أكد تقرير بريطاني، الأحد، مواصلة ميليشيا الدعم السريع ارتكاب المجازر بحق المدنيين في السودان خاصة بعد سيطرتها على مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، والآن تمارس نفس الفظائع في كردفان.
وقالت صحيفة "تليجراف" البريطانية، في تقرير لها، إن ميليشيا الدعم السريع بعد استيلائها على آخر معقل للجيش السوداني في دارفور، شنت هجومًا دمويًا على بلدات ومدن في إقليم كردفان بوسط السودان
لدعم السريع تتجه لكردفان
وأوضحت الصحيفة أنه كما هو الحال في الفاشر، أفادت التقارير بأن مقاتلي الدعم السريع نفذوا عمليات إعدام بإجراءات موجزة، واستخدموا أساليب التجويع في سعيهم لاستعادة زخم الحرب الأهلية الدائرة منذ عامين ونصف، والتي عاثت فسادًا في إحدى أكثر ولايات إفريقيا اضطرابًا.
وبحسب الصحيفة من المرجح أن يؤدي التقدم نحو كردفان الذي سيقرّب قوات الدعم السريع من الخرطوم، إلى تعميق أزمة شردت الملايين من ديارهم، وربما أودت بحياة مئات الملايين، مشيرة إلى أن التقدم نحو كردفان سيقرّب قوات الدعم السريع من الخرطوم، عاصمة السودان.
فيما حذّر مسئولون من الأمم المتحدة ونشطاء محليون من الفظائع التي ارتُكبت في الفاشر، حيث صوّر مقاتلو الدعم السريع أنفسهم وهم يعدمون مدنيين عرضًا بعد كسر حصار دام 18 شهرًا، وتتكرر الآن الفظائع في كردفان.
وقالت "شبكة أطباء السودان" إن "عشرات الجثث" كانت مكدّسة في منازل في بارا، وهي بلدة في شمال كردفان سقطت في أيدي قوات الدعم السريع أواخر الشهر الماضي.
نصف مليون يواجهون المجاعة في كردفان
وسمح الاستيلاء على الفاشر، عاصمة دارفور، لقوات الدعم السريع بإعادة نشر قواتها على الخطوط الأمامية، والتي أُرسل الكثير منها الآن لتعزيز حصار الأبيض، عاصمة شمال كردفان، وهي مدينة يقطنها أكثر من نصف مليون نسمة، وهي الآن في خطر شديد.
كما وجه فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة تحذيرًا شديد اللهجة بشأن الأحداث الجارية في كردفان، فمنذ الاستيلاء على الفاشر، تتزايد الخسائر في صفوف المدنيين، ويتزايد الدمار، ويتزايد النزوح الجماعي.
وتابع: "لا توجد أي بوادر لتهدئة التصعيد بل تُشير التطورات على الأرض إلى استعدادات واضحة لتصعيد الأعمال العدائية، مع كل ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على شعبها الذي طالت معاناته".
وأوضحت الصحيفة أن وكالات الإغاثة لا تزال تكافح جاهدةً للحصول على معلومات حول مصير سكان الفاشر البالغ عددهم 260 ألف نسمة، والذين لم يتمكن سوى عدد قليل منهم من الفرار، حاملين معهم روايات عن الانتقام الدموي الذي مارسه مقاتلو قوات الدعم السريع الناطقون بالعربية ضد المدنيين غير العرب.
وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن الأبيض لم تُحاصر بنفس طريقة الفاشر، إلا أنها تتعرض لضغوط متزايدة من قوات الدعم السريع التي تحاول تطويق المدينة، حيث تُصعّد هجماتها بالمدفعية والطائرات المسيرة على مواقع الجيش على أطرافها.
وأسفرت غارة بطائرة مسيّرة نفذتها الدعم السريع عن مقتل ما لا يقل عن 40 شخصًا كانوا يحضرون جنازة على أطراف المدينة هذا الأسبوع. وفي ساعة مبكرة من صباح السبت، أعلن الجيش السوداني عن إسقاط طائرة مسيّرة أخرى تابعة لقوات الدعم السريع كانت تستهدف المنطقة.
المسيرات تشعل حرب السودان
وأكد التقرير البريطاني أن تزويد قوات الدعم السريع بطائرات مسيّرة بعيدة المدى هذا العام لعب دورًا حيويًا في إنعاش حظوظ المجموعة بعد نقلها جوًا من الخرطوم في مارس الماضي.
وتشير لقطات الأقمار الصناعية وبقايا ساحة المعركة إلى تجهيز قوات الدعم السريع بطائرات مسيرة صينية الصنع من طراز CH-95 وFH-95 قادرة على إطلاق صواريخ موجهة، بالإضافة إلى مدافع هاوتزر ومدفعية ثقيلة ومدافع هاون ورشاشات.
وأوضحت "تليجراف" أنه رغم إعلان استعدادها للموافقة على هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر هذا الأسبوع، فإن النجاحات الأخيرة التي حققتها قوات الدعم السريع في ساحة المعركة تشير إلى أن مجرى الحرب قد يكون في طريقه إلى التحول.
وقال جلال جيتاشو بيرو، المحلل في مجموعة مراقبة الصراعات الدولية "أكلد"، إن سقوط الفاشر وبارا يمثل نقطة تحول في الصراع السوداني، ويمثل انتصارًا استراتيجيًا كبيرًا لقوات الدعم السريع وخسارة مدمرة في الوقت نفسه.
وأضاف: "هذه الأحداث لا تُفاقم الأزمة الإنسانية في السودان فحسب، بل تُشير أيضًا إلى قدرة قوات الدعم السريع المتنامية على التوسع نحو وسط السودان".
كما صعّدت قوات الدعم السريع هجماتها على مراكز حضرية أخرى في كردفان، مُحيطةً بمدينة كادوقلي التي تُعاني من المجاعة ومدينة الدلنج، التي قد تكون على شفا مجاعة.
ودعت جماعات حقوق الإنسان إلى تحرك دولي عاجل لإنقاذ المدنيين في كردفان من مُواجهة مصير الفاشر نفسه.