس العالم، وهو ما ينسج خيطا من بطرس الرسول لبابا روما، ليصبح بابا روما هو الذي له الوصاية على بقية الكنائس.وأشار إلى أن ذلك تفسيرا خاطئا لأن السيد المسيح أراد أن يرد ويجبر الكسر النفسي الذي اصاب القديس بطرس الرسول عقب انكاره له خشية من الوقوع بين ايدي الرومان، لذلك قام برده الى مرتبته الأولى كرسول، فقال له أتحبني؟ ثلاث مرات، وفي أخر مرة قال له "ارع غنمي ارع خرافي".
وفي إجابته على تلك النقطة، قال البابا الراحل شنودة الثالث في كتاب تأملات في القيامة، إن السيد المسيح لم يقل له ذلك لكي يقيمه راعيًا للكنيسة الجامعة، وإنما لكي يرده ثانية إلى رتبة الرسولية التي كاد يفقدها بإنكاره فكان الرب بهذه العبارة قد ساواه بباقي الرسل، بينما كان معرضًا لأن تنفذ فيه الآية التي تقول: "من أنكرني قدام الناس، أنكره قدام ملائكة الله".
وواضح أن السيد المسيح قال له: "ارع غنمي" في موقف توبيخ، حيث سأله ثلاث مرات قائلًا: "يا سمعان ابن يونا، أتحبني أكثر من هؤلاء"، وفي ذلك أراد أن يذكره بإنكار له ثلاث مرات، كما كان سؤاله يحمل توبيخًا خفيفًا يذكر بطرس بقوله: "لو أنكرك الجميع لا أنكرك أنا".
ونلاحظ أيضًا أن السيد المسيح ناداه في ذلك المجال باسمه القديم قبل أن يدعي بطرس، وأوضح دليل على أن ذلك كله قيل في مجال توبيخ أن بطرس بعد أن قال له الرب "ارع غنمي" ثلاث مرات، حزن لأنه فهم القصد، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى، ولو كانت العبارة في مجال تمجيد أو تقليد رئاسة، لكانت سبب بهجة وفرح وفر لا سبب حزن لبطرس، والرعاية وظيفة قلدها الرب لكثيرين كما يتضح من نصوص كثيرة في الكتاب المقدس، فكل الرسل رعاة، وكل الأساقفة رعاة، والسيد المسيح هو راعي الرعاة.