ليس فقط من أهم خبراء الري والبيئة في مصر بل كان بطلا شارك مع قواتنا الباسلة فى عبور قناة السويس وانتصار أكتوبر العظيم، كما أنه تولي منصب وزير الري فى أصعب الفترات الانتقالية التي مرت على مصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، فى الفترة من 1 فبراير 2011 حتى 20 يوليو 2011 والأمين العام للمجلس العربي للمياه إنه الدكتور مهندس حسين العطفى الذى كان لنا معه هذا الحوار الذي تحدث فيه عن أزمة المياه في مصر وطرق حلها وسد النهضة وتأثيره على مصر ...
ما المشاكل التي تواجه المياه في مصر؟
قضية المياه أصبحت هامة لمصر ولكن أصبح لها أولوية في الأجندة السياسية العالمية، لأن التحديات كثيرة بخصوص تغير المناخ والزيادة السكانية وزيادة الأنشطة التنموية ، والمنطقة العربية لها خصوصيتها وجغرافيتها وهي المنطقة الأكثر ندرة في العالم في المياه وهناك الهجرات والنزوحات في المنطقة العربية تؤثر على الخدمات التي تقدم بالنسبة للمياه.
هل يؤثر الأمن المائي على الغذاء؟
الأمن المائي مرتبط بالأمن الغذائى لأننا في المنطقة العربية نستهلك 50% من الغذاء، ومصر ليست بمعزل عن هذه التحديات فمواردها المائية محدودة وحصتنا المائية 55 مليار متر مكعب ومع الأمطار والمياه الجوفية تصل إلى 60 مليار متر مكعب.
ما أهم تأثيرات الزيادة السكانية على المياه؟
مع الزيادة السكانية أصبح نصيب الفرد 560 متر مكعب وهو أقل من حد الفقر المائى الذي يُقدر بأن احتياج الإنسان للماء فى غذائه وشربه وكسائه 1000متر مكعب.
كم تبلغ احتياجاتنا المائية الفعلية؟
احتياجاتنا المائية اليوم من مياه الشرب والزراعة والمياه التي تحتاجها الصناعة حوالى 80 مليار بالإضافة إلى ما نستورده من غذاء يحتوي على الماء و إذا ما تم زراعته في مصر سوف يستهلك حوالى 35 مليار متر مكعب، ما يصلنا من منابع النيل حوالي 50% أو 60% من الاحتياجات ولا تتجاوز هذه النسبة 5% من ما يسقط على حوض النيل من أمطار.
كيف تتعامل الدولة مع قضية المياه؟
الحكومة المصرية ممثلة في الوزارات المعنية سواء وزارة الري ووزارة المالية ووزارة الإسكان جعلت موضوع المياه أولوية ، ورؤيه مصر 2030 موجود فيها كيفية التعامل مع قضايا المياه.
يروج البعض أن كفاءة استخدام المياه في مصر سيئة؟
كفاءة استخدام المياه في مصر عالية جدا عكس ما يروجه البعض لأننا نستخدم المياه مرة واثنتين لسد الفجوة المائية مع ترشيد الاستخدامات في كل القطاعات سواء المنزلي أو الصناعة والزراعة الحديثة والمحاصيل التي لا تستخدم مياه كثيرة، ويجب أن نزيد الوعي لأنه أمن قومي لأن المياه حق للجميع ومسئولية الجميع أيضًا.
كيف حاولت مصر التخلص من العجز المائى ؟
قامت بالعديد من المشروعات لسد الفجوة أهمها محطات معالجه مياه الصرف الصناعي والصرف الزراعي، وتحلية مياه البحر ولدينا تجارب في سيناء في حصاد الأمطار والسيول وشحن مياه الخزانات وإعادة استخدام المياه لصالح المجتمع، ومن أهم محطات معالجة الصرف الزراعي وإعادة استخدامها مصرف المحسمة بطاقة مليون متر مكعب في اليوم ، ومحطة مصرف بحر البقر التي دخلت موسوعة جينيس بطاقة 6,6 مليون متر مكعب في اليوم .
نتطرق لأزمة سد النهضة قبل الملء الرابع كيف ترى تعنت أثيوبيا فى الوصول لاتفاق مع دولتي المصب؟
ما تفعله إثيوبيا تعنت غير مبرر و الرئيس السيسي ذهب إلى البرلمان الأثيوبي وأكد على أن مصر تدعم أثيوبيا في خيارات التنمية بكل الخبرات الممكنة لكن لابد أن تتفهم أثيوبيا أن ذلك لا يكون على حساب المصريين، كما أن تعزيز التعاون في موضوعات المياه المشتركة حق وفي مصلحة الجميع لأن المياه تكفي الجميع والمشروعات المشتركة تزيد من الإيراد المائي سواء لنهر النيل أو في منطقه أثيوبيا والسودان، فالتعاون لم يعد خيار بل هو أمر ضروري وحتمي لمستقبل الأجيال القادمة.
هل التعاون في المياه يمكن أن يكون سبيل لتعاون أكبر بين دول حوض النيل؟
بالفعل التعاون بين الدول في موضوعات المياه والتكامل بين الدول لن يكون فقط في المياه بل في مجالات أخرى كثيره منها المجال الاقتصادي والمجال السياحي والزراعي فيمكن أن نتكامل من أجل تحقيق المنفعة والمصلحة المشتركة .
حدثنا عن الأكاديمية الخاصة بالمجلس العربي للمياه؟
المجلس يؤمن بدور الشباب وأحد الأنشطة التي يقوم بها المجلس هي أنه لدينا شبكة لتوعية الشباب والطفل والمرأة ونتعاون مع المدارس والجامعات للتوعية بقضايا المياه على مستوى المنطقة العربية ونشأت فكرة الأكاديمية بأننا كنا نحتاج في موضوعات المياه أن تكون موجودين على كافة المستويات ونتبنى رؤى مشتركة في إدارة موضوعات المياه مثل موضوعات تغير المناخ وموضوعات استدامات الطاقة وموضوعات الربط بين قطاع المياه وقطاع الغذاء ودور القطاع الخاص وتدريب كوادر تتفهم موضوعات تعزيز التعاون وهذا دور الأكاديمية بالتعاون مع بعض المنظمات منها جامعه الدول العربية ومنظمة سيدارى واليونسكو ونتعاون مع الأمم المتحدة فى دورات رفع الكفاءة ومؤخرا نقوم بالتدريب المهني لنستطيع أن نجد للشباب فرص عمل طبقا لاحتياجات السوق.
من يدير سياسة المجلس العربي للمياه؟
مجلس المحافظين يدير سياسة المجلس العربي للمياه وهو مكون من 45 عضو 22 منهم من الدول العربية ممثلين من الوزارات المعنية بإشراف من وزير الموارد المائية والري أو من ينوب عن الوزير بالإضافة إلي 22 يأتوا بالانتخاب ويأتون من الجامعات والقطاع الخاص ومراكز البحوث ومن المجتمع المدني.
متى بدأ المجلس العربي للمياه في إطلاق جائزة الإبداع ؟
من ثلاثة أو أربع سنوات أطلق المجلس العربي للمياه جائزة للإبداع والابتكار في مجال الموارد المائية وبصفة خاصة للشباب المبدعين في مجال قضايا المياه وفي السنة الماضية نظم المجلس المنتدى العربي الخامس في دبي وهناك أطلقنا الجائزة وجاءت لنا بحوث مستواها عال جدا وتقدم للجائزة 55 باحثا من المنطقة العربية وكان الفائزون من سلطنه عمان ومن مصر ومقيم في المملكة العربية السعودية وكانت من أهم الموضوعات استخدام النانو تكنولوجي في موضوع معالجة المياه ونتعاون في الجائزة مع رجال أعمال لديهم إسهام في المسئولية المجتمعية وهذا العام يتعاون معنا سياده النائب محمد أبو العينين وستكون الجائزة باسمه.
