بعد احتجاجات شعبية أوروبية ضد استمرار توريد الأسلحة لأوكرانيا، يبدو أن الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي قد تؤدي أيضًا إلى انقسامات داخل الناتو، وبحسب صحيفة جلوبال تايمز الصينية، فإن الاحتجاجات تعكس الانحراف الاستراتيجي للدول الأوروبية، ما يجعل مواطنيها أكبر الضحايا، وذلك بالتزامن مع مشاركة الآلاف في مظاهرة، يوم أمس، في وسط برلين للاحتجاج على منح المزيد من الأسلحة لأوكرانيا، حيث حث المتظاهرون الحكومة الألمانية على تهدئة الأزمة من خلال تمهيد الطريق للمفاوضات بدلاً من تسليح أوكرانيا، وقدرت الشرطة أن هناك 13 ألف شخص في براندنبورج.
وذكرت صحيفة الجارديان أن مظاهرات مماثلة وقعت في مدن ألمانية أخرى أيضًا.
ألمانيا من أكثر الدول تضررا
ونقلت «جلوبال تايمز» عن جاو جيان، مدير مركز دراسات المؤسسات الفكرية الأوروبية، أن الاحتجاجات في ألمانيا كانت متوقعة نسبيًا، لأن ألمانيا هي واحدة من أكثر الدول تضررًا من الأزمة الأوكرانية، فلم تتضرر مصالح أوروبا فقط نتيجة أزمة الطاقة المتفاقمة في أوكرانيا، ولكن أيضًا من خلال تنفيذ قانون واشنطن لخفض التضخم، الذي دفع أوروبا إلى أزمة اقتصادية أكبر.
بيان بتوقيع 650 ألف شخص يطالب بوقف الحرب
وبحسب صحيفة الجارديان، فقد نشر منظمو مظاهرة السبت «بيانًا للسلام» حثوا فيه المستشار الألماني أولاف شولتز على وقف تصعيد شحنات الأسلحة، وقَّع عليها حوالي 650 ألف شخص، من بينهم مفكرون بارزون وشخصيات سياسية، بينما قال المستشار الألماني أولاف شولتز في مقابلة تليفزيونية إنه لا يرى أي احتمال لمحادثات السلام في الوقت الحالي.
الولايات المتحدة تزرع الفتنة بين روسيا وألمانيا
وقالت الصحيفة الصينية إن الصراع بين روسيا وأوكرانيا سمح للولايات المتحدة بتحقيق هدفها الاستراتيجي المتمثل في زرع الفتنة بين روسيا وألمانيا، ونقلت عن أحد الجنود الألمان السابقين المشاركين في المظاهرة، حيث حمل لافتة كتب عليها: «العدو الحقيقي يجلس في لندن ونيويورك»، في إشارة إلى القوى التي تتهم بأنها وراء الحرب وليس لديها مصلحة في إنهائها، قوله إن ألمانيا لا يجب أن تشارك في حرب أخرى بعد الحرب العالمية الثانية.
وبحسب تليفزيون CCTV الصيني، تظاهر مئات الأشخاص في زيورخ بسويسرا، يوم أمس، احتجاجًا على شحن أسلحة إلى أوكرانيا، مطالبين بإنهاء العقوبات المفروضة على روسيا، كما دعا المتظاهرون سويسرا إلى التوقف عن التعاون مع الناتو، وقال سون كيكين، الزميل الباحث في معاهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة، لصحيفة جلوبال تايمز، إن تلاعب الولايات المتحدة بحلفائها ورغبتها في احتواء روسيا قد أزعج الشعوب الأوروبية.
ووافق الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة الماضي على الحزمة العاشرة من العقوبات المفروضة على روسياـ وتتضمن الحزمة قيودًا أكثر صرامة على الصادرات فيما يتعلق بالسلع ذات الاستخدام المزدوج بالإضافة إلى تدابير ضد الكيانات الداعمة لروسيا.