تذكار نياحة القديس نيقولاوس أسقف مورا “بابا نويل”..ومن صفع آريوس على وجهه
19.12.2022 09:11
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
وطنى
تذكار نياحة القديس نيقولاوس أسقف مورا “بابا نويل”..ومن صفع آريوس على وجهه
Font Size
وطنى

تعيد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مثل هذا اليوم 10 من الشهر المبارك كيهك بتذكار نياحة القديس البار نيقولاوس أسقف مورا، هي المدينة الوحيدة في الامبراطورية التي لم تدخل إليها الآريوسية بسبب القديس نيقولاوس.

وكان من مدينة مورا، واسم أبيه ابيفانيوس وأمه تونة. وقد جمعا إلى الغنى الكثير مخافة الله. ولم يكن لهما ولد يقر أعينهما ويرث غناهما. ولما بلغا سن اليأس، تحنن الله عليهما ورزقهما هذا القديس، الذي امتلأ بالنعمة الإلهية منذ طفولته. ولما بلغ السن التي تؤهله لتلقي العلم، وأظهر من النجابة ما دل على أن الروح القدس كان يلهمه من العلم أكثر مما كان يتلقى من المعلم. ومنذ حداثته وعي كل تعاليم الكنيسة. فقدم شماسا ثم ترهب في دير كان ابن عمه رئيسا عليه، فعاش عيشة النسك والجهاد والفضيلة حتى رسم قسا وهو في التاسعة عشرة من عمره. واعطاه الله موهبة عمل الآيات وشفاء المرضى، حتى ليجل عن الوصف ما أجراه من آيات وقدمه من إحسانات وصدقات. ومنها انه كان بمدينة مورا رجل غني احني عليه الدهر وفقد ثروته حتى احتاج للقوت الضروري وكان له ثلاث بنات قد جاوزن سن الزواج ولم يزوجهن لسوء حالته فوسوس له الشيطان أن يوجههن للعمل في أحد المواخير، ولكن الرب كشف للقديس نيقولاوس ما اعتزمه هذا الرجل، فأخذ من مال أبويه مائة دينار، ووضعها في كيس وتسلل ليلا دون إن نشعر به أحد وألقاها من نافذة منزل الرجل، وكانت دهشة الرجل عظيمة عندما وجد الكيس وفرح كثيرا واستطاع إن يزوج بهذا المال ابنته الكبرى. وفي ليلة أخرى كرر القديس عمله والقي بكيس ثان من نافذة المنزل، وتمكن الرجل من تزويج الابنة الثانية. إلا إن الرجل اشتاق إن يعرف ذلك المحسن، فلبث ساهرا يترقب، وفي المرة الثالثة حالما شعر بسقوط الكيس، اشرع إلى خارج المنزل ليري من الذي ألقاه، فعرف انه الآسف الطيب القديس نيقولاؤس، فخر عند قدميه وشكره كثيرا، لأنه أنقذ فتياته من فقر المال وما كن سيتعرضن له من الفتنة. أما هوفلم يقبل منهم إن يشكروه، بل أمرهم إن يشكروا الله الذي وضع هذه الفكرة في قلبه. ومنها انه طرد شياطين كثيرة من أناس وشفي مرضي عديدين، وكان يبارك في الخبز القليل فيشبع منه خلق كثير، ويفضل عنه اكثر مما كان أولا. وقبل انتخابه لرتبة الأسقفية رأي ذات ليلة في حلم كرسيا عظيما وحلة بهية موضوعة عليه وإنسانا يقول له : البس هذه الحلة واجلس على هذا الكرسي، ثم رأي في ليلة أخرى السيدة العذراء تناوله بعضا من ملابس الكهنوت والسيد المسيح يناوله الإنجيل.

ولما تنيح أسقف مورا ظهر ملاك الرب لرئيس الأساقفة في حلم واعلمه بان المختار لهذه الرتبة هونيقولاؤس واعلمه بفضائله، ولما استيقظ اخبر الأساقفة بما رأي فصدقوا الرؤيا، وعلموا انها من السيد المسيح، واخذوا القديس ورسموه أسقفا علي مورا. وبعد قليل ملك دقلديانوس وآثار عبادة الأوثان، ولما قبض علي جماعة من المؤمنين وسمع بخبر هذا القديس قبض عليه هو أيضا وعذبه كثيرا عدة سنين، وكان السيد المسيح يقيمه من العذاب سالما ليكون غصنا كبيرا في شجرة الإيمان. ولما ضجر منه دقلديانوس ألقاه في السجن، فكان وهوفي السجن يكتب إلى رعيته ويشجعهم ويثبتهم. ولم يزل في السجن إلى إن أهلك الله دقلديانوس، وأقام قسطنطين الملك البار، فأخرج الذين كانوا في السجون من المعترفين. وكان القديس من بينهم، وعاد إلى كرسيه. ولما اجتمع مجمع نيقية سنة 325 م لمحاكمة اريوس كان هذا الاب بين الآباء المجتمعين. ولما اكمل سعيه انتقل إلى الرب بعد إن أقام علي الكرسي الأسقفي نيف وأربعين سنة. وكانت سنو حياته تناهز الثمانين.

ورد في سيرة القديس عن لطمه لأريوس الأتي:

“وعندما رأى القديس نيقولاوس أن آريوس بفلسفته سيسكت رؤساء الكهنة، وبسبب غيرته الإلهية تحركت مشاعره فقام من مكانه ولطم آريوس لطمة على وجهه حركت كل جسمه فاعترض آريوس قائلاً أمام الملك: ((أيها الملك العادل أمن العدل أن يضرب الواحد الآخر أمام عرشكم الملوكي، إذا كان له قول فليتكلم كباقي الآباء وإذا كان جاهلاً فليسكت كما سكت الذين قبله، لماذا يضربني أمام عرشكم؟ حزن الملك كثيراً لما سمع هذا الكلام فقال لرؤساء الكهنة:

((يا رؤساء الكهنة القديسون القانون يأمر بقطع يد كل من يضرب أحداً أمام الملك وأما أنا فأترك هذا الأمر لما تأمره محبتكم)) فأجاب رؤساء الكهنة قائلين: ((إن الذي صار نعترف بأنه عمل خاطىء لكن نرجو من حضرتكم بألا تقطع يده بل ليخرج من المجمع ويبقى في السجن حتى نهاية المجمع وتتم المحاكمة فيما بعد ))، وبينما كان القديس مسجوناً ظهر له الرب يسوع المسيح ووالدة الإله قائلين: ((لماذا أنت سجين؟))، قال: ((لمحبتكم))، فأعطاه السيد المسيح إنجيلاً وأعطته العذراء الأموفوريون (ملابس يرتديها الكهنة والأساقفة)، فبدأ يقرأ الإنجيل وهولابس الأموفوريون. وعند الصباح أتى بعض معارفه وأعطوه خبزاً ليأكل فوجدوا وجهه يشع نوراً ويقرأ بالإنجيل وهو لابس لباس المطران الأموفوريون، وكان محلولاً من جميع القيود فسمع الملك هذا الخبر، فأمر بالعفو عنه واعتذر للقديس نيقولاوس وهذا ما فعله باقي الآباء الآخرين وعندما انتهى المجمع عاد كل إلى رعيته وعاد القديس نيقولاوس إلى ميرا.

 

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.