
قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إن الحروب والصراعات كلها تدور حول المال والثروات، مثل المناجم والمعادن النفيسة، وهذه الصراعات يروح ضحيتها الآلاف من البشر.
وأضاف البابا في عظته الأسبوعية، التي حملت عنوان "لا تكن مغرورًا"، وبثها المركز الإعلامي للكنيسة "أونلاين"، من المقر الباباوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بعد وقف الاجتماعات بسبب فيروس كورونا المستجد، أن البعض يغتر بماله، لافتا إلى أن المال قوة ونعمة من عند الله، لكن لا يجب أن يعتمد عليه ويفتخر به، وينظر إليه على أنه هدف، فالمال ليس هدفا ولكنه وسيلة لخدمة الآخرين.
وشدد على أن المسيح وصف المال بأنه "سيد"، وقال إنه "لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ"، مشيرا إلى أن هناك من يعبد المال ويعتبره سيده، ونعمة الإنسان قد تكون فخا للإنسان عندما يراها أنها أهم شيء في حياته.
وأكد أن الإنسان عندما يرى نفسه أفضل من الآخرين، فهذا بداية السقوط والكبرياء، والغرور يختلف عن الثقة بالنفس، لأن المغرور يرى نفسه دائما على صواب، ويمدح نفسه، ويحب مديح الآخرين.
ولفت إلى أن الإنسان المغرور يرى أن ذكائه حاد، ولديه تضخم في الذات، وهي صفات غير مقبولة، ولا تساعد المجتمع أو الأسرة أو الخدمة على النمو، لأن الذات قد تعوق تقدم المجتمع.
وكشف أن الإنسان يغتر أيضا بقوته موضحا أنه في أزمة فيروس كورونا المستجد، رغم أنه فيروس صغير أصاب وقتل الملايين، فمن يغتر بقوته إذا كان هذا الفيروس الصغير يسقط الإنسان!! وحتى الذين يهتمون بنمو عضلاتهم وقوتهم، إذا لم ينتبهوا قد يصابون بمرض وهن العضلات في آخر حياتهم، كما أن التاريخ يقول إن بعض الدول أصبحت بغرور شديد بسبب قوتها، ولكن مع مرور الزمن اختفت قوتها.
وأشار إلى أن هناك نوعًا آخر من الغرور وهو "غرور البر"، حيث إن البعض يغترون بالبر الذاتي، ولديهم رياء، ويمدحون أنفسهم ويدينون الآخرين، محذرا من الغرور لأنه يضيع كل الفضائل الروحية.