برعاية نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، نظمت كنيسة مار مينا والبابا كيرلس السادس في سانت تريز بإقليم الكيبيك الكندي، والتي يقوم علي خدمتها أبونا الحبيب والغالي أبونا أنطونيوس ميخائيل “أب المحبة والحكمة، كاهن الكنيسة”، احتفالها السنوي، التي عرضت ضمن فعالياته مسرحية “أرض المشوهين”، وسط حضور عدد كبير من شعب الكنيسة والكنائس المجاورة.
وكنيسة مار مينا والبابا كيرلس السادس في سانت تريز، كعادتها تتسم بالتنسيق الدقيق، والاهتمام بالتفاصيل، بفضل روح المحبة والفريق الواحد بين الخدام والخادمات من مختلف الأعمار، وروح الأبوة والتواضع لأبونا الحبيب أبونا أنطونيوس ميخائيل، الذي يشجع الجميع ويشارك الجميع كافة التفاصيل بكل أبوة وتواضع وطول أناة. وبارك بداية الاحتفالية بالصلاة، وعبر في كلمته عن جوهر رسالة المسرحية وفكرة الخلاص. كما قدم الشكر لكل من شارك في هذا العمل المسرحي الرائع من خدام وخادمات ذكرهم جميعا علي مستوى الاخراج وكتابة النص المسرحي والتمثيل والإضاءة والموسيقي وغيرها من النواحي الأخري.
كما عبر أبونا الحبيب والغالي أبونا أنطونيوس ميخائيل “أب المحبة والحكمة، كاهن كنيسة مار مينا والبابا كيرلس السادس في سانت تريز بإقليم الكيبيك الكندي، عن رعاية وتحيات أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران”، والذي كنا نتمنى تواجد نيافته في وسطنا في هذه الاحتفالية لولا زيارة نيافته للصلاة في جنيف في سويسرا. وهنأ كذلك الجميع بمناسبة صوم الرسل. كما دعا الشعب وجميع المشاركين لدعم صندوق أخوة الرب في مصر، وهو تقليد سنوي تقوم به الكنيسة لدعم أخوة يسوع من المحتاجين، وهذا الصندوق يرعاه ويدعمه أبونا الأسقف الأنبا بولس.
= رسائل مهمة من علي “قهوة أرض المشوهين” .. انتظار الخلاص والمخلص ..
تقوم المسرحية علي فكرة الخلاص وانتظار المخلص، للتخلص من الطبيعة والإنسان القديم المشوه الخاطئ. وتتطور الأحداث، حتي يأتي المخلص، ليغير الجميع، ويساعدهم في التخلص من الطبيعة المشوهه الفاسدة، واكتساب الطبيعة والإنسان الجديد غير المشوه وغير الفاسد. المسرحية، كعمل مسرحي كنسي، جذاب للغاية علي مختلف الأصعدة، الممثلين من مختلف الأعمار، وخاصة الممثل الرئيسي للعمل المسرحي مايكل تادرس الذي يتمتع بحضور كبير وتقمص دقيق للشخصية، كما لو كان علي مسارح التمثيل الاحترافية، وليس علي مسرح كنسي. ولم يختلف الحال بالنسبة لباقي الشخصيات التي كانت متنوعة وثرية، مثل شخصية السيدة الشريرة المسيطرة علي المشوهين “زعيمتهم”، وكذلك شخصية المهرج، التي كانت تعبر بقوة وبريق الكلمات عن “مجرد ضحكة”، للتخلص من نير التشوه والخطية، تخلصت منها السيدة الشريرة المسيطرة علي المشوهين، حتي لا يتمردوا عليها.
كشفت المسرحية عن رسالتها الحقيقية، وهي انتظار المخلص للخروج من حياة الخطية المشوهة، واكتساب الطبيعة الجديدة غير الفاسدة وغير المشوة. كانت كل من الإضاءة والموسيقي علي درجة من الجاذبية والتشويق، كخلفيات معبرة عن صورة الحوار المتماسك والحبكة الدرامية للنص المسرحي.
= كنائسنا ممتلئة بالمواهب التي تستحق التشجيع والتطوير
استحق كل فريق عمل المسرحية علي مستوى كتابة السيناريو والحوار، الإضاءة، الديكور، الموسيقي، والممثلون والمخرج، التصفيق نتيجة هذا العمل الفني الراقي. وعلي الرغم من أن مخرج العمل ميلاد متي أشار في بداية العرض إلي أن هذا النص المسرحي مستوحي من الخيال، إلا أن فكرته الراقية والسامية تعبير عن انتظار الخطاه “المشوهين” للخلاص والمخلص، وهي جوهر الخلاص في المسيحية.
هذا العمل المسرحي الرائع والبديع، يؤكد أن كنائسنا زاخرة بالمواهب التي تستحق الدعم والرعاية والتشجيع علي مختلف المستويات، خاصة وأن تقدم الترفيه الثقافي والمسرحي والموسيقي والإخراجي، ليخدم قيم ورسائل مسيحية راقية وبناءة، ولهذا كان من الطبيعي أن الأداء المسرحي، يحوز بين فصوله المختلفة علي تصفيق حاد وتقدير كبير من جميع المشاركين.
نال بركة المشاركة فيه علي مختلف المستويات التمثيل والإضاءة والديكور والصوت والإخراج، كل من: ناجي سامي، سالي سمير، مينا حنا، سيلفيا حبيب، مايكل اسحق، كاراس، لافي جبرائيل، دانيل خليل، ايهاب وهبه، مايكل تادرس، راندا وجيه، رانيا ميخائيل، توني طارق، مينا دميان، مارتن مشرقي، دافيد امير، نانسي نبيل، ميرنا سمير، ماجده عزمي، مريم ابراهيم، چورج خيري، جوني جورج، نرمين جورج، فانو حسام، ميرا متي، روبير يعقوب، تيتو، وبالطبع مخرج العمل الذي امتلك أدواته وأحسن توظيف جميع أعضاء الفريق كما لو كان موسيقارا يقود أوركسترا كبيرا تطرب الحضور بالأداء المبدع، هو الخادم المخرج ميلاد متي، الذي يستحق مع بقية فريق العمل التشجيع والتقدير علي النص المسرح البديع الذي قدموه.
= نموذج يحتذي به: تفاصيل دقيقة وتنظيم راقي مع “رفاع صوم الرسل”
وعقب العرض المسرحي البديع، ليركز معه الجميع، وهنا تبرز ملاحظة مهمة أن الاحتفالية كان بها جزء مخصص للعشاء، خاصة وأن اليوم التالي، وهو الاثنين الموافق 24 يوينه 2024، يوافق صوم الرسل ، لم يتم تقديم الوجبات، إلا بعد انتهاء العرض المسرحي، حتي يركز الحضور في العرض المسرحي، الذي كان يتم وسط تركيز الحاضرين وتصفيقهم الحاد بين المشاهد المختلفة.
وهنا لا ننسي الدور المحوري والأبوي في الرعاية والتشجيع ومتابعة التفاصيل لأبونا الحبيب والغالي أبونا أنطونيوس ميخائيل، وكذلك الدور المهم للخادم والشماس ومسوؤل اجتماع الشباب في الكنيسة الشماس فادي صفا حبشي. ولأنها عادة كنيسة مار مينا والبابا كيرلس السادس في سانت تريز بإقليم الكيبيك الكندي، هذه الكنيسة المحبة للسيد المسيح رب المجد، كان العشاء يشع بنور المحبة والبركة، حيث فريق الخدام والخادمات من الشباب يوزعون الوجبات علي الترابيزات في بيزمنت الكنيسة، في يسر وسهولة وتنسيق كما لو كانوا خلية نحل كل منهم يعرف مهام عمله ولا وقت لديهم للحديث أو إضاعة الوقت، خدام شباب ولكنهم يقومون بأدوارهم بكفاءة وصمت واعجاب من الجميع تجاههم دون حديث معهم! وكما كان الدخول لبيزمنت الكنيسة في بداية الاحتفالية سهلا وبديعا رغم الأعداد الكبيرة المشاركة، كان توزيع الأكل والوجبات رائع وسريع ولم يشعر أحد بالوقت. وهذا كله يتم بمتابعة ورعاية تدبير وبصيرة أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا.
أما الوجبة، فهي لذيذة للغاية، وتجد فيها كل ما تحتاجه “لرفاع صوم الرسل المبارك”، بفضل المحبة المغلفة بها، من أرز ولحوم ودجاج وسلطات ومياه معدنية ومشروبات غازية وكذلك في نهاية الوجبة “ديزرت” قطعة من الجاتوة اللذيذة. هذه الاحتفالية البديعة عالية الدقة في التنظيم، تمنحك الفرصة لتقضي وقتا مباركا في أحضان الكنيسة المحبة للسيد المسيح، كنيسة مار مينا والبابا كيرلس السادس في سانت تريز، تتكلف فقط 40 دولارا. وهذه ليس الاحتفالية الأولي، التي تتم بكل هذه الجودة والكفاءة، والتي تستحق التشجيع والاستفادة منها كخبرة معاشة مغلفة بالأبوة والمحبة الباذلة والخدمة وروح الفريق الواحد بين الخدام والخادمات من مختلف الأعمار.