كيف قادت مصر الدول العربية للاتفاق بشأن غزة قبل قمة القاهرة؟
04.03.2025 07:11
اهم اخبار العالم World News
الدستور
كيف قادت مصر الدول العربية للاتفاق بشأن غزة قبل قمة القاهرة؟
Font Size
الدستور

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أنه خلال الأسابيع الماضية، عمل القادة العرب على تطوير خطة مشتركة لإنقاذ قطاع غزة، بقيادة مصر، بهدف وضع رؤية موحدة للفترة التي تلي الحرب في غزة، والتي من المتوقع عرضها في وقت لاحق اليوم الثلاثاء خلال القمة العربية الطارئة التي تعقد في القاهرة.

وتابعت أنه على الرغم من أن اجتماعًا مغلقًا لمسؤولين من مصر والأردن وقطر والسعودية والإمارات في الرياض الشهر الماضي فشل في التوصل إلى موقف موحد، إلا أن الدول العربية الرائدة عملت لاحقًا على تضييق الفجوات في مواقفها، وأصبحت أقرب إلى التوافق حول خطة واحدة، وفقًا لمسؤولين حاليين وسابقين ودبلوماسيين ومحللين في المنطقة.

رسالة العرب من قمة القاهرة الطارئة

وأكدت الصحيفة أن الأمر لا يتعلق فقط بمستقبل غزة والقضية الفلسطينية فقط، بل يمتد إلى استقرار المنطقة بأكملها، حسبما يؤكد المسؤولون والمحللون العرب، خاصة وأن تنفيذ مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير سكان قطاع غزة قسرًا سيعصف باستقرار الشرق الأوسط.

ويرى الخبراء أن الدول العربية ترى ضرورة إيصال رسالة واضحة للأمريكيين بأنه "لا مجال" لتنفيذ هذه الأفكار. 

 

وتستهدف القمة العربية التي تعقد في مصر، إبراز أن "هناك بدائل مطروحة على الطاولة"، حسبما قال الباحث إتش إيه هيليير، الزميل البارز في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن.

وتركز الخطة المصرية على الإجراءات العملية اللازمة لإعادة إعمار غزة، حيث أدى القصف الإسرائيلي إلى تدمير الغالبية العظمى من المباني، بحسب الأمم المتحدة، وتسبب في توليد ما يقارب 50 مليون طن متري من الأنقاض.

ووفقًا لتقارير ميدانية، فإن العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة استمر قرابة 15 شهرًا، قصفت فيه إسرائيل مدن غزة بشكل متواصل، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 48 ألف فلسطيني، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، غالبيتهم من النساء والأطفال، كما أدى القصف إلى نزوح قرابة مليوني شخص، أي ما يعادل 90% من سكان القطاع.

وفي تقييم سريع أصدره البنك الدولي والأمم المتحدة في يناير الماضي، قُدرت تكلفة إعادة الإعمار في غزة بأكثر من 53 مليار دولار، إلا أن الخطة المصرية تقترح ثلاث مراحل لإعادة الإعمار، وتتوقع بشكل طموح أن يستغرق تنفيذها ما بين ثلاث إلى سبع سنوات فقط، وفقًا لأشخاص مطلعين على تفاصيل الخطة. 

وستركز المرحلة الأولى، ومدتها ستة أشهر، على إزالة الأنقاض، على أن يتم "إعادة تدوير" هذه الأنقاض وفقًا لما صرح به أيمن ولاش، مدير مركز الصحافة الأجنبية في القاهرة.

وسيتم خلال هذه المرحلة إعادة الخدمات الأساسية مثل المياه والصرف الصحي والكهرباء، وفقًا لعمر مهنا، رئيس مجلس الأعمال المصري الأمريكي، الذي أُحيط علمًا بتفاصيل الخطة.

أما المرحلة الثانية فستركز على إصلاح أو إعادة بناء البنية التحتية الأساسية مثل المدارس والمستشفيات، وفقًا لمسؤول مصري سابق مطلع على المقترح، كما ستشمل المرحلة الثالثة إعادة الإعمار الشاملة للمناطق السكنية والمنشآت التجارية.

وبحسب ولاش، فإن الهدف الأساسي هو تنفيذ إعادة الإعمار دون تهجير أي عائلة فلسطينية من القطاع، وسيتم تقسيم غزة إلى مناطق عدة، بحيث يتم نقل السكان من منطقة إلى أخرى خلال أعمال إعادة الإعمار. 

وأكد مهنا أن "هناك مساحة كافية لاستيعابهم داخل القطاع"، مضيفًا أن "الأمر لن يكون سهلًا، لكن الفلسطينيين أثبتوا قدرتهم على التكيف والصمود".

وأبدت شركات مصرية متخصصة في تصنيع الوحدات السكنية المتنقلة استعدادها الكامل لتوفير مساكن مؤقتة للفلسطينيين، وفقًا لولاش.

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.