بدأ علماء آثار المعهد الوطني للبحوث الأثرية الوقائية عمليات التنقيب حول الكنيسة المسيحية الأولى، وهي كنيسة القديس بطرس الإستريي في بلدة أوتون، إقليم سون ولوار؛ واكتشفوا للتو 150 مقبرة من المرجّح أن تكون مسيحية.
يقوم فريق من علماء الآثار من المعهد الوطني للبحوث الأثرية الوقائية بعملية تنقيب في بلدة أوتون، تحديدًا في مقبرة تبلغ مساحتها ثلاثة هكتارات وتقع بالقرب من الكنيسة المسيحية الأولى، وهي كنيسة القديس بطرس الإستريي، حيث اكتشفوا للتو 150 مقبرة يعود تاريخها إلى منتصف القرن الثالث حتى القرن الخامس، وهو اكتشاف استثنائي، لأنها من المرجّح أن تكون من أقدم المقابر المسيحية في النصف الشمالي من بلاد الغال، بحسب المعهد. في منتصف القرن التاسع عشر وفي المكان نفسه، تم اكتشاف إحدى أولى العبارات التي قالها المسيح في بلاد الغال، وهو نقش بكتوريوس الذي يعود تاريخه إلى القرن الرابع.
من بين تلك المقابر، اكتشف علماء الآثار الثمانية أربعة توابيت مصنوعة من الحجر الرملي، ولا تزال وأغطيتها بحالة ممتازة. ولا يزال إحداها محكمًا، ويعود تاريخه إلى 1500 عام؛ ووفقًا للمسؤول المشارك عن عمليات التنقيب نيكولا تيسيران، يمكن لهذا التابوت أن يكشف عن جثة محفوظة جيدًا. لكن الأمر يتطلب القليل من الصبر، لأنه من المقرر فتح القبر في الموقع نفسه في شهر آب. إن أغلب التوابيت الأخرى مصنوعة من الخشب، وبعضها مصنوع من الرصاص، ما هو أمر نادر ويقتضي التوضيح. وألقى البحث الضوء على بقايا ستة أضرحة حجرية مربعة تصل مساحتها إلى 10 أمتار مربّعة، بالإضافة إلى آثار بناء خشبي.
تأسست بلدة أوتون في حوالي سنة 15 قبل الميلاد من قِبَل الإمبراطور أغسطس الذي أطلق عليها اسم أخت ومساوية روما، وكانت المدينة الثالثة في بلاد الغال. استقر مجتمع مسيحي في ضواحيها في نهاية القرن الثاني، حيث وُضع قبر الشهيد المسيحي القديس سيمفوريان الذي قُتل عام 179. في بداية القرن الرابع، تم إنشاء أسقفية في المدينة العليا وعُيّن ريتيس أول أسقف لها عام 313. وبالتالي، تؤكد هذه الاكتشافات الجديدة الوجود المهم للمسيحيين في المنطقة، وربما لآثار جديدة.