قال ستة نشطاء من جنوب إفريقيا، اعتقلتهم إسرائيل أثناء محاولتهم الوصول إلى غزة ضمن «أسطول الحرية» الإنساني، اليوم الأربعاء إنهم تعرضوا لمعاملة أشد قسوة من غيرهم من المعتقلين بسبب دور جنوب إفريقيا في القضية المرفوعة ضد إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية، وفق ما نقلت وكالة «أسوشيتد برس» .
وقال النشطاء، عقب عودتهم إلى بلادهم، إنهم تعرضوا لمعاملة خاصة بعد أن لاحظ الحراس الإسرائيليون أنهم من جنوب إفريقيا، مؤكدين أن بعضهم واجه إهانات جسدية. وذكرت امرأتان مسلمتان من بين المجموعة أن الجنود الإسرائيليين نزعوا حجابهما بالقوة وأجبروهما على التعري الكامل أمامهم.
جنوب إفريقيا بالمحكمة الدولية
ومنذ عام 2023، تخوض جنوب إفريقيا قضية أمام محكمة العدل الدولية تتهم فيها إسرائيل بارتكاب «إبادة جماعية» بحق الفلسطينيين في غزة، وهي قضية أثارت جدلًا واسعًا على الساحة الدولية.
وقال مانديلا ماندلا، حفيد رئيس جنوب إفريقيا الراحل نيلسون مانديلا، إن النشطاء الجنوبيين الأفارقة في الأسطول «تعرّضوا لمعاملة قاسية»، لأن بلادهم تجرأت على مواجهة إسرائيل من خلال رفع القضية ضدها أمام المحكمة الدولية.
وأضاف ماندلا: «تمت معاملتنا بهذه الطريقة لأننا نمثل أمة تجرأت، عبر حكومتها، على محاسبة إسرائيل العنصرية في المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية».
وفي مؤتمر صحفي بمطار «أو. آر. تامبو» في جوهانسبرج، قالت الناشطتان فاطمة هندريكس وزاهيرة سومار إنهما تعرضتا لإهانة علنية أثناء احتجازهما.
وأوضحت سومار: «اقتادونا خلف حاجز، دفعوا رءوسنا إلى الحائط، وأجبرونا على خلع كل ملابسنا أمام الجنود الإسرائيليين، بينما لم تتعرض النساء الأخريات لمثل هذا». وأضافت: «عندما رأوا جوازات سفرنا وعرفوا أننا من جنوب إفريقيا، تغيرت معاملتهم تمامًا».
في المقابل، نفت وزارة الخارجية الإسرائيلية بشدة مزاعم سوء المعاملة، مؤكدة أن جميع النشطاء عُرضت عليهم فرصة مغادرة إسرائيل طواعية دون احتجاز.
وكان النشطاء الستة من بين نحو 450 ناشطًا شاركوا في «أسطول الصمود العالمي»، المكوّن من 42 سفينة، حاولت كسر الحصار البحري المفروض على غزة وتقديم كمية رمزية من المساعدات إلى القطاع الذي يعاني المجاعة.
وقد تم اعتراض الأسطول الأسبوع الماضي ونقل المشاركين إلى داخل إسرائيل.
وشملت قائمة المعتقلين أيضًا الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، التي أكدت بدورها أنها تعرضت لمعاملة قاسية من قبل الحراس الإسرائيليين، وهي مزاعم وصفتها إسرائيل بأنها «أكاذيب فاضحة».
تجدر الإشارة إلى أن مانديلا ماندلا واجه انتقادات في السابق بسبب ما وُصف بـ«دعمه لحركة حماس»، وقد مُنع العام الماضي من دخول المملكة المتحدة، وفقًا لوكالة «أسوشيتد برس».
وتنفي إسرائيل بشكل قاطع ارتكابها جريمة الإبادة الجماعية في غزة، وتتهم جنوب إفريقيا بأنها «الذراع القانونية لحركة حماس» من خلال القضية التي رفعتها ضدها في محكمة العدل الدولية