تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بذكرى القديس اغسطينوس شفيع التائبين وابن الدموع، وعلى خلفية الاحتفالات قال السنكسار الكنسي إنه ولد القديس أغسطينوس (ملك صغير) في 23 نوفمبر سنة 354 في مدينة تاغستا، وهى بلدة في نوميديا، كان سكانها الأصليون وثنيين، بينما كان معظم المسيحيين فيها من العائلات ذات الثقافة اللاتينية.
والده "باتريكس" كان وثنيًا متوسط الحال، تزوج مونيكا، وكانت فتاة تصغره بأعوام كثيرة، وتمتاز بالوداعة والاستقامة الأخلاقية ودماثة الطباع، لم يمنعها زوجها من ممارسة دينها، بل أنه سمح لها أيضًا أن تعلم أولادها الديانة المسيحية، التي ما لبث هو أيضًا أن اعتنقها، لقد كانت والدته مسيحية من النساء الفاضلات، وكانت تسهر على تربية بنيها سهرًا لا يفتر ولا ينقطع، وكان أثرها عظيمًا وعميقًا في حياة ولدها أغسطينوس.
كان لأغسطينوس أخت، لم يترك التاريخ لنا اسمها، أصبحت رئيسة دير للراهبات وكان له أخ يدعى "نفيجوس"، صار أبًا لأسرة فاضلة. خرج منها راهبتان تخصصتا لخدمة الرب، وفي سنة 370 مكنته الأحوال من الذهاب إلى قرطاجة، فأكمل ثقافته العالية، التي كانت تفتح لأصحابها أبواب مهنة التعليم العالي.
هذا وتلقن من فم والدته أصول الدين المسيحي لكنه ما كاد ينهى دراسة الإعدادية في مدرسة مدورا، على أيدي أساتذة وثنيين، حتى كان قد نسى كل مبادئ الدين، ولم يكتف أغسطينوس في السلوك في مفاسده ورذائله، بل صار يبشر بها حتى أقنع بعض أصدقائه على انتحالها منهم اليبيوس ورومانيانس.
قد وصل أغسطينوس إلى حالة أصعب من ذلك عندما عصى والدته وأضرب عن نصائحها، ثم عاش حياة زوجية غير شرعية مدة طويلة، أنجب خلالها ابنًا يدعى "أديودات" أمن له تنشئة رفيعة المستوى، وقد كان ذكاء هذا الابن مثار إعجاب الجميع، وطالما تناقش مع أبيه في موضوعات عديدة جمعها أغسطينوس في كتابه المعلم، هذا وقد سبب موته، وهو في الثامنة عشرة من عمره حزنًا عميقًا لأبيه".