الأنبا رافائيل يتحدث عن ” البدع الحديثة” بندوة خدمة اللاهوت الدفاعي
27.08.2021 13:33
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
وطني
الأنبا رافائيل يتحدث عن ” البدع الحديثة” بندوة خدمة اللاهوت الدفاعي
Font Size
وطني

نظمت خدمة اللاهوت الدفاعي بأسقفية الشباب ، أمس الخميس الموافق الموافق ٢٦ أغسطس 2021 ، ندوة خاصة مع نيافة الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة ، تحت عنوان “بدع حديثة” .

تحدث فيها الانبا رافائيل عن عدم وراثة الخطية الجدية ، تأليه الإنسان ، هل بالكتاب المقدس ..رموز وأساطير .

بدأ الأنبا رافائيل حديثه أن هذا اللقاء للرد على الأفكار الغريبة التي يتبناها بعض المعلمين في الكنيسة أو أساتذة اللاهوت ، ونحتاج أن نعرف الرأي السليم للكنيسة من مصادر التعليم بها وهي الكتاب المقدس وتعاليم الآباء والليتورجية وقوانين المجامع.

اولا : وراثة خطية ادم وهناك ثلاثة اتجاهات من جهة علاقتنا بخطية آدم ، أول اتجاه هو بعض ممن ترفض تماماً أي علاقة مع خطية ادم وهذه يمثلها غير المسيحيين وقديما كان هناك بدعة لشخص يسمي بيلاجيوس في القرن الخامس الميلادي واجتمع بسببه عدة مجامع في قرطاچنة للرد على بدعته وهي تقول اننا ليس لنا أي علاقة بخطية آدم ويدعي أيضاً ان الطفل عندما يولد يكون مثل آدم وهو في الفردوس ويخطئ او لا حسب كل واحد ونفسه ، طبعاً هذه الفكرة تلغي تماماً حتمية مجئ المسيح وبالتالي لا يوجد حاجة للمعمودية للأطفال وتؤجل المعمودية لحين ان الشخص يُخطئ ويُعمد لتغفر خطيته ، خاصة أن في قانون الإيمان الذي وضع قبل بدعة بيلاجيوس مذكور فيه أننا نؤمن بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا ، لأجل ذلك في مجمع قرطاچنة اجتمعوا واعلنوا ان كل هذا خطأ والكنيسة لا تقبله.

أما الاتجاه الثاني كما تحدث عنه الأنبا رافائيل، وهو تأثر البعض بفكر الكنائس البيزنطية (الخلقدونية) الذي يقول إننا لم نأخذ خطية ادم بل اخدنا نتائجها فقط وهي تتلخص في كلمتين وهما : الموت والفساد ويشرحها بطريقة مقنعة مثل سيدة في بطنها جنين وقامت بجريمة سرقة فتم سجنها والطفل مسجون معها ، لكنه لم يشارك في خطأها ، بذلك حين اخطأ ادم وطرد وطردنا معه ، لكننا لم نشارك في خطيته وبالتالي نحن تأثرنا بنتائج خطيته وليس خطيته نفسها.

أما الاتجاه الثالث وهو ما تتبناه كنيستنا حسب نصوص الآباء والليتورجية وهو أننا كنا في آدم حين أخطأ وبالتالي حسبت الطبيعة البشرية كلها خاطئة في آدم ، ليست فقط مائتة وفاسدة لكن أيضاً خاطئة وهي موجودة ببساطة في القداس حين نقول “الذي جبلنا وخلقنا ووضعنا في فردوس النعيم وعندما خالفنا وصيتك بغواية الحية” ذكرت بصيغة الجمع معناه كلنا كنا في آدم حين خلق واخطأ ومات وفسد وهذه تم تسميتها عقيدة وحدة الجنس البشري ، كما نقول في القداس الغريغوري “خلقتني انساناً كمحب للبشر” خلقتني تعني البشرية كلها ، وأيضاً “غرس واحد نهيتني أن أكل منه” معناها كل البشرية كانت موجودة في آدم حين نهاه الله أن يأكل من هذا الغرس.

أن وحدة الجنس البشري موصوفه بوضوح في رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل رومية في الاصحاح الخامس حيث نجد معلمنا بولس يقوم بمقارنة جميلة جدا بين السيد المسيح وآدم “مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ” النص هذا يقول ان الخطية هي التي دخلت وليس الموت ، وإلي العالم يقصد بها البشر ، نفهم كلمة كأنما بالانجليزية أن الخطية دخلت إلي الناس بواسطة آدم.

“وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ” أخطأ الجميع يمكن تفسيرها بمعني نتيجة خطأ الأب كلنا اصبحنا نخطأ أو نتيجة انه أخطأ نحن اخطأنا فيه عندما أخطأ هو، وبعدها يقارن معلمنا بولس في باقي النص في رومية ٥ وقال الخطية لا تحسب خطية حيث لا ناموس ومع ذلك الناس من آدم إلي موسي ماتوا وهذا الموت بسبب آدم.

وايضا فى نفس الاصحاح يقارن بين خطية ادم التي اثرت فينا مقارنة بنعمة المسيح التي تخلصنا جميعاً. فيقول “وَلَيْسَ كَمَا بِوَاحِدٍ قَدْ أَخْطَأَ هكَذَا الْعَطِيَّةُ. لأَنَّ الْحُكْمَ مِنْ وَاحِدٍ لِلدَّيْنُونَةِ، وَأَمَّا عَطيّةُ الله فَمِنْ جَرَّى خَطَايَا كَثِيرَةٍ لِلتَّبْرِيرِ.”

كما أكد نيافته أن القرار الذي صدر في مجمع قرطاچنة الثاني المنعقد سنة ٤١٨ ميلادية والقانون رقم ١١٠ : والذى نصه (إن قال أي إنسان أن الأطفال حديثي الولادة لا يحتاجون إلى معمودية أو أنهم يجب أن يعتمدوا لغفران الخطايا لكن ليست فيهم الخطيئة الأصلية الموروثة من آدم والتي لابد أن تغسل بحميم الميلاد الجديد وفي حالتهم هذه لا تؤخذ صيغة المعمودية أنها لغفران الخطايا بطريقة حرفية إنما بطريقة رمزية فليكن محروماً) من لا يعترف بوراثة خطية ادم يكون محروم لأنه وفقاً لرومية ٥: ١٢ اجتازت خطية آدم للجميع ، كما أن مجمع أفسس المسكوني برئاسة البابا كيرلس الكبير السكندري وافقوا على قرارات مجمع قرطاجنة ، وفي نصوص مثل أوشية الراقدين (لأنه ليس انسان بلا خطية ولو كانت حياته يوماً واحداً على الأرض) .

 

ويوضح الأنبا رافائيل أننا حينما نقول أننا ورثنا الخطية ليس معناها انها اختلطت بالجسد الإنساني لأن الذين يرفضون وراثة الخطية يظنوا أننا نعتبر الخطية اصبحت مادة materialized ، لكن لا ليس شرط كلمة وراثة تعبر عن مادة محسوسة او جينات ، فنحن كنا في آدم حينما أخطأ وحسبنا خاطئين فيه، وفي المسيح بالإيمان والمعمودية والافخارستيا ننال بر المسيح، في القداس الباسيلي نقول عندما خالفنا وصيتك بغواية الحية سقطنا من الحياة الأبدية وطردنا من فردوس النعيم وفي طقس معمودية الاطفال نقول ” أنعم عليهم بغفران خطاياهم وامنحهم نعمتك أن ينالوا الشفاء من الخطية المهلكة ” ، وفي صلاة الصلح للقديس ساويرس الأنطاكي يقول انت العارف كخالق جبلتنا أنه ليس مولود امرأة يتزكى أمامك.

في كل البشرية لا يوجد أحد ليس ابن آدم ولكن ليس كل البشرية ابناء الله ، فقط الذين قبلوه صاروا اولاد الله ، كل أولاد آدم ورثوا منه الخطية لكن أبناء الله فقط هو من تحرروا من الخطية في المسيح ، والله وعدنا بالحياة الابدية ونستفيد من المسيح حالياً بالبر وهي أهم عطية لنا من المسيح.

تأليه الإنسان

أما بدعة تأليه الإنسان يقول الأنبا رافائيل ، جاءت في الكتاب المقدس ثلاثة فئات ذكر عنهم أنهم يتألهوا : الإنسان ، الملائكة ، الشيطان والصفة التي تجمع بينهم جميعاً : العقل والأبدية والحرية .

وعندما أخطئ الإنسان وسقط تشوهت الصورة فأتي المسيح ليرجعنا على صورة الله وعبر عنها الآباء ببساطة بكلمة تأليه والبعض يعترضوا على ترجمة الكلمة لكن لا يمكن طبيعتنا تتغير لطبيعة إله ، القديسين أكدوا بنوتنا لله هي بالنعمة بالتبني وليس بالطبيعة.

ومعلمنا بطرس عبر عنها بكلمة شركاء الطبيعة الإلهية بمعنى أن حياة الله تنسكب فينا ، والمجد الأبدي نوع من التأليه لكن بينما نحن مازلنا على الأرض نسقط ونحتاج التوبة لنكون في شركة الله لكن الوعد الذي اعطانا الله وعد بالحياة الابدية وعدم الفساد والجلوس معه في الأبدية وحين قال السيد المسيح في يوحنا ١٧ “أنا اعطيتهم المجد الذي اعطيتني” له مجد في ناسوته أخذه بالقيامة من الأموات ويعطينا أياه عندما نقوم من الأموات في اليوم الأخير لكن مجده الذاتي لم يأخذه من أحد ، وفي تجسد السيد المسيح نوصف اتحاد اللاهوت بالناسوت نقول بغير اختلاط ولا تغيير بمعنى أن إنسانيته لم تتحول إلى لاهوت.

السيد المسيح استخدم نفس النص الذي جاء في المزمور حين سألوه كيف انت انسان تجعل نفسك إله ؟ قالهم ألم يقل في ناموسكم انا قلت انكم آلهة وبنو العلي كلكم ولا يمكن أن ينقض الناموس ، إذاً لا تحول في طبيعتنا إلى آلهة ، والمجد الأبدي ليس مجد الألوهية لأننا لا نستطيع ان تحمله.

هل الكتاب المقدس به رموز وأساطير ؟

وجاء السؤال هل الكتاب المقدس به رموز وأساطير ؟ ليجيب الأنبا رافائيل أن معنى الأسطورة هي عندما ينتقل خبر حدث ما من شخص لشخص ومن جيل لجيل مع الوقت تحاك حوله الكثير من الأقاويل ويبعد عن الحقيقة و يتحول إلى أسطورة أو خرافة ونحتاج لوكالة أخبار صادقة لنقل الخبر الحقيقي الصحيح ، أما الكتاب المقدس نقل لنا القصة الحقيقية من المصدر نفسه وهو الله.

ونحن نؤمن بالوحي المقدس وموسى أخذ المعلومات من الله لأن الله هو المصدر الأصلي لهذه القصص ، أيضاً السيد المسيح صدق على المعلومات في كتب موسي و استشهد بأكثر من قصة من العهد القديم مثل : امرأة لوط – يونان – الطوفان – آدم وحواء – أبراهيم.

ويضيف الأنبا رافائيل ، أن هذا لا يمنع انه يوجد تفسير رمزي للكتاب المقدس حيث نقرأ الكتاب المقدس بروح المسيا ، كما أن التفسير الرمزى لا يلغي البعد التاريخي بل يضيف معنى مسياني بدأها المسيح في إنجيل لوقا اصحاح ٢٤ مع تلميذي عمواس والتفسيرين يخدموا نوع آخر من التفسير وهو التفسير الروحى .

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.