تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بعيد نياحة زكريا النبي، وبناء عليه أطلق القمص يوحنا نصيف راعي كنيسة السيدة العذراء مريم للأقباط الأرثوذكس بشيكاغو تصريح صحفي عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” للرد عن تساؤل: “مَن هو زكريّا الذي قُتِل بين المذبح والهيكل؟!”.
وقال: "كلّنا نذكُر أنّ السيّد المسيح قال في توبيخه للكتبة والفرّيسيين، أنّه ستأتي عليهم عقوبة الدماء الزّكيّة التي سُفِكَت من دم "هابيل الصِّدِّيق" إلى دم "زكريا بن براخيا" الذي قُتِل بين الهيكل والمذبح .. فهل هذا هو زكريّا والد يوحنا المعمدان، أم زكريا النبي صاحب السِفر المعروف باسمه، أَم هو شخص آخر؟! ".
وأضاف: "للإجابة عن هذا السؤال ينبغي أن نفهم ان هناك حوالي 32 شخصًا في الكتاب المقدّس حملوا اسم "زكريا".. أشهرهم ثلاثة، هم زكريّا بن يهوياداع الكاهن (القرن 8 قبل الميلاد)، الذي عاش في عصر يوآش ملك يهوذا، وقد رجمه الشّعب بالحجارة في دار بيت الرب بين المذبح والهيكل، بعد أن وبّخهم على خطاياهم، وقال وهو يموت: "الرب ينظر ويطالب".
وأيضًا زكريّا بن براخيا بن عِدُّو النبي (القرن 5 قبل الميلاد)، وهو كاتب سِفر زكريّا، وأحد الأنبياء الصغار، ولكن لم يَذكُر الكتاب المقدَّس شيئًا عن سفك دمه بين الهيكل والمذبح، خاصّةً أنّ الهيكل في عصره كان مجرّد حطام.. وقد عاش طويلاً، وتنيّح بسلام ودُفِن بجوار حَجَّي النبي صديقه ورفيق خدمته.. وكذلك زكريّا الكاهن والد يوحنّا المعمدان.. وهو من فِرقة أبيّا وتنبّأ عن المسيح المُخَلِّص نبوّة جميلة بعد مولِد ابنه يوحنا ، ولم يذكر الكتاب المقدّس شيئًا عن ظروف وفاته.. إلاّ أنّه كان شيخًا متقدِّمًا في الأيام وقت ميلاد ابنه
وتابع: “يُجمِع معظم آباء الكنيسة والمفسِّرين أنّ زكريّا الذي أشار السيِّد المسيح في حديثه إلى مقتله بين المذبح والهيكل، هو زكريّا بن يهوياداع (بن براخيا)، وليس زكريّا بن عِدُّو النبي ولا زكريّا والد يوحنا المعمدان.. وقد أكّد هذا القدّيس جيروم بعد أن بحَثَ الموضوع بكلّ تفاصيله، وكان زكريّا بن يهوياداع (بن براخيا) رئيسًا للكهنة في زمانه، وكان نبيًّا أيضًا يعظّ بالروح القدس عن البِرّ والتوبة.. وقد أمَرَ الملكُ يوآش برجمه بالحجارة في داخل بيت الرب، وهذه الجريمة يَذكرها السيِّد المسيح لِشِدّة بشاعتها، وقد ذُكِرَت في التلمود اليهودي يحوطها الحزن والفزع، وهذه الحادثة كانت أحد أسباب السّبي الذي قام به نبوخذنصّر بعد ذلك”
وأردف: "جدير بالذِّكر أنّ المسيح عندما يذكُر هابيل وزكريّا، فهو يَذكُر أول شهيد بار في الكتاب المقدّس الذي هو "هابيل" ، وآخِر شهيد ذُكِر في آخِر الأسفار التاريخيّة (سِفر أخبار الأيّام الثاني)، الذي هو زكريّا.. مع ملاحظة أنّ هذا السِّفر هو آخِر سِفر في الكتاب المقدّس العِبري بحسب الترتيب اليهودي، والذي يختلف قليلاً عن ترتيبنا نحن المسيحيين لأسفار العهد القديم، وكانت الشخصيّتان "هابيل" و"زكريّا" معروفتين تمامًا، كشخصيَّات تاريخيّة، في بداية ونهاية الأسفار، لكلّ الكتبة والفرّيسيين الذين كانوا يسمعون الرب يسوع.. لذلك لم يسألوه عمّن هو زكريّا الذي يقصده؟!".