لاقى خلال الأيام الماضية وسم "ترامب مات" انتشارًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، ما أثار موجة من الجدل في الولايات المتحدة والعالم.
الشائعة التي سرعان ما تحولت إلى ترند عالمي على منصة "إكس"، غذاها مزيج من التكهنات العامة والتعليقات الساخرة والتصريحات السياسية، إلى جانب ظواهر لافتة مثل الارتفاع غير الطبيعي في الطلب على البيتزا بالقرب من البيت الأبيض بنسبة قاربت 476 في المئة، الأمر الذي فُسِّر من جانب البعض على أنه إشارة لحالة طوارئ داخلية.
هل مات ترامب؟
وسرعان ما خرج نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، لنفي الشائعة بشكل قاطع، مؤكدًا أن ترامب "حي يُرزق وبصحة جيدة، وهو آخر من يُجري مكالمات هاتفية ليلًا وأول من يبدأ عمله صباحًا"، لكنه في الوقت ذاته لم يستبعد وقوع "أحداث غير متوقعة"، مشيرًا إلى أن منصب الرئاسة لا يخلو من المفاجآت.
هذا التصريح، بدلًا من أن يهدئ الجدل، زاد من حدة التكهنات، خصوصًا أن ترامب، البالغ من العمر 79 عامًا، هو الرئيس الأكبر سنًا في تاريخ الولايات المتحدة، كما أن نجاته من محاولتي اغتيال خلال حملته الانتخابية الأخيرة أضافت بُعدًا دراميًا إلى النقاش العام حوله.
ماذا لو مات ترامب؟
ورغم السخرية التي أحاطت بالشائعة، خاصة مع تعليقات مات جرونينج، مؤلف مسلسل "عائلة سمبسون" الشهير، الذي له تاريخ طويل من "التنبؤات" بشأن ترامب، فإن السؤال الأهم ظل مطروحًا: ماذا لو حدثت الوفاة بالفعل أثناء توليه المنصب؟
الدستور الأمريكي يملك إجابة واضحة وحاسمة؛ فالتعديل الخامس والعشرون ينص على أن نائب الرئيس يتولى فورًا مهام الرئاسة دون الحاجة إلى انتخابات جديدة أو فترة انتقالية، ويكمل ما تبقى من الولاية الرئاسية.
وفي حال تعذر على الرئيس ونائبه معًا الاستمرار، تنتقل الصلاحيات إلى رئيس مجلس النواب، ثم إلى رئيس مجلس الشيوخ المؤقت، وبعدها إلى الوزراء بالترتيب بدءًا بوزير الخارجية.
وقد حدث ذلك أكثر من مرة في التاريخ الأمريكي، أبرزها حين تولى ليندون جونسون الرئاسة بعد اغتيال جون كينيدي عام 1963، وحين تولى هاري ترومان السلطة عقب وفاة فرانكلين روزفلت عام 1945.
ترتيبات انتقال السلطة إذا مات ترامب
الأهم أن هذا الترتيب الدستوري لا يقتصر على الوفاة فحسب، بل يشمل أيضًا حالات العجز الصحي للرئيس، ففي حال كان الرئيس حيًا لكنه غير قادر على ممارسة مهامه، يمكن لنائبه أن يتولى السلطة بالإنابة إلى أن يستعيد قدرته على العمل، ما يجعل عملية انتقال السلطة في الولايات المتحدة واحدة من أكثر النظم وضوحًا في العالم.
وبينما واصل البيت الأبيض التأكيد على أن ترامب يتمتع بصحة جيدة، تداول البعض صورًا قديمة ليده ظهرت فيها بقع جلدية، وقورنت بالعلامات التي بدت على الملكة إليزابيث قبل وفاتها.
كما انتشرت روايات صحفية عن معاناة ترامب من قصور وريدي مزمن يسبب تورمًا في الساقين، وهو ما زاد من مساحة الجدل. لكن حتى مع تصاعد الشائعات، يبقى المؤكد أن وفاة الرئيس- إن حدثت- لن تُحدث فراغًا في السلطة ولا انتخابات فورية، بل انتقالًا سلسًا للرئاسة وفق ما نص عليه الدستور الأمريكي منذ عقود.