ذكر محمد محسن أبوالنور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، في تحليل خاص كيف ستبدو الحرب بين إسرائيل وإيران، عقب اغتيال إسماعيل هنية في طهران والرد الإيراني المتوقع.
وأضاف أبوالنور، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن اغتيال أهم شخصية في المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل في إيران ينال من إيران أكثر بكثير مما ينال من حماس؛ لأنه يهز الصورة الذهنية لإيران بعنف أمام داعميها ومناصريها بالداخل والخارج، مشير إلى أن توقيت الاغتيال له دلالة مهمة في أول يوم لتولي الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان مقاليد الرئاسة وهو تطور يشير إلى رغبة إسرائيل في نثر الأشواك على طريق بزشكيان نحو أمريكا وإبعاد الرجل الإصلاحي وفريقه عن البيت الأبيض كلما كان ذلك ممكنا.
العملية الأكبر أثرًا فى تل أبيب
ولفت أبوالنور إلى أن الزمان والمكان لهما أكبر الأثر في هذه العملية الإسرائيلية ومن اتخذ هذا القرار في تل أبيب يعرف أن إيران لن تتسامح مع مثل هذا العمل ولا يمكن لها أن تكتمه في كبدها أو تمرره تحت أي ظرف؛ لأن حماية الضيف أهم من حماية أصحاب البيت.
وأشار إلى أنه بالتالي الرد الإيراني الجبري سيعقد مسيرة المفاوضات الإيرانية - الأمريكية خاصة أن بزشكيان وضع تلك المسألة كأولوية مركزية في برنامجه الانتخابي وفي فترته الرئاسية التي ستنتهي عام 2028، كما أنه سيعقد مفاوضات وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن في غزة.
كما أوضح أن طريقة الاغتيال بصاروخ موجه إلى جسد هنية وهو في غرفة نومه الساعة الثانية صباحا بتوقيت طهران، تشير إلى أن هناك اختراقا أمنيا إلى أعمق الأعماق في طهران، وهذا الانكشاف الأمني سيجعل إيران مجبرة على فتح تحقيق على أعلى المستويات للعثور على الثغرات الاستخباراتية ومعرفة من يكون الـ"إيلي كوهين" في مؤسسات الدولة، وهي بالمناسبة سبق وأعدمت مسئولا في الحرس الثوري لتعاونه مع إدارة ترامب في اغتيال قاسم سليماني.
وتابع أبوالنور المختص بالشأن الإيراني أنه على كل حال نحن أمام حدث ضخم لا علاقة لنظرية المؤامرة به وعلينا كمصريين وعرب أن نتعامل مع هذا الحدث بذكاء وألا ننجر إلى ترديد كلام اللجان الإلكترونية الصهيونية وأن ننتظر لنعرف نتيجة التحقيق الذي أعلن الحرس الثوري الإيراني الآن أنه يجري العمل عليه.
فيما أكد أن الرد سيكون إيرانيا بشكل مباشر بالتزامن مع عمليات من حلفاء إيران في المنطقة على غرار تجربة أبريل الماضي، وقد تلجأ إيران إلى سلسلة من الإجراءات بما في ذلك احتجاز السفن في مضيق هرمز أو اغتيال شخصيات بارزة في تل أبيب أو شخصيات إسرائيلية نوعية بالخارج.
وختم أبوالنور بأنه في مجمل الأمر أن إيران ستقود عملية غير مسبوقة ضد إسرائيل بعد هذا الاغتيال ويمكن أن يرى ذلك بوضوح من خلال التصريحات المتواترة وعلى رأسها تصريح المرشد علي خامنئي نفسه.