صلي شعب كنيسة الملاك ميخائيل والقديس مرقوريوس أبي سيفين في لافال بإقليم الكيبيك الكندي، أمس الموافق 18 يناير 2023، أول قداس لعيد الظهور الإلهي “عيد الغطاس” في الكنيسة الرئيسية بعد أن افتتحها في عيد الميلاد المجيد نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، حيث كانت القداسات السابقة لعيد الغطاس تصلي في الدور الأرضي “بيزمنت” الكنيسة أو المقر المؤقت قبل الإنتقال إلي المبني الجديد للكنيسة في أبريل 2022. هذا وقام علي خدمة القداس الإلهي لعيد الغطاس “عيد الظهور الإلهي” أبونا الحبيب والغالي “الأب الحنون” القمص ميخائيل عطية، ملاك الكنيسة، وأبونا الحبيب والغالي “الراهب المنير” القمص موسي البراموسي، كاهن الكنيسة والمشرف المسؤول عن ترينتي سنتر في فال دي بوا.
وسط مشاركة عدد كبير من الشعب وخورس الشمامسة، هذا وسبق القداس الإلهي وصلاة عشية، صلاة اللقان على المياه، وقام الآباء الأجلاء بمباركة الشعب المشاركة بالمياه المباركة في صلاة اللقان.
= خطة الخلاص والحق والطريق للتوبة: الله تحنن من أجل خلاص شعبه في العهد الجدي
وفي العظة بعد قراءة الإنجيل، قال أبونا الحبيب والغالي “الراهب المنير” القمص موسي البراموسي في عظته: هناك أسماء متنوعة لهذا العيد، منها عيد الغطاس، وعيد الظهور الإلهي، وعيد Epiphany ونعيد ٣ ايام مثل عيد الصليب. وفي هذا العيد نهتم بالقديس يوحنا المعمدان، فهو قدوة وشخصية مميزة، وذكر في الأناجيل الأربعة، فهو أعظم مواليد النساء، له قيمة وقامة كبيرة. وقصة يوحنا المعمدان تعلمنا الاهتمام بالخلاص. فكما ذكر في إنجيل يوحنا 20، أن يسوع أجري أمام تلاميذ آيات وعجائب لم تدون كلها في هذا الكتاب، أما ما تم تدوينه لكي نعرف اسم يسوع المسيح، ونتعرف على الملكوت وخطة الخلاص. وكان هذا الهدف من كتابة قصة يوحنا المعمدان.
أضاف: إن التأمل في معاني ودلالات الأسماء أيضا لكل من زكريا النبي وأليصابات ويوحنا المعمدان، يجدها كلها ذات دلالة لنفهم خطة الخلاص. إليصابات، تعني القسم أو الحلف، الذي قسمه الله لآبائنا لتكون رحمه. وزكريا تعني أن الله يذكر. أما يوحنا فتعني أن الله يرحم ويتحنن. والله في العهد الجديد تحنن من أجل خلاص شعبه. حتى أن الجميع تعجب لماذا اختار زكريا وإليصابات أن يسميا الطفل يوحنا، ولم يكن يوجد في عشيرته من قبل من سمي بهذا الإسم. إنها خطة الله للخلاص من أعدائنا، ليصنع رحمة ويذكر عهده، القسم الذي حلفه لإبراهيم أبينا، وهذه هي دلالة أسماء يوحنا وزكريا وإليصابات في خطة الخلاص.
أكد أبونا الحبيب والغالي “الراهب المنير” القمص موسي البراموسي أن يوحنا المعمدان كان يتقوى في الروح، ويعيش حياة كلها تقشف، ولم يبحث عن الجسديات ولذاتها، وكان دائما يبحث عن حياته الروحية، فكان إنسانا قويا. ونري في يوحيا المعمدان روح إيليا النبي، حيث أنه يرى الحق، وجاء ليعد الطريق، ومن يقتدي منا يا أحبائي يقتدي بقول الحق. كان يوحنا يتبع وصايا الله، ويقوم سبل الله، ويعد أعظم مواليد النساء، وفارق الحياة عندما أدي رسالته. السيد المسيح له المجد، لم يكن محتاجا للمعمودية، ولكنه عاش واعتمد بجسد البشرية. ولذا نصر أن أول سر ونعمة للطفل بعد ولادته قبل سر ونعمة الشركة مع الله بالتناول من الأسرار المقدسة، هو سر المعمودية، ليقوم الطفل إنسانا جديدا من السيد المسيح، يتحد به قبل التناول، ويأخذ نور الروح القدس في المعمودية، ويتغلب على الموت، وينعم بالحياة الجديدة والإنسان الجديد المتحد مع الله.
تعلموا يا أحبائي الحياة مع السيد المسيح، فالحياة مع السيد المسيح تعملنا التوبة، واصنعوا لكم ثمارا تليق بالتوبة، التوبة المستمرة، حتى عندما نقع، نقوم مرة أخرى. والتوبة المستمرة تتطلب أن يكون لكل منا مرشد وأب اعتراف. ابحثوا داخلكم عن شخصية يوحنا المعمدان، وكبروها، لأن شخصية يوحنا المعمدان، لا تعرف إلا الحق والتوبة المستمرة والطريق إلي الخلاص والحياة مع السيد المسيح، كل سنة وانتم طيبين بعيد الظهور الإلهي “عيد الغطاس”.