ملامح الأيقونة القبطية عبر العصور بمركز “بي لمباس”
05.05.2019 07:50
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
وطني
ملامح الأيقونة القبطية عبر العصور بمركز “بي لمباس”
Font Size
وطني

بمركز “بي لمباس” بكنيسة السيدة العذراء بمهمشة برئاسة وحضور نيافة الحبر الجليل الأنبا مارتيروس أسقف عام منطقة شرق السكة الحديد ألقى الدكتور نادر ألفي ذكري أستاذ مساعد بقسم الإرشاد السياحي كلية السياحة والفنادق– جامعة مدينة السادات محاضرة بعنوان الأيقونة القبطية عبر العصور.

998

بدء اللقاء بصلاة افتتاحية قادها نيافة الأنبا مارتيروس ثم رحب بالحضور الكريم وقام المهندس أشرف موريس منسق اللقاءات بالمركز بتقديم الدكتور نادر ألفي ذكري، حيث قام الدكتور نادر ألفي ذكري فى البداية بتعريف الأيقونة فقال: “تشتق كلمة أيقونة من الكلمة اليونانيةεἰκών بمعني (صورة معنوية أو شبه أو مثال)، وقد أستخدمت هذه الكلمة لتعني الصور الدينية المدشنة داخل الكنائس”.وأضاف لقد كانت ومازلت الأيقونة تلعب دوراً بارزاً وهاماً في العبادة والطقوس الكنيسة القبطية_ ويعتقد بعض علماء الآثار وتاريخ الفن القبطي أن الأيقونات كانت تستخدم في الحياة اليومية وبدأت في وقت لاحق لتظهر في أماكن العبادة، وربما في الفترة مابين نهاية القرن الثالث والقرن الرابع الميلادي، وقد كان استخدامها واسع الانتشار مع الإعتراف بالمسيحية كديانة رسمية في الإمبراطورية الرومانية في عهد الإمبراطور قسطنطين.واستخدمت الكنيسة المبكرة الرموز المسيحية في بداية انتشارها، وكانت الأيقونة بمثابة وسيلة الإيضاح لمساعدة المسيحيين المتحولين جاءوا من ثقافات وثنية والتي قد تجد صعوبة في فهم تعاليم وأحداث الكتاب المقدس والمعاني الروحية، لذلك سمح قادة الكنيسة المبكرة باستخدام الصور الدينية (الأيقونات) لأن الناس لم يتمكنوا من استيعاب المسيحية وعقيدتها دون استخدام الوسائل البصرية حيث ساعدت هذه الأيقونات المؤمنين في فهم وتوضيح الدين الجديد.وعن بداية فن رسم الأيقونة أوضح الدكتور نادر، أن الفترات المبكرة لفن رسم الأيقونات في العصور الأولى المسيحية، وجدت معارضة شديدة من أباء الكنيسة الأوائل وخاصة الأيقونات التي تصور القديسين. وكانت الأيقونة ترسم قبل المسيحية كا لوحة شخصية للامبراطور عند أعتلاء العرش.. وكان يتم إرسال لوحات الإمبراطور إلى جميع أنحاء الإمبراطورية ويتم تعليقها في الأماكن العامة, وكانت تمثل حضوراً شخصياً للإمبراطورية. وبرغم من معارضة آباء الكنيسة الأوائل للصور الشخصية إلا أن موقفهم كان مختلفاً حيال موضوعات العهد القديم والعهد الجديد لإمكانية استخدامها في الكنائس كوسائل إيضاح لتوصيل الوصايا والتعليمات العقائدية والأخلاقية لجاهلي القراءة من الشعب، لذلك كانت الموضوعات الدينية المصورة تحل محل الكلمة المكتوبة.واستعرض الدكتور نادر للعديد من أيقونات هذه الفترة مثل أيقونة السيد المسيح وهو يسند يده اليمنى على كتف القديس مينا رئيس دير الأنبا أبوللو بباويط، وترجع هذه الأيقونة إلى القرن الثامن الميلادي ومحفوظة بمتحف اللوفر بباريس، وهنا أيضاً مثال أخر بالمتحف القبطي مرسومة على الوجهين، وجه للقديس تادرس والآخر للرئيس الملائكة غبريال، وكان الرسم بطريقة الشمع كما كان الحال في بورتريهات الفيوم القرون الوسطي حيث انتشرت أغلب فنون التصوير من أيقونات ورسوم جدارية وأخشاب منحوتة ومعادن وفخار تم أضافتها في العصور الإسلامية في المواقع الآتية (أديرة وادي النطرون “الانبا بيشوي، السريان، البراموس، أبو مقار”، المقارات البابوية وبعض كنائس مصر القديمة “كنيسة المعلقة، كنيسة أبوسرجة، كنيسة أبوسيفين، كنيسة السيدة العذراء مريم بحارة زويلة، القديسة بربارة”، دير سانت كاترين بجنوب شبه جزيرة سيناء وهو دير تابع للروم الارثوذكس “الكنيسة اليونانية”). والعديد من التحف الفنية القبطية في هذه الفترات الاسلامية، والتى يحتفظ بها المتحف القبطى فى مصر والمتاحف المحلية الآخري بالأضافة إلى المتاحف العالمية والكنائس التي توجد في المدن والكنائس الديرية والكنائس البطريركية. والتي سوف توضح الزخارف والمناظر المختلفة والكتابات المتعددة عليها.وعن الأيقونات في فترات الحكم الإسلامي أضاف الدكتور “نادر”: تميزت فترات الحكم الإسلامي بأنتشار الأيقونات الثلاثية (triptych) والثنائية(diptych) والتي تتميز بسهولة نقلها من مكان لآخر والمحافظة علي رسومها وألوانها، والتي كان يطلق عليها اسم الأيقونات المسافرة. وظهر نوع آخر من التأثير الخارجي الغربي على الفنون القبطية من خلال التبادل الفني الذي ظهر في تصوير الأيقونات والرسوم الجدارية ما بين الفن القبطي وكنائس قبرص، فنسيا، إيطاليا، القسطنطينية، والامارات الصلبية (فيما يعرف بالفن الصليبي) حول مصر، والذي كان سائداً في العصر المملوكي

ويظهر بوضوح التأثير البيزنطي في الأيقونات والتي ظهرت في ردود الفعل التعبيرية في الوجه عندما يحزن الملائكة والعذراء مريم عند الصليب، وكذلك مناظر التعذيب والدماء للقديسين الشهداء.العصر العثماني

أيقونات القرن الثامن عشر من أشهر رسامين هذه الفترة الرسام إبراهيم الناسخ والذي بدأ يلمع نجمه في المجتمع القبطي في سنة 1732م، بالإضافة إلى المصور يوحنا الأرمني والذي تتلمذ علي يد إبراهيم الناسخ وعمل معه في العديد من الايقونات، وقد بدأ في رسم الايقونات حوالي 1742م، أيضاً القمص مرقريوس جرجس الذي رسم أيقونات ومخطوطات خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر بين 1765 – 1793م وكان كاهناً لكنيسة أبي سيفين بمصر القديمة وفي القرن التاسع عشر (أنسطاسي الرومي) يعتبر المصور أنسطاسي الرومي من أشهر رسامين القرن التاسع عشر، وهو من أصل يوناني من القدس، وقد عمل في مصر في القرن التاسع عشر بين 1832 – 1871م وغالباً ما كان يكتب أسمه في شريط أسفل الأيقونة وتتميز النصوص بأن اللغة العربية غير سليمة. الفترة الحديثة وفي هناك عدد قليل من الأسماء التي كانت مهمة في رسم الأيقونات القبطية. وهي مرتبة ترتيبًا زمنيًا

: (1) القديس لوقا الإنجيلي ، الذي كان رسامًا موهوبًا ويعود الفضل في رسم الأيقونة الأولى للسيدة العذراء مريم.

(2) البابا مكاري الأول، البطريرك التاسع والخمسون (931-950 ميلاديًا)

(3) أبو يسر بن يلج من القرن الثاني عشر.

(4) البابا غابرييل الثالث، البطريرك 77 (1261-1263 ميلادي)

(5) إبراهيم الناسخ، بغدادي أبو السعد، يوحنا الأرمني في القرن الثامن عشر .

(6 Anastasy( اليونانية من القرن 19 موفي الوقت الحاضر ، يتم إحياء فن التصوير الأيقوني القبطي من قبل فنانين متخصصين من المحترفين والهواة على حد سواء. حيث قام فنان الأيقونات الدكتور إيزك فانوس، وهو أستاذ الفن القبطي في المعهد العالي للدراسات القبطية في القاهرة، برسم الكثير من الأعمال في العديد من الكنائس في مصر وخارجها.واختتم اللقاء بمناقشات ثرية من الحضور والإجابة على العديد من الاسئلة والاستفسارات والمداخلات والتعليقات في جو من الحب والود كما عقب نيافة الأنبا مارتيروس بمداخلة هامة عن ماوصلت إليه الأيقونة القبطية حاليا بصفتة دارس لفن الأيقونة وحاصل على درجة الدكتوراه بعنوان “الموضوعات المصورة وأساليبها في المخطوات القبطية من القرن العاشر إلى القرن الخامس عشر” من قسم الفنون والآثار القبطية بمعهد الدراسات القبطية بالقاهرة كما قدم نيافتة الشكر للدكتور نادر على المحاضرة القيمة والمعلومات الغزيرة التي استغرضها عن فن الأيقونات القبطية.ومن المعروف أن مركز (بي لمباس) يختص بدراسة أنشطة التراث القبطي والرحلات العلمية وورش عمل ، وتبنى أبحاث علمية جديدة لتدريب صغار الباحيثن على الدراسة والبحث في مجال القبطيات بالإضافة إلى كورسات خاصة بدراسة اللغة اليونانية، لمدة ساعة، ومناقشة نصف ساعة، وذلك بقاعة مجهزة خاصة بمقر نيافة الأنبا مارتيروس ويحاضر بة نخبة من السادة الأساتذة المتخصصين في التراث القبطي ، كالتاريخ والفن والآثار ، والأدب القبطي ، والموسيقي القبطية، وتاريخ الرهبنة، والمخطوطات ويقيم المركز محاضرة شهرية تقام في الساعة السادسة والنصف من الجمعة الأولى من كل شهر.

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.