كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن رحيل وزير الحرب بيني جانتس من حكومة الطوارئ التي شكلها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، كسر حاجز الصمت الذي التزم به جانتس طيلة الأشهر الثمانية من الحرب، حيث لم يعلن عن إحباطه من ممارسات نتنياهو.
جانتس كشف المستور.. زوال آخر معالم الوحدة في إسرائيل
وتابعت الصحيفة أنه بعد استقالته كشف جانتس المستور في حكومة الاحتلال، حيث اتهم نتنياهو بأنه يتجنب اتخاذ قرارات مصيرية بشأن الحرب بسبب حساباته السياسية الضيقة، ما يمنع إسرائيل من تحقيق نصر حقيقي.
وأضافت أنه وفقًا لمعايير الاتصال الكامل للسياسة الإسرائيلية، فقد كان ذلك خروجًا مروضًا، وأدى ذلك إلى محو آخر آثار الوحدة التي سقطت على السياسة الإسرائيلية في أعقاب السابع من أكتوبر ويترك نتنياهو أكثر مدينًا بالفضل للسياسيين اليمينيين المتطرفين الذين يهيمنون على ائتلافه في وقت يتعرض لضغوط دولية مكثفة بشأن حزبه التعامل مع الحرب في غزة.
وقال أحد الدبلوماسيين: "كان يُنظر إلى جانتس على أنه ذو تأثير معتدل، بدونه..في الائتلاف، سيكون لدى نتنياهو مساحة أقل للمناورة".
ويشغل ائتلاف نتنياهو مع الأحزاب اليمينية المتطرفة والدينية المتطرفة 64 مقعدًا في البرلمان الإسرائيلي المؤلف من 120 مقعدًا، لذلك حتى بدون حزب الوحدة الوطنية بزعامة جانتس، فإن رحيله لن يؤدي تلقائيًا إلى إجراء انتخابات مبكرة.
وأشارت إلى أن الاستقالة ستجعل التنافس بين جانتس ونتنياهو أكثر وضوحًا، وفي العام الماضي، أشارت استطلاعات الرأي إلى أن حزب الوحدة الوطنية سيفوز في الانتخابات الجديدة، لكن في الأشهر الأخيرة، ضاقت الفجوة، وترك جانتس حكومة الطوارئ مع تقدم حزبه عند أدنى مستوى له منذ أشهر، مع تراجع الدعم لنتنياهو من أدنى مستوياته.
وأفادت بأن جانتس، وهو ابن أحد الناجين من المحرقة، برز اسمه في الجيش حيث انضم إلى وحدة المظليين النخبة، وفي النهاية أصبح رئيسًا للموظفين- بعد أسبوع من تقاعده- عندما سقط المرشحون الأوائل لهذا المنصب بسبب فضيحة.
عند دخوله السياسة في عام 2018، كان أيضًا أكثر انفتاحًا على الفلسطينيين من بعض نظرائه، حيث استضاف الرئيس محمود عباس في منزله في عام 2021، وقد صور زملاؤه والدبلوماسيون جانتس على أنه رجل جاد ومركّز تحول إلى السياسة بدافع الرغبة في الخدمة.