البابا تواضروس: زكا نموذج لفضيلة “الإشتياق لله “
30.09.2018 12:43
اخبار الكنيسه في المهجر Church News in Immigration Land
وطني
البابا تواضروس: زكا نموذج لفضيلة “الإشتياق لله “
Font Size
وطني

ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية؛ عظة روحية من كنيسة القديس العظيم الأنبا أنطونيوس والشهيد العظيم أبانوب النهيسي ببايون – نيوجيرسى؛ جاء فيها:

باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. تحل علينا نعمته وبركته من الآن وإلى الأبد آمين

اليوم أيها الأحباء هو الاحد الثالث فى شهر توت أول شهور السنة القبطية، كما نعرف السنة القبطية سنة الشهداء او ما نسميها السنة الكنسية وهي تتكون من 12 شهر ويوجد في نهايتها شهر صغير نسميه شهر أو أيام النسيء وفى كل شهر توجد اربعة أحاد وتقدم لنا كل يوم أحد موضوع يخص شخص ربنا يسوع المسيح ومعاملاته مع البشر شهر توت الكنيسة تقدم لنا المسيح محب البشر لكن لا يحب الخطية هو يحب الاشرار والابرار.

في أحاد هذا الشهر تقدم لنا الكنيسة في الأحد الأول يوحنا المعمدان أعظم مواليد النساء، الاحد الثاني اللي فات تقدم لنا أعظم فضيلة وهي المحبة، وفى الأحد الثالث النهارده يعني تقدم لنا أعظم انسان تائب وهو زكا العشار والاحد القادم ستقدم لنا أعظم انسانه تابت والتي سكبت الطيب على قدمي المسيح وكأن الشهر كله عنوانه محبة الله للإنسان

النهارده القصة او المعجزة او المقابلة التي جرت مع زكا العشار لها جوانب كثيرة.

اولًا: الكتاب المقدس لم يعتاد على وصف الانسان بالصفات الجسدية حينما قال ” كان قصير”.

ثانيًا: هذه المقابلة تمت في مدينة اريحا وهي مدينة واسعة الثراء ومدينة اريحا كان فيها شغل كثير.

ثالثًا: زكا العشار كان رجل من السلطة وكان رئيس العشارين وكان يجمع الاموال يجبيها ويقدمها للسلطة الرومانية فكان شخصًا مكروه لأنه كان بيعتمد على الطمع والجشع وظلم الاخرين.

ولكن زكا رغم صورته الوحشة الا انه أمتاز بفضيلة تغيب عن كثيرين وهي فضيلة الاشتياق لله وهي فضيله غاليه جدًا وكان مثال للرجل الذى يظلم وهو كان بيمارس عمله كان بيسمع الناس يتكلموا عن المسيح ولما راح سال هي الناس فرحانه كده ليه بس انا مش فرحان فهنا بقيت قدامه علامة استفهام كبيرة هم محدودين فى دخلهم لكن البسمة والفرحة على وجوهم لم تفارقهم وعندهم حاله من حالات السلام الفرق ان الناس دي عندها المسيح وهو معندوش فبدأ يشتاق ان يرى المسيح ولكن قال انا قصير أطلع فوق شجرة الجميز واستخبى واشوف المسيح وهو يعبر كانت كل شهوة قلبه واشتياقه ان يري المسيح لكن هل الاشتياق موجود عندك ؟ وانت بتخدم عندك الاشتياق مثل زكا وصاحبنا زكا لم يخطر بباله ان المسيح هيقف ويعرفه ، وتذكر جيدًا كل ما يجي كلمة شجره ترجمها على انها الصليب والمسيح رفع عينيه وقال له أسرع يا زكا اسرع ينبغي أن امكث اليوم في بيتتك اشتياق زكان كان ان يري المسيح فقط ولكن المسيح كمان هيروح عنده ويقعد في بيته، وزكا لم يكن يعلم ان المسيح يعرفه او يعرف اسمه لكن المسيح يعرفنا جميعًا ولكن التلاميذ والناس لم يعجبهم ذلك أزاي المسيح يروح لزكا البيت “فَلَمَّا رَأَى الْجَمِيعُ ذَلِكَ تَذَمَّرُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُلٍ خَاطِئٍ ” وكانت النتيجة ان زكا حب يعبر عن الحياة الجديدة وقف وبقدرة وارادة ورغبه داخليه ويقول الكتاب “فَوَقَفَ زَكَّا وَقَالَ لِلرَّبِّ: «هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ” اصله اكتشف ان سعادته ليست في ماله وانما في المسيح وبمجرد ان عينه رأت المسيح تغير كل شيء وأخر في الكتاب المقدس “آمين تعال أيها الرب يسوع” ، وانت بتقرأ الانجيل في أي وقت قول “آمين تعال أيها الرب يسوع”. حتى يترآى في قلبك وتشاهده وتغير امور كثيره فحياتك هل رأيت المسيح في قلبك أحيانًا نصف شخص ونقول ” فلان اعمى القلب ” القلب عيونه عيون روحيه لذلك ابها الحبيب في كل مره تقرأ الكتاب المقدس ردد هذه الآية قوله “آمين تعال أيها الرب يسوع”. عايز اشوفك بقلبي لأنك عندما ترى المسيح ستتغير أمور كثيره جدًا في حياتك والحاجة اللي كنت متمسك بها هتلاقي نفسك بسهولة تتركها والخطية أو العادة السيئة هتبعد عنها المهم ان تبحث اشتياقا عن مسيحك وزكا لما قال “فَوَقَفَ زَكَّا وَقَالَ لِلرَّبِّ: «هَا أَنَا يَارَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ» وزكا لم يحسب ان كده هيترك كل شيء ومش هيبقى له حاجه ولكن بقي عنده كنز أغلي وهو المسيح.

الخلاصة يا احبائي الاشتياق هو فضيلة مسيحية روحية تساعدنا في حياتنا الكنسية وان الأنسان على الدوام يكون لديه هذا الاشتياق الاشتياق للمسيح باستمرار وانت بتصلي مشتاق ان ترى المسيح وانت بتخدم مشتاق ان ترى المسيح.

قصه زكا هي قصة إنسان كان يبحث عن السلطة والتقدير في عمله وماله لكنه وجد التقدير والسعادة الحقيقية في شخص المسيح، زكا يمثل الانسان التائب واحنا لسه في اول السنة القبطية كأن الكنيسة بتقولك ياترى قدمت توبة وناوى تأخذها جد ولا السنة دي زي اللي قبلها هل بتقف أمام المسيح وتقول له يارب أعطيني هذا الاشتياق القلبي في داخلي شيء جيد ان تبدأ العام الجديد بقلب جديد واحنا كل يوم بنصلي ونقول “آية (مز 51: 10): قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي.” هذه هي صورة زكا النهارده قصة زكا مش قصه واحد قصير طلع على الشجرة ليرى المسيح أنما هي قصة إنسان تائب يدعونا الى التوبة لألهنا كل المجد والكرامة من الأن والى الأبد أمين .

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.