تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الثلاثاء 4 أبريل، بذكرى رحيل البابا بطرس السادس البطريرك رقم 104 في تاريخ بطاركة الكنيسة الأرثوذكسية.
وتزامنًا مع احتفال الكنيسة ترصد «الدستور» في سطور محطات البابا بطرس السادس.
ولد البابا بطرس في محافظة أسيوط، وسماه والداه "مرجان" وربياه تربية حسنة وثقفاه بالعلوم والآداب الكنسية حتى برع فيها، ولكنه اشتهر باسم بطرس الاسيوطى فيما بعد.
وبحسب الكتاب "السنكسار" الكنسي كانت نعمة الله حالة عليه من صغره فلما بلغ أشده زهد العالم وكل ما فيه واشتاق إلى حياة الرهبنة. فمضى إلى دير القديس أنطونيوس بالعربة فمكث فيه وترهب ولبس الزي الرهباني وأجهد نفسه في العبادة.
ولما نجح في الفضيلة والحياة النسكية والطهارة والتواضع تمت سيامته قسًا علي دير القديس الأنبا بولا أول السواح، بيد البابا يؤنس الطوخي البطريرك رقم 103 ، في كنيسة السيدة العذراء بحارة الروم فزاد في الفضيلة وشاع ذكره بين الناس.
ولما رحل عن العالم البابا يؤنس، وخلا الكرسى بعده مدة شهرين وستة أيام لبثوا يبحثون عمن يصلح لهذه الرتبة الجليلة فاختاروا بعض الكهنة والرهبان وكتبوا أسماءهم في وريقات وضعوها علي المذبح وأقاموا القداس. وفي ثالث يوم وقعت القرعة على هذا الأب بعد الطلبة والتضرع إلى الله أن يقيم لهم المختار من عنده. فتحققوا بذلك أنه مختار من الله.
ويضيف السنكسار الكنسي، أن البابا بطرس، سيم بطريركًا علي الكرسى المرقسى في يوم الأحد 21 أغسطس عام 1718 ، في كنيسة القديس مرقوريوس أبى سيفين بمصر القديمة، وحضر رسامته الشعب المسيحي وبعض من الإفرنج والروم والأرمن وطائفة من العسكر.
ثم بعد ذلك مضى إلى بلاد الوجه البحري وافتقد الكنائس ووصل الإسكندرية لزيارة كنيسة مار مرقس الانجيلى، واهتم هناك بإصلاحات معمارية داخل الكنيسة وقبل الرأس المقدسة الطاهرة.
ويستكمل "السنكسار" وفى أيام هذا البابا حضر جماعة من الكهنة والشمامسة من قبل سلطان أثيوبيا ومعهم هدايا فاخرة مع مرسوم من الملك يطلب مطرانًا فتشاور في الآمر مع المعلم لطف الله أبو يوسف كبير الأراخنة في القاهرة وباقي أراخنة الشعب علي أبينا المكرم خرستوذلو أسقف القدس الشريف فامسكوه ورسموه مطرانًا لانه كان خبيرًا كاملاً ومعلمًا عالمًا وحبرًا فاضلاً فمضوا به فرحين مسرورين.
وقد شيدت في مدة رئاسة هذا البابا كنائس كثيرة ومن بينها كنيسة دير العدوية علي البحر جهة المعادى التى جددها المعلم مرقورة الشهير بديك أبيض وكنيسة الملاك ميخائيل القبلي بجهة بابلون وكنيسة مارمينا العجائبى بفم الخليج بمصر، وبسبب هذا التجديد غرمه الوزير أربعين كيسًا من المال دفعها له من ماله.
وانقضت أياما هذا البابا في هدوء واطمئنان وكان يعمل علي تنفيذ القوانين الكنسية فأبطل الطلاق لآي سبب ومضى لهذا الغرض إلى الوالى ابن ايواز وباحث علماء الإسلام فكتبوا له فتاوى وفرمانًا من الوزير بأن عدم الطلاق لا يسرى إلا على الدين المسيحي دون غيره وانه ليس لأحد أن يعارضه في أحكامه فأمر الكهنة أن لا يعقدوا زواجا إلا على يده في قلايته بعدما اعترضه رجل ابن قسيس كان طلق امرأته وتزوج غيرها بدون علمه فأمر بإحضاره فيفصل بينهما فأبى ولم يحضر فحرمه هو وزوجته وأبيه القمص فمات هذا الرجل بعد أن تهرأ فمه وذاب لسانه وسقطت أسنانه . أما أباه فاستغفر وأخذ الحل من البابا ومات.
ويضيف كتاب السنكسار الكنسي، رعى هذا البابا رعية المسيح رعاية صالحة، ولما أكمل سعيه مرض قليلا ورحل عن العالم في أيام الصوم الكبير ووضع جسده في مقبرة الآباء البطاركة بكنيسة مرقوريوس أبى سيفين بمصر القديمة.
وأقام البابا بطرس البطريرك رقم 104علي الكرسى المرقسي مدة 7 سنين و7 أشهر و 11 يومًا ، وكان عمره ستة وأربعين عامًا تقريبًا وعاصر السلطان أحمد الثالث العثماني وخلا الكرسى بعده تسعة أشهر وواحد عشر يومًا.
وفي عام رحيل هذا البابا وقع وباء الطاعون فى البلاد مع قحط شديد وتنيح قسوس كثيرون وأساقفة ووقع الموت علي الناس من الإسكندرية إلى أسوان واضطر الناس إلى ترك الزرع حتى صاروا يدفنون في الحصر من قلة الأكفان، وفي تلك السنة تلفت زراعة القمح في وادي النيل ولم يسد حاجة البلاد ووقع القحط والغلاء