نائب رئيس جهاز أمن الدولة الأسبق : نريد تطهير الأزهر وليس هدمه.. وفتاوى المحسوبين عليه سبب إلحاد بعض الشباب .. والإخوان كانوا ورقة نلعب بها لإحداث رد فعل عالمي
04.05.2017 14:31
اهم اخبار مصر Egypt News
نائب رئيس جهاز أمن الدولة الأسبق : نريد تطهير الأزهر وليس هدمه.. وفتاوى المحسوبين عليه سبب إلحاد بعض الشباب .. والإخوان كانوا ورقة نلعب بها لإحداث رد فعل عالمي
حجم الخط

نريد تطهير الأزهر وليس هدمه
فتاوى المحسوبين عليه سبب إلحاد الشباب وانضمامهم للجماعات الإرهابية
العمليات الإرهابية هي علاقة بين إرهابي وضابط شرطة والعالم أجمع يعاني منها
نجاح الدولة في مواجهة الإرهاب في سيناء ادي لزيادة الإرهاب في الوجة البحري
تطبيق قانون الطوارئ يفيد الأجهزة الأمنية في مواجهة ومحاربة التنظيمات الإرهابية
داعش موجود في مصر.. و التنظيم طور أفكار "حسن البنا" و استخدمها
أمن الدولة "مرآة النظام".. والإخوان كانوا ورقة نلعب بها لإحداث رد فعل عالمي
محمود عزت لم يهرب للخارج.. والجماعة أشاعت ذلك لمنع ملاحقته أمني

قال اللواء عبد الحميد خيرت نائب رئيس جهاز أمن الدولة الأسبق ورئيس المركز المصرى للبحوث والدراسات الأمني أن معظم المتورطين فى الأعمال الإرهابية خريجى جامعة الأزهر كذلك كان طلاب جامعة الأزهر الأكثر عنفًا وإجرامًا عقب سقوط حكم الإخوان فى ثورة 30 يونيو، وقاموا بالعديد من جرائم الحرق وقطع الطرق.

وأشار إلى أن فتاوى بعض خريجي الأزهر تسببت فى إلحاد الكثير من الشباب واستقطاب الجماعات الإرهابية لهم، ويجب علي قيادات الأزهر توضيح رأى الشرع فيما يقومون به من أعمال إرهابية.

وحول دور الازهر فى محاربة الارهاب قال عليه أن يكون منارة الدعوة السنية وأن يقود الإسلام السني في المنطقة ويصبح المرجعية للكل السنة، وكذلك يجب تجهيز ائمه ودعاه مؤهلين علميًا وثقافيًا وتكنلوجيًا ولغويًا لعمل قوافل دعوية للخارج، يتحدثون بلغة البلاد التي يكونون فيها للتعريف بالإسلام وتوضيح حقيقته.

وطالب بإعادة تقييم دور جامعة الأزهر، كمنارة دعوية شرعية حقيقية، تتولى نشر أفكار المؤسسة الرئيسية فى التسامح والتعايش والاعتدال فى العالم

وكشف اللواء خيرت في حواره لـ "صدي البلد" عن كيفية مواجهة خطر الإرهاب وتطهير الأزهر من أعضاء الجماعة الإخوانية، وكذلك علاقة الإخوان بالتيارات المتطرفة المختلفة... إلي نص الحوار.

** في البداية دعنا نتحدث عن الأزهر ودوره في محاربة التيارات المتطرفة؟

دعني أخبرك في البداية اننا نريد فقط تطهير الأزهر من أعضاء جماعة الإخوان الموجودين فيه، دون أن نقوم بهدمه مثلما يشيع البعض، فالمتابع للموقف سوف يجد أن أغلب قتلي جماعة الإخوان هم خريجوا جامعة الأزهر الشريف.

وأدلل علي حديثي ذلك ببيان ما يُسمى لواء الثورة الأخير، والذى يُعتبر إحدى اللجان النوعية لتنظيم الإخوان الإرهابى، فالبيان الذي صدر فى 11 مارس الجارى حمل إشارة مهمة فى نعيه لأربعة من عناصره الإرهابيين الذين قتلوا فى عملية أمنية، واعتبرهم شهداء أبطالا لقوا نحبهم مقبلين مرابطين وكشف عن أسمائهم ومؤهلاتهم، وكانت المفاجأة أنهم جميعًا من خريجى جامعة الأزهر، اثنان منهم رجب أحمد على وعبدالله هلال حاصلان على بكالوريوس الهندسة، والثالث أحمد محفوظ بكالوريوس العلوم، أما الرابع حسن جلال فخريج الشريعة والقانون، وكذلك من قام بعملية اغتيال النائب العام الراحل هشام بركات وأعلنت أسماؤهم وصورهم كانوا أيضًا ممن انتموا أو درسوا بالجامعة الأزهرية.

وكذلك فمن منطلق خبرتى الأمنية، التى استمرت 30 عامًا، وتحديدًا فى ملف الإرهاب والتطرف وتيارات الإسلام السياسى، فإن لواء الثورة المزعوم، المتورط فى جريمة كمين العجيزى بمدينة السادات فى شهر أغسطس الماضى، وهو مخطط ومرتكب جريمة اغتيال الشهيد العميد عادل رجائى بمدينة العبور قبل أشهر، هو أحد خيوط الربط التى تجمع ما بين تنظيم الإخوان الإرهابى وتيارات السلفية الجهادية المعروفة.. لذا يُعدُّ مع تنظيم داعش وبيت المقدس من أدوات الجماعة الإرهابية فى تنفيذ مخططات العنف والاغتيال والقتل.

** إذن فما جدية ارتباط خريجى جامعة الأزهر بهذه التنظيمات؟

هذا هو السؤال الذي لا يجب أن نغمض أعيننا عن إجابته ولماذا غالبية المتورطين فى الأعمال الإرهابية ينتمون بشكل أو بآخر لجامعة الأزهر؟ وكذلك كانت جامعة الأزهر ذاتها كان طلبتها الأكثر عنفًا وإجرامًا عقب الإطاحة بنظام حكم الإخوان فى ثورة 30 يونيو، وقاموا بالعديد من جرائم الحرق وقطع الطرق والاعتداء، حتى على مبنى الجامعة أو المدينة الجامعية!.

فالمتابع للموقف سيجد أن فتاوى من يعلنون أنهم من خرجي الأزهر هي من تسببت فى إلحاد الكثير من الشباب واستقطاب الجماعات الإرهابية لهم، ويجب علي قيادات الأزهر توضيح رأى الشرع فيما يقومون به أعمال إرهابية.

** وكيف يمكن للأزهر أن يكون صاحب دور في محاربة الإرهاب؟

أولا علي الأزهر أن يكون هو منارة الدعوة السنية وأن يقود الإسلام السني في المنطقة ويصبح المرجعية للكل السنة، وكذلك يجب تجهيز ائمه ودعاه مؤهلين علميًا وثقافيًا وتكنلوجيًا ولغويًا لعمل قوافل دعوية للخارج، يتحدثون بلغة البلاد التي يكونون فيها للتعريف بالإسلام وتوضيح حقيقته.

وكذلك يجب إعادة تقييم دور جامعة الأزهر، كمنارة دعوية شرعية حقيقية، تتولى نشر أفكار المؤسسة الرئيسية فى التسامح والتعايش والاعتدال فى العالم، وتلك كانت مهمتها القديمة قبل أن تنخرط فى منافسة الجامعات الأخرى العلمية، وهذا بالتالى يدعونا للتساؤل: هل نحن بحاجة إلى طبيب أو مهندس أزهرى.؟ وما الإضافة الجديدة لهذا التخصص الدنيوى الذى يزيد من الأعباء على المؤسسة الأزهرية أولًا، ويشغلها عن مهمتها التنويرية والدعوية التى تحتاج لتجديد حقيقى فى الخطاب الدينى، سواء فى الفكر أو الفهم أو القدوة.. خاصة أن منارة الأزهر تستوعب الآلاف من جميع الجنسيات حول العالم، للدراسة والبحث، ولا يصح أبدًا أن يكون من بين أقرانهم المصريين من يحمل لواء العنف والقتل والتكفير والتفجير.

** الأجهزة الأمنية كانت تقوم في السابق بتجميع معلومات حول التنظيمات ومتابعتها بصفة دورية.. والآن مع تفجيرات الكنائس التي وقعت مرتين، فهل تري أن هناك قصور أمني في جمع المعلومات؟

في فرق بين القصور المعلوماتي في عملية تمت وبين أن يوجد قصور في منظومة العمل بصفة كاملة، بمعني أن هناك قاعدة علي مستوي العالم بأن أي عملية إرهابية تتم فهناك قصور أمني معلوماتي، وهذا موجود في جميع أنحاء العالم مثلما حدث في أمريكا من ضرب البرجين فهذا يصنف كقصور أمني معلوماتي، وكحادثة قتل السفير الروسي في تركيا وهنا في قصور واهمال واختراق.

وليس هذا معناه أن لديك قصور في منظومة العمل بصفه عامة بدليل أنك في نفس الوقت، تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض علي العديد من خلايا اللجان النوعية المتعددة وعدد من محازن السلاح، فهذا نجاح قوي جدًا، ولذلك فعندما تحدث أي عملية إرهابية يجب أن يكون عندي شجاعة القول بأن ذلك هو قصور أمني.

** وكيف يمكن السيطرة علي تلك العمليات الإرهابية؟

أي عملية إرهابية هي علاقة بين إرهابي وضابط شرطة، فالإرهابي يحاول أن يبحث عن ثغرات لينفذ منها ويقوم بتنفيذ العملية الإرهابية والضابط الذي يحاول أن يغطي ويؤمن كل النقاط حتي لا يستطيع الإرهابي الإختراق، وفي النهاية لو حدثت العملية فبذلك يكون الإرهابي قد نجح في اختراق فيكون ذلك قصور أمني، ولو نجحت الأجهزة الأمنية في القبض عليه فبذلك تكون تمكنت من العثور علي ثغرة اخترقت بها الإرهابي.

ودعني أقول لك أنه لا يمكن السيطرة علي العمليات الإرهابية، لانها من الممكن الا تكون خلايا فيمكن أن تكون شخص واحد، مثلما تعاني الدول الأوربية حاليًا من هجمات "الذئاب المنفردة"، مثل عمليات الدهس والطعن.

** هل تري أننا نجحنا في محاربة الإرهاب في سيناء؟

عندما نبدأ التحدث عن الإرهاب في سيناء يجب أن يكون هناك شقين للإجابة، أولا عندما طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي تفويض لمحاربة الإرهاب، قام بتقسيم جمهورية مصر إلي قسمين، شمال سيناء وسائر محافظات الجمهورية، وفي شمال سيناء تم استخدام كافة الإجراءات التي يمكن أن تتم في مواجهة الإرهاب من اجراءات استثنائيه وقانون طوارئ من 2013 وحتي الآن، ودعني اقول لك أنك تواجه إرهاب دولي في سيناء.

وهنا يكون التساؤل لماذا سيناء، فمنذ 1989 وحتي 2011 كان العالم كله بيعتمد علي القطب الواحد وهي أمريكا في مواجهه الإرهاب، والحقيقة أن ذلك الموضوع كلف أمريكا تكليفات عالية جدًا لأنها تبحث عن تحقيق اجندات ومصالح من خلال الكيانات الإرهابية، لكن حدث في الفترة الثانية لأوباما أن الأمريكين يريدون سحب جميع قواتهم الخارجية من العراق وافغانستان، فكان الفكر الأمريكي انني في حالة انسحابي من افغانستان فماذا افعل بالكينات الإرهابية التي تنفذ اجنداتي الدولية، لانها يجب أن تكون تحت السيطرة، فكان الإختيار البديل لأفغانستان من حيث نفس الطبيعة والمناخ هي سيناء، وبدات أمريكا التنسيق مع قطر للتنسيق مع طالبان التي لديها مكتب في الدوحة، للتصدير المجاهدين إلي سيناء، ولكن طالبان ردت بأن ذلك تابع للقاعدة وليس لهم.

** وكيف تمكنت القاعدة من إدخال مجاهديها إلي سيناء؟

هنا سنجد أن تلك العناصر دخلت البلاد خلال فتره حكم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتنظيم القاعدة من خلال رفاعة الطهطاوي نجل خالة أيمن الظواهري، وحدث اتصال بين الإخوان وأمريكا لإدخال العناصر المجاهدة في افغانستان إلي سيناء، لان الإخوان كانت لا تثق في الجيش ووضعت امامها ما حدث في 1952 ، ولذلك أرادت أن تحمي نفسها من خلال تأسيس الجيش المصري الحر علي غرار الجيش السوري الحر، وحدثت لقاءات في ليبيا بين أبو أنس الليبي ومحمود عزت بتنسيق من خيرت الشاطر، وتم خلاله الاتفاق علي دخول هؤلاء المقاتلين إلي سيناء، وهو ما تم بالفعل.

ويجب أن نعلم ان تلك العناصر هي عناصر إرهابية مدربة تدريب عالي علي الحروب ولديها خبرات في استخدام جميع الأسلحة، بل الأكثر من ذلك انه في فتره حكم المعزول مرسي تلاحظ القبض علي العديد من الأسلحة الثقيلة والتي كانت تستخدم في الحروب، وقام بادخالها هؤلاء المقاتلين عن طريق ليبيا والسودان والأنفاق، ولذلك فمحاربة الإرهاب في سيناء تحتاج إلي الجيش وليس الشرطة لانها تندرج تحت بند الحروب.

وأري أن زيادة العلميات الإرهابية هو مؤشر علي نجاح الدولة في مواجهة الإرهاب في سيناء، وأن هناك ضغط علي الكيانات الإرهابية في سيناء، وهناك العديد من الانجازات والنجاحات في الفترة الأخيرة هناك من خلال تصفية والقبض علي عدد كبير من الإرهابيين في سيناء، وأنا اتوقع ان تشهد مصر الفترة القادمة العديد من العمليات الإرهابية لان 2017 سيكون عام الإرهاب علي مستوي العالم، فالعالم جميعه سيشهد عمليات كثيرة الفترة القادمة، وفي نفس الوقت سيكون عام مواجهة الإرهاب.

** وماذا عن خطر العائدين من سوريا؟

مصر لها خبرة كبيرة فى هذا الموضوع. تعاملنا مع هذا الأمر قديمًا حيث واجهنا العائدين من أفغانستان، وواجهتنا العديد من المشكلات فى مواجهة تلك العناصر المدربة تدريبا عاليًا، ولها خبرة كبيرة فى الحروب حتى استطعنا السيطرة عليهم، ولا بد من تنسيق دولى بين جميع الدول منعًا لتدخل دولة مثل قطر وتستقطب هؤلاء الإرهابيين من منطلق تدريبهم، وهنا يكمن الخطر.

** ما مدي وجود تنظيم داعش في مصر؟

داعش موجودة في مصر فعلًا، ونُلاحظ أنها ظهرت في المنطقة بوضوح بعد ثورة 30-6 ثم تحولت من تنظيم إرهابي لما أسموه بالدولة الإسلامية، وبسبب تواطؤ بعض العناصر من الخونة استولت داعش بسهولة على التسليح الثقيل للجيش العراقي الذي كان يهرب تاركًا لها مواقعه وسلاحه، فسيطرت على السلاح والبترول معًا في وقت قصير، والآن داعش في مصر، وأعلنت مسئوليتها عن أكثر من حادث إرهابي ، لماذا لا نصدق ذلك، رغم أن داعش أعلنت عن ما أسمته بولاية سيناء .

داعش يمكن أن تنتقل لأي بلد لأنها بالأساس فكرة، ويُمكن لخمسة أو ستة أشخاص أن يقرأونها نقلًا عن الأنترنت ثم يعتنقون أهدافها وخططها ويتعاملون بها ويحاولون تنفيذها على الأرض، وفي الفترة الأخيرة تم القبض علي أكثر من خلية تم الكشف عن انها تعتنق منهج الفكر الداعشي من خلال في ملازم دراسية تم العثور عليها مع أعضاء الخلايا، ومن عناوين بعض تلك الملازم التي تدرس "مد الأيادي لبيعة البغدادي" و"رفع الملام عن جنود دولة الإسلام" و"موجبات الانضمام إلي الدولة الإسلامية".

ويوجد ائتلاف اسمه "الصحبة والآل" أعضاؤه مقتنعين بفكر داعش ويُطبقوه في عمليات كان منها هجومهم على سفارة النيجر في الحادث الإرهابي الشهير الذي قتلوا أثناءه عسكري شرطة واستولوا على سلاحه.

وأنا أري أن مصر موجوده وسط أخطر ولايتين تابيعن لداعش و هم ولاية سيناء و ولاية سرت في ليبيا، فداعش أعلنت أنها وصلت في 2015 لـ 36 ولاية في 12 دولة منها 7 عرب و لكن أخطرهم كما ذكرنا "سيناء و سرت".

وأنا أجد انه يجب علينا حتي نستطيع التعامل مع داعش، أن ندرس خريطتها جيدًا، فلو درسنا ذلك جيدًا سنجد أن داعش قسم خريطة معتبرًا أن سيناء ليست جزء من مصر ولكنها جزء من الشام مثلما كان يقول أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في الثلاثينيات.

** ما علاقة داعش بتنظيم الإخوان الإرهابي؟

هناك ارتباط وثيق بين تنظيم داعش والإخوان، فداعش أخذ أفكار حسن البنا و قام بتطويرها، فإذا بحثنا سنجد أن البنا هو من أقر ووضع خريطة داعش الحالية، ففي عام 1937 أسس البنا شعبة سيناء وعزة التابعة إداريًا لسيناء حسبما تذكر موسوعة الإخوان التاريخية، فكان البنا يتعامل مع سيناء و عزة كجزء واحد بعيدًا عن باقي مصر مثلما تتعامل داعش حاليًا بوضعها سيناء ضمن ولاية الشام.

وكذلك في عام 1946 كتب الينا مقالًا بعنوان "سيناء والسودان" شدد فيه بضرورة إعمار الشريط الحدودي وإقامه منطقة صناعية يعمل بها عمال مصريين و فلسطنين، و كذلك جامعة تضمن طلاب مصر وفلسطين، وكذلك في عام 1947 أقام تنظيم الإخوان بحضور البنا عرضًا مشتركًا في غزة لجوالة التنظيم من غزة و رفح.

إذن علينا أن نربط ذلك الكلام بالإخوان، من خلال حديث القيادي الإخواني محمد البلتاجي عندما قال أن كل ما سيحدث في سيناء سيتوقف في اللحظة التي يعود فيها المعزول محمد مرسي للحكم، إذن هناك علاقة بين الإخوان وداعش، فالهيكل الذي وضعة داعش والخريطة الخاصة بالتنظيم هو نفس تصور حسن البنا عندما قام بتقسيم المكتب الإداري لسيناء وغزة.

** ما دور القيادي الإخواني الهارب محمود عزت الآن؟

دعني في البداية أوضح أن القيادي الإخواني محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين الارهابية مازال موجودا داخل مصر وانه لم يتمكن من الهرب للخارج، وان جماعة الاخوان هي التي اشاعت خبر هروبه خارج مصر ومشاركته في اجتماعات تنظيمية بقطر وتركيا وغزة بغرض ابعاد الامن عن ملاحقته داخل الحدود المصرية الا ان المعلومات تؤكد ان عزت مازال موجودا داخل البلاد وانه يتنقل بين عدة اماكن جبلية نائية تحت حراسة امنية مشددة ومسلحة من مليشيات جماعة الاخوان والجماعات الارهابية المتشددة حيث يقود فعليا حركة جماعة الاخوان داخل مصر ويحاول دفعهم الي التحرك في مظاهرات ضد رجال الشرطة والجيش والشعب، وأنه هو الذي يتلقي الاموال التي يتم تهريبها من الخارج الي جماعة الاخوان في مصر ويقوم بتوزيعها علي افراد الجماعة للقيام بالاعمال الارهابية المطلوبة منهم.

ويمكن أن نقول أن الداخلية لازالت تتركه للإيقاع بباقي العناصر الإخوانية، وقد يكون هو سبب سقوط القيادي محمد عبد الرحمن المرسي ومحمد علي بشر.

** كيف يستطيع التنظيم الدولى حتى الآن إدخال أموال لمصر؟

لا يمكن مراقبة كيفية إدخال التنظيم للأموال إلي مصر، لأنها تدخل من خلال عده طرق من الممكن أن تكون مثلًا بالتجارة ، فننحن نتحدث عن تنظيم ميزانيته تستطيع حل مشاكل عدد من الدول.

فسوف أذكر لكم قصة حدثت معي منذ عده سنوات، عندما أخبرني أحد المصادر السرية عن قيام أعضاء الجماعة في العيد بشراء جلود الأضاحي و ببيعها للمدابغ ، بحوالي 5 جنيه للفروة الواحدة، فلو قمنا بعمل حسبه سريعة علي مستوي الشعبة التنظيمية الواحدة فإذا كان هناك 1000 فروه خاصة باضحيات أعضاء الشعبة و قمنا بضرب ذلك الرقم في ثمن الفروة و هو 5 جنيه فسنجد اننا حصلنا علي ناتج و هو 5000 جنيه، فلو قمنا بعد ذلك بحساب ذلك علي 64 شعبة فسنحصل علي مبلغ إجمالي 320 ألف جنيه ، و إذا قمنا بحاسبه في 26 محافظة، فسنجد أننا اقتربنا علي الـ 9 مليون جنيه، و هكذا حصل علي مورد تمويل بدون أي تعب، و لكننا عقب تأكدنا من تلك المعلومات قمنا بالتعامل الفوري معها من خلال نشر الكمائن علي مستوي الجمهورية و كذلك التنبيه علي الجزارين بعدم بيع جلود الأضاحي و اعطائها للجمعيات الخيرية للإستفاده بها.

** هل كانت قيادات الإخوان تعمل مع جهاز أمن الدولة؟

أولا دور جهاز أمن الدولة هو مرآة للنظام ينتهي عند تقديم التقارير ورفعها لوزير الداخلية، و لكن ماذا يتم عقب ذلك لا نعرف.. والإخوان جزء من النظام السابق في عهد مبارك، وكانت ورقة للنظام يلعب بها لإحداث رد فعل عالمي وإثبات أن هناك معارضة لديها قدرة على الحشد، وكانوا يأخذون الإذن لأى فعاليات لهم في الشارع وعلى مستوى المحافظات، فالمكاتب الإدارية كانت على اتصال دائم بالجهاز، وكانت تأخذ تعليمات، والمؤكد أن الإخوان كانوا جزءًا من المشهد ونظام مبارك، هذا أمر لا جدال فيه.. واما الآن فالوضع اختلف تمامًا لأن التنظيم أصبح تنظيمًا إرهابيًا فلا يمكن أن تقوم الأجهزة الأمنية بالتفاوض أو التعامل معهم.

** هل فرض قانون الطوارئ الآن له منفعة في مواجهة الإرهاب؟

نعم بالفعل فتطبيق قانون الطوارئ يفيد الأجهزة الأمنية في مواجهة ومحاربة التنظيمات الإرهابية، دون انتظار الإجراءات المعتادة، وأري أننا تاخرنا كثيرُا في إعلان حالة الطوارئ وكان يجب فرضه فور طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي تفويض محاربة الإرهاب، لان في ذلك الوقت كان تحت يد الأجهزة الأمنية تقدير موقف كبير أن هناك خطر يواجهه الدولة.

** وكيف تتمكن مصر من مواجهة الإرهاب في أسرع وقت؟

يجب أن تكون بالتنسيق بين أجهزة الدولة والمؤسسات والوزارات المختلفة لمواجهة الإرهاب، فالقضاء على الإرهاب ليس بالأمن فقط، ولكن للأسف مواجهة الإرهاب تتم بطرق تقليدية عن طريق الندوات والمؤتمرات، وكذلك فوزارة الأوقاف لا تقوم بدورها أيضًا، كما أنه يجب تذكير الشعب المصرى من فترة لأخرى بخطورة جماعة الإخوان الإرهابية، لأن النظام الحالى يتمتع بميزة كبيرة وهى إدراك الشعب لحقيقة الجماعة الإرهابية، وبالتالى يجب الحفاظ على هذا المكسب .

ويجب أن تكون المواجهة من خلال 3 محاور، الأول: تقنين التنظيم الإرهابى "الإخوان" عن طريق عمل محضر تحريات، ينص على أن تنظيم الإخوان له هيكل من المرشد، ومكتب الإرشاد، وهيئة الشورى ولجان نوعية وتمويل، مع العمل على ربط أعضاء التنظيم فى جميع المحافظات داخل محضر واحد حتى يسهل السيطرة عليهم ومعرفتهم بدقة.

المحور الثانى يتلخص فى "تعرية التنظيم"، وهنا يكمن دور الأزهر والأوقاف عن طريق إعلان تشدد هذا التنظيم، وإبراز فكر حسن البنا "الإعوجاجى والتكفيرى". ولا بد على شيوخ الأزهر أن يبرزوا فكر الجماعات والحركات والتنظيمات الإرهابية على مستوى العالم ويؤكدوا أنها منبثقة من عباءة جماعة الإخوان.

كما يتضمن المحور الثالث: تحصين المجتمع وتطعيم المواطن من الفيروس المنتشر بداخله، وهذا عمل مؤسسات الدولة "الثقافة، والشباب والرياضة، والأزهر"، ولكن للأسف لو نظرت لهذه الأشياء فستجد أن لا شىء تم، والجهة الوحيدة التى تقوم بدورها فى إطار كونها جزء فى مواجهة الأزمة هو الأمن ودوره يتلخص فى مواجهة العمليات الإرهابية.

** وكيف يتمكن العالم من مواجهة الإرهاب؟

ومواجهة الإرهاب أصبحت لا تتوقف علي قدراتك الأمنية ولا العسكرية، ولكن مرتبطة بقدراتك علي التنسيق مع الدول الأخري، وهو ما يحدث الآن، فالعالم سابقًا كان يحمل العرب أنهم مصدرين للإرهاب يبقي هم المستوردين، والتساؤل هنا لماذا استوردتها وليس استيردها فقط ولكن إعادة تشكيلها ثم ارسالها تصديرها مره أخري، والآن أصبحت المواجهه علي المصدر والمستورد، حيث أن الدول الأوربية بقوانينها جعلت عناصر النشاط جزء من النسيج المجتمعي داخل هذه البلاد.

أعتقد بل متأكد من أنه لا الولايات المتحدة ولا بريطانيا سيجرؤان على الإعلان الرسمى بأن الجماعة إرهابية، لعدة أسباب: أولها أن النخبة السياسية المؤثرة فى البلدين لها منطق آخر غير منطقنا نحن، لأنهم يترجمون الإرهاب على أنه فعل إرهابى، وليس مجرد أفكار أو كلام يعتبرونها حقًا للتعبير والرأى، والثانى: أن شبكة علاقات الجماعة تتغلغل بشكل غير رسمى هناك دون أن يكون هناك فعلًا كيان للجماعة يمكن مؤاخذته أو حسابه، والثالث، أنهم ـ خاصة فى بريطانيا ـ أسرى أرصدة الإمبراطورية المالية لعناصر التنظيم وداعميهم، ويخشون فقدانها، وكلنا نذكر ما قاله القيادى الإخوانى يوسف ندا، لقناة الجزيرة من أن بريطانيا لا تقوى على اتخاذ موقف ضد الجماعة، وأن 90% من عناصر الجماعة يحملون الجنسية البريطانية وأصبحوا جزءًا من النسيج هناك، واى قرار حولهم يحتاج لتغيير قانونى، وهذا صعب جدًا.

أما الأهم، فهو أن كلا من أمريكا وبريطانيا لن يتسرعا فى تصنيف هكذا، بل يضعانه كـكارت فى جيوبهما يلوحان به وقت الحاجة.. والأخطر من ذلك أن الطرفين يتغاضيان تمامًا عن أهم الأطراف الداعمة والممولة والراعية للتنظيمات الإرهابية، وهما قطر وتركيا، لذات السبب غير المعلن.!.

علينا أن نعرف أنه رغم ميل ترامب ـ ومعه عدد من أقطاب حكومته ـ لإصدار أمر تنفيذى باعتبار الإخوان جماعة إرهابية، إلا أن هناك عددًا غير قليل فى بعض مراكز القرار أو الأبحاث النافذين يمنع ذلك، مع علمهم أن الإخوان هى أصل الإرهاب فى المنطقة منذ نشأتها عام 1928.. ولكنها معادلات السياسة البراجماتية المعقدة.

فى رأيى، أن الإدارة الأمريكية ستكتفى بالتضييق غير المعلن على أنشطة الجماعة التى ستدخل مرحلة التشرنق والكمون مؤقتًا بانتظار معطيات جديدة تخرجها من حالة العدو المشترك وهو الإرهاب.

** هل تري أنه من الممكن أن تحدث احتجاجات في الشارع شبيهة بـ 25 يناير؟

لن يحدث أي شئ، فبرغم أن الرئيس السيسي لا يمتلك أي ظهير حزبي إلا أنه يمتلك ظهير شعبي كبير، و المواطنين يحبونه، وكذلك فليس هناك أي جماعة قادرة علي الحشد في هذه الفتره، ولكن جماعة الإخوان الإرهابية تريد ضرب مصر اقتصاديًا من خلال تلك الدعوات مثلما حدث في 11/11 عندما قام المواطنين بتحزين السلع خوفًا من قيام اي احتجاجات، ولكن نلاحظ أن الرئيس السيسي اتخذ القرارات الخاصة يتخفيض الدعم يوم 6/11 كرسالة إلي أن البلد تمر بفتره آمنة ومستقرة.

القضية الفلسطينية

** دعنا نتحدث عن القضية الفلسطينية.. هل تري أن هناك تطورًا للوصول إلي حل؟

أري أن القضية الفلسطينية في طريقها للحل، من خلال بعض الخطوات التي حدثت في الفترة الأخيرة، واولها كان أن خالد مشعل أدي خطبة الوداع في قطر قبل زيادة محمود عباس إلي أمريكا، وقبلها خروج يحيي الصنهار من السجون الإسرائيلية من أجل أن يتولي كتائب عز الدين القسام، وهو من المتشددين وخروجه في ذلك الوقت ليقوم بالتوقيع علي أي اتفاقيات، حيث أن التوقيع يستلزم المتشددين حتي لا يزايد عليهم احد، وقلبها يعلن أمير البحرين عن امكانية الردم في المياة الدولية وعمل جزيرة وضمها لغزه وهو ما يحل المشكلة التي كانت تواجهه غزة، وكذلك بعد 20 سنة من السجن يقوم مروان البرغوثي بإعلان إضرابه وقيادته ذلك الإضراب داخل السجن.. وكذلك إعلان حماس فك ارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين.

وأنا أتوقع أن البرغوثي سيفرج عنه خلال ايام في صفقه، وأنه هو من سيتولي السلطة الفلسطينية، وأن سفر أبو مازن لأمريكا لإنهاء تلك الصفقات، وأري أن تأجيل سفر الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي أمريكا لما بعد القمة، جاء من أجل مناقشة تلك الخطوات داخل الجلسات المغلقة.

واري أن القضية الفلسطينية علي وشك الحل، حيث أنك للتتفرغ لمواجهة الإرهاب يجب أن تغلق جميع الملفات الأخري الموجوده، واتوقع أن زيارة وزير الدفاع الأمريكي للدول العربية في الفترة الأخيرة جاء لوضع اللمسات الأخيرة علي تلك الخطوات وكذلك إعلان اليونسكو أن القدس حق للأديان الثلاثة بعد موافقة الدول العربية و السلطة الفلسطينية علي ذلك القرار.

** ماذا عن العلاقات المصرية السعودية؟

العلاقات المصرية السعودية جيدة جدًا، ولم يكن من الصحيح أن يتم مهاجمة السعودية من قبل بعض الإعلاميين خلال فترة الأزمة التي كانت موجودة، وأعتقد تمامًا أن هناك حلف يشكل حاليًا " الناتو العربي" بقيادة مصر ويضم السعودية والإمارات والأردن والبحرين وإسرائيل وهذا الحلف يسمي 5+1 ، ومن الممكن أن يضم دول أخري مثل الجزائر والمغرب لمواجهة الإرهاب، يكون تحت الرعاية الأمريكية، لمواجهة الإرهاب، ولا يمكن أن يكون حجم العمل بتلك القوة وتكون هناك أي مشاكل في العلاقات بين دول هذا التحالف.

** ماذا عن العلاقات المصرية السودانية؟

كان هناك مؤتمر بين وزراء الخارجية المصري والسوداني منذ عده أيام، وقد صدر تصريح عن الوزير السوداني في غاية الأهمية ، وتتماشي مع خط الدولة المصرية، حينما قال أن هناك اتفاقًا بين الدولتين علي عدم تبني أي معارضة للدولة عند الأخر، وهو ما يقصد به جماعة الإخوان المسلمين، ويأتي هذا التصريح في نفس الوقت الذي يوجد به حراك عربي ضد الإرهاب، فلا يمكن أن يشكل تحالف ناتو العرب وتكون هناك دول داعمة للجماعات الإرهابية وتقوم بتمويلها.

وانا أعتقد أن زيادة وزير الدفاع الأمريكي لقطر، كانت من أجل إنهاء استضافه أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، وكذلك تحجيم تمويل الجماعات الإرهابية.

** وماذا بعد 100 يوم ترامب؟

أري أن العلاقات المصرية الأمريكية منذ تولي ترامب تمر بمرحلة جيدة جدًا، وأنه منذ توليه الحكم عادت العلاقات المحورية بعد سنوات من التدهور، خاصة فى فترة إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، وعاد العنوان العريض مكافحة الإرهاب ليجمع البلدين مرة أخرى فى ظل ما يتهدد العالم من مخاطر لا يسلم منها أحد.

وإدارة ترامب تدرك جيدًا أهمية مصر إقليميًا وثقلها فى أى مواجهة فعلية، ومصر قدمت الدرس الأغلى والنموذج دوليًا لحقيقة المواجهة والذي يبدو واضحًا أن مصر تخوضها منفردة فى شمال سيناء، وتنجح تدريجيًا فى الحدِّ من خطورتها، فى الوقت الذى يتواجد فيه منذ 5 سنوات تقريبًا تحالف دولى من 60 دولة تواجه إرهاب داعش فى سوريا مثلًا دون أن تقدم جديدًا ملموسًا على الأرض.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.