
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة 27 يناير/كانون الثاني، إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "سيكون أمراً رائعاً".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده بواشنطن مع رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي التي تعد أول مسؤول أجنبي يزور البيت الأبيض منذ تنصيب ترامب رئيساً للبلاد يوم 20 من الشهر الجاري.
وأضاف ترامب أن بلاده وبريطانيا "يمكنهما بناء علاقات أقوى من أي وقت مضى".
وأكد أن مغادرة لندن للاتحاد الأوروبي في يونيو/حزيران الماضي "سيصب في صالح الشعب البريطاني".
من جانبها، قالت ماي، إن بلادها تسعى لتحقيق استقلالية في صياغة شراكاتها الدولية، خصوصاً مع الولايات المتحدة.
وتشهد بريطانيا سجالاً قانونياً حول تشريع الخروج من الاتحاد الأوروبي، كما تطالب بعض الجهات بإجراء استفتاء جديد على القرار، إلا أن حكومة ماي أكدت المضي في "احترام القرار الشعبي"، مؤكدة "الخروج الكامل" من الاتحاد.
وشددت رئيسة الحكومة المحافظة، في 17 من يناير/كانون الثاني الجاري، على "بناء مملكة متحدة منفتحة على العالم، توقع اتفاقياتها التجارية الخاصة مع جميع دول العالم"، ووصفت الخروج من الاتحاد بـ"الفرصة" لتحقيق "بريطانيا عالمية" غير محصورة بالسوق الأوروبية.
وفي وقت سابق، وعدت ماي الشعب البريطاني بالشروع في آلية الخروج من الاتحاد الأوروبي، بحلول نهاية آذار/مارس المقبل.
في سياق آخر، كشف الرئيس الأميركي في المؤتمر نفسه، أنه "من المبكر الحديث عن رفع العقوبات المفروضة على روسيا".
وأشار إلى أنه "لا يعرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل شخصي بعد"، إلا أنه "منفتح على العمل معه"، وتعزيز العلاقة بين الجانبين، انطلاقاً من العمل المشترك في محاربة تنظيم "داعش".
أما ماي فأكدت من جانبها في هذا الصدد، ضرورة استمرار العقوبات المفروضة على موسكو، في حال استمرار الأخيرة "بزعزعة استقرار أوكرانيا".
يُذكر أن ترامب تعهّد، أثناء حملته الانتخابية، بتحسين العلاقات مع روسيا، حال انتخابه رئيسًا.
ورفضت رئيسة وزراء بريطانيا الرد على سؤال حول أبرز نقاط الاختلاف بين بلادها والولايات المتحدة، غير أن ترامب تحدث عن مسألة التعذيب التي كانت ماي قد أعربت قبيل وصولها لواشنطن، عن رفضها لموقف الرئيس الأميركي الجديد منه.
وفي هذا السياق، قال ترامب: "لديّ وزير دفاع ممتاز، وهو صرح بأنه لا يؤمن بنجاعة استخدام التعذيب، وأنا أخالفه في ذلك، إلا أن الأمر يرجع له".
وفي أكثر من مناسبة، قبل وبعد توليه الرئاسة، أعرب ترامب عن اعتقاده بأن تعذيب المشتبه بهم في قضايا تتعلق بالإرهاب؛ سلوك "فعّال"، بالرغم من إيقافه من قبل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
وعن العلاقات مع المكسيك، قال ترامب إنه تحدث هاتفياً مع نظيره المكسيكي إنريكي بينيا نيتو، واتفق معه على إجراء مباحثات في الأشهر المقبلة.
ولفت إلى أن الاتصال الهاتفي تناول تأكيد الجانبين على "العمل سوياً لتحقيق علاقة عادلة".
وكانت العلاقات بين البلدين شهدت توتراً متصاعداً في الفترة الأخيرة، بلغ ذروته أمس الخميس، مع إعلان الرئيس المكسيكي إلغاء زيارة كانت مقررة لواشنطن نهاية الشهر الجاري، بسبب إصرار الرئيس الأميركي على تحمل المكسيك تكلفة بناء جدار حدودي.
وأمس، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي قرر فرض ضرائب على صادرات المكسيك إلى بلاده بنسبة 20% لتغطية تكاليف الجدار المزمع بناؤه بين البلدين.
ويعتبر قرار بناء جدار على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، تنفيذاً لوعد انتخابي قطعه ترامب على نفسه، وحظي بشعبية كبيرة خلال حملته الانتخابية.