
نظمت سفارة جمهورية فنزويلا البوليفارية في مصر ندوة دولية عبر الإنترنت، أمس السبت، تحت عنوان "السياحة في مصر وفنزويلا: الرؤى الحكومية والآفاق المستقبلية"، ونُظمت تحت رعاية وزارتي الخارجية والسياحة في فنزويلا، وتحت إشراف سفير فنزويلا في القاهرة السفير عمر ويلمر بارنيتوس.
تُعدّ هذه الندوة جزءًا من الاحتفالات الاستراتيجية بيوم السياحة العالمي، وتُخلّد، بأهمية بالغة، ذكرى مرور 75 عامًا على العلاقات الدبلوماسية المثمرة بين فنزويلا ومصر. وهذا يعكس التزام بعثتنا الدبلوماسية الراسخ بتعزيز العلاقات الثنائية ودعم التعاون السياحي المشترك بفاعلية.
آفاق جديدة للتعاون
أدار الأستاذ إبراهيم العسال، مستشار السياحة والثقافة بالسفارة، ولم يقتصر دور الدكتور العسال على توجيه النقاش بخبرته العريقة، بل أعرب أيضًا عن تقديره العميق للدور المحوري للسفير بارنيتوس في صياغة ودعم هذا المشروع السياحي الثنائي الطموح.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد السفير بارنيتوس الأهمية الحاسمة للندوة الإلكترونية كمنصة استراتيجية لاستكشاف آفاق جديدة للتعاون، وتحفيز تبادل المعرفة والخبرات، وصولًا إلى بناء مستقبل سياحي مزدهر ومستدام بين البلدين الشقيقين. وقد جمعت الندوة الإلكترونية نخبة من الشخصيات الأكاديمية البارزة وخبراء القطاع من كلا البلدين. ومن منظور مصري، قدمت الدكتورة غادة حمود، عميدة كلية السياحة والضيافة بجامعة السادس من أكتوبر، عرضًا تقديميًا ثريًا حول "السياحة وأنماط السياحة في مصر". وتناول عرضها بالتفصيل الأهمية الاستراتيجية للسياحة كركيزة أساسية للاقتصاد المصري، مسلطًا الضوء على الفوائد المتعددة التي يجلبها هذا القطاع للتنمية الوطنية، والتنوع الكبير في المنتجات والتجارب السياحية التي تقدمها مصر.
ثم تناول الدكتور أشرف عبد المعبود، عميد كلية السياحة والضيافة بجامعة الفيوم، موضوع "الأثر الاقتصادي للسياحة في مصر". ولم يقتصر تحليله الدقيق على كشف مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي وخلق فرص العمل فحسب، بل عزز عرضه بمجموعة شاملة من الإحصاءات والبيانات التي تعكس بدقة قوة وديناميكية صناعة السياحة المصرية.
السياحة في فنزويلا
ومن وفد فنزويلا، قدّمت الدكتورة ناتالي ميروسلافا روميرو كاستيلو، ممثلة المعهد الوطني للسياحة "INATUR"، والدكتور راؤول إنريكي بينافيديس مارتياتو، من جامعة سيمون رودريغيز الوطنية التجريبية، عرضًا شاملًا بعنوان "السياحة في فنزويلا بالأرقام، والخطط الحكومية، والتنوع السياحي".
ولخّص الخبيران الإمكانات السياحية الهائلة لفنزويلا، مسلطين الضوء على البرامج والمشاريع الحكومية الطموحة الهادفة إلى تحديث القطاع وتوسيعه، بالإضافة إلى الثروة الطبيعية والثقافية الفريدة التي تتمتع بها البلاد، وهي عناصر تجعل فنزويلا وجهة سياحية واعدة وجذابة عالميًا. اختُتمت الندوة الإلكترونية بإجماعٍ على الحاجة المُلِحّة لمواصلة هذه اللقاءات وتوسيع نطاقها. ويتمثل الهدف الرئيسي في تعميق التفاهم المتبادل، وتسهيل صياغة خطط عمل ملموسة وقابلة للتطبيق، وتعزيز التبادل السياحي والاستثمارات المشتركة بين مصر وفنزويلا بشكلٍ ملموس، سعيًا لتحقيق التنمية المستدامة والمنفعة المتبادلة لكلا البلدين.