كثيرا ما نفذ الإرهابيون تفجيراتهم الغادرة لكنائس مصرية، قبل أيام قليلة من عيد يستعد الأقباط للاحتفال به، غير أن الرد يكون قاطعا، حين تتحول مصر كلها إلى مرح واستبشار بحلول ذلك اليوم، الذي يتشارك الجميع لإخراجه في أبهى صورة.
إلا أن انفجارين استهدفا كنيستي "مارجرجس" بطنطا، والكاتدرائية المرقسية في الإسكندرية، فرضا واقعا جديدا تمثل في إلغاء الكنيسة مراسم احتفالها بعيد القيامة، والاكتفاء باستقبال العزاء على أرواح شهداء العمليتين الإرهابيتين، اللتين أسفرتا عن ارتقاء 46 شهيدا وإصابة عشرات آخرين.
إلغاء الكنيسة المصرية لاحتفالاتها، لم يمنع عقد قداس عيد القيامة الذي ينعقد ليلة العيد، غير أن الكنائس المصرية كلها ستخلو من الفعاليات والعروض المبهجة للأطفال، ومراسم الخدمات الكنسية التي يشارك بها الأقباط صبيحة العيد، وتتحول الكنائس إلى ساحة عزاء، لتلقي التعازي في شهداء الأحداث الإرهابية الأخيرة.
وترصد "الوطن" 3 حوادث إرهابية سابقة، استهدفت المسيحيين قبل أعيادهم، لكن الكنيسة لم تلغ الاحتفالات بالعيد، وهي كالتالي:
1. كنيسة القديسين:
بينما كان المصريون يستعدون لاستقبال الليلة الأولى من العام 2011، وقع انفجار مروع في كنيسة القديسين في الإسكندرية، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء وإصابة المئات، لتنتفض بعده مصر كلها، حيث أعرب أفراد الشعب عن تضامنهم الكامل مع أشقائهم في الوطن.
آلاف المصريين تجمعوا أمام الكاتدرائية المرقسية في العباسية، لمؤازرة إخوانهم في مصابهم، بينما شاركت شخصيات عامة، في قداس قاده البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية آنذاك، قبل أن تزدان الكنائس المصرية بالاحتفالات مع حلول صباح 7 يناير 2011.
2. مقتل شرطيين أمام كنيسة في المنيا:
الاحتفالات بـ"عيد الميلاد" لم تمنعها حوادث إرهابية أخرى، أسفرت عن مقتل شرطيين يحرسان إحدى الكنائس في محافظة المنيا، إثر إطلاق النار عليهما صباح 6 يناير 2015، بالتزامن مع مقتل شرطي حاول تفكيك قنبلة ذرعها إرهابيون أمام كنيسة في الهرم، قبل أن ينعقد قداس الكنيسة المصرية في الليلة ذاتها، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتأكيده أن مصر كلها يد واحدة ضد الإرهاب، وضد محاولات الفتنة الطائفية، ثم تكمل الكنائس المشهد بتنظيم احتفالاتها بالعيد، بدء من صباح اليوم التالي.
3. تفجير البطرسية:
استهدف إرهابيون الكنيسة البطرسية الملحقة بـ"كاتدرائية العباسية"، وارتقى على إثره 29 شهيدا مصريا، في أثناء أدائهم للصلاة في 12 ديسمبر 2016، لكن الحادث الإرهابي الغاشم، عجز عن تعكير صفو احتفالات الأقباط بعيد الميلاد المجيد، الذي أعقبه قداس الكنيسة بقيادة البابا تواضروس الثاني، واستقبل خلاله الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي أكد عزم الدولة على بناء أكبر مسجد وكنيسة في العاصمة الإدارية الجديدة، لتكون أحد أكبر المراكز الحضارية في العالم.