"لو طلعتي هتموتينا"..طبيب بالإسماعيلية يكشف قسوة ابن متعافية من كورونا
19.06.2020 04:07
اهم اخبار مصر Egypt News
الوطن
حجم الخط
الوطن

مواقف كثيرة وحكايات تقابل أطباء وممرضى مستشفيات العزل ومعظمها مواقف إنسانية وبعضها مؤلم ويحكى الدكتور محمد حسن هلال أحد أبطال الجيش الأبيض بمستشفى العزل بالإسماعيلية، بعض هذ المواقف، حيث إنه يتابع عددا كبيرا من الحالات بالمستشفى.

يقول الدكتور محمد حسن إن هناك موقفين لا يمكن نسيانهما الموقف الأول لمريضة توفاها الله اسمها "توحة" رحمة الله عليها، وهذه كانت حالة الوفاة الوحيدة التي حدثت أمامي منذ دخولي مستشفى العزل.

يضيف عبر حسابه فى صفحته الشخصية على فيسبوك: "توحة" سيدة مصرية مكافحة تبدو عليها معالم الشقاء والتعب عمرها تعدى الستين عاما قدرها أنها اتصابت بالڤيروس اللعين بدون أن تدرى وقدر لها دخولها المستشفى، وكانت عنيدة جدا فى أخذ العلاج كان طلبها الوحيد منى لما كنت أمر عليها، أنها تخرج بأى طريقة فهي غير معتادة على تقييد حريتها، فقلت لها أن حالتها "وحشة" ومش هينفع تخرج وهى تحلفني بالله وبأولادى أنى أخرجها ومكنش ينفع، لأن حالتها وحشة ومش مستقرة كانت بتقولى أنا هموت هنا أقولها انتى هتكونى أفضل أن شاء الله بس تهدى وتلتزمى كانت رافضة العلاج تماما ورافضة تحط ماسك الأكسجين والتمريض كان عندها ليل نهار ومرة تاخد العلاج بالمحايلة ومرة ترفض لما لقيتها كده قلت أخوفها شوية، يمكن ترضى تلزم بالعلاج فقلت لها أنتى  لو روحتى مش هتقعدى فى البيت وهتتسببى فى عدوى كل اللى ف البيت ولو مش خايفة على نفسك خافي على ولادك وجوزك، قالت لي أنا معنديش عيال وعايشة لوحدى ومتجوزتش أصلا، قلت لها مالكيش حد خالص قالت لا ماليش حد.. ماليش غير ربنا قلت فى نفسي هو أحن عليك من نفسك ومن أي مخلوق انصدمت بجد وتضايقت  جدا شعور صعب انك تكون لوحدك، أصعب حاجة فالدنيا انك تعيش وحيد وتموت وحيد ومتلاقيش حد يسأل عليك لا فى حياتك ولا بعد مماتك.

ويتابع: وهناك مواقف أخرى منها موقف مهم أثر فيا وزعلونى وعرفونى قد إيه موضوع كورونا ده زى ما طلع من جوانا حاجات حلوة كتيرة برضه طلع حاجات وحشة أكتر وأظهر نفوس مريضة كتير قصص وحكايات بنسمعها من المرضى وبنشوفها ساعات بعنينا متصدقش إلا لما نشوفها فعلا على أرض الواقع.

ويتابع الدكتور محمد حسن: خلال مرورى على القسم كان فى حالة عملتلها خروج وقلتها حمد الله على سلامتك "يا حاجة" أنتي هتخرجى اليوم، لقيتها كلمت حد من عيالها وصوت السماعة عالي وأنا لسة جنبها.

وواصل قائلا: بتكلم مع الممرضة فسمعتها وهى بتقوله، أن الدكتور عملي خروج طبعا ركزت شوية حبيت أسمع صوت الفرحة زى ما تخيلت لقيت رد صعقنى لقيته بيقولها إزاي طلعك لا خليكي عندك أنت ممكن تعدينا وتعدى العيال اللي موجودة هنا إنتي هتطلعى تموتينا، ولقيتها بتقولي خد كلم ابنى قلتها مش هعرف يا حاجة عشان لابس الواقيات وخرجت بس كنت مصدوم وفى حالة ذهول تخيلت أن لما أمه هتكلمه هيفرح بخروجها ويحاول يوفر ليها سبل الراحة وزى ما بنقول كده هيبقى طاير من الفرحة إلى أى درجة من الجحود إحنا وصلنا، موقف فكرنى بيوم القيامة يوم يفر المرء من أمه وأبيه، كنت أتمنى أمي تكون عايشة وأنا كنت شلتها على أكتافي، ولو العكس هو اللي حصل وكان الابن هو اللى تعبان كان السيناريو اختلف.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.