
لم يمر خبر غرق 12 شخصاً قبل ثلاثة أيام داخل شاطئ النخيل بمحافظة الأسكندرية، على إيهاب الملحي،47 عاما، منقذ شواطئ، بشكل عابر، حيث اعتاد أن يلجأ إليه أهالي الغرقى للبحث عن جثامين ذويهم حتى يتمكنوا من إخراجها ودفنها طبقاً لما هو متعارف عليه.
يمتلك الرجل الأربعيني الذي يعمل مديراً مالياً بأحد الشركات بالإضافة لكونه مدرب غوص معتمدا لدى الاتحادين الدولي والمصري، إحدى الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" يحمل اسم "غواصين الخير" وتضم 58 غواصا من مختلف المحافظات ويعملون في مهن مختلفة.
ويقول "الملحي": "فيه 5 جروبات تانيين على الفيس بوك بيضموا 65 ألف غواص على مستوى الجمهورية بنزل فيهم اسم وعنوان والمكان اللي غرق فيه الشخص، ورقم حد قريبه يتواصلوا معاه، وبنشر بياناته وأناشد المتطوعين بيروحوا المكان للبحث وبكون على تواصل مع أهل الغريق والغواص".
يقول "الملحي" إنّه بمجرد علمه بحادثة الغرق التي أودت بحياة مايزيد على 10 أفراد تواصل بشكل سريع وعاجل مع أفراد فريقه للتوجه إلى الشاطئ والمساعدة في عملية انتشال الغرقى، وكان المدرب الأربعيني، قد أكد أنّه وجميع أعضاء الغوص التابعين له لا يتقاضون أجراً أو مقابل العمليات التي يقومون بها: "بنعمل كل ده لوجه الله وعشان نهدي أهل الغريق ونجبر بخاطرهم، الصدمة بتكون كبيرة والفاجعة بتكون أصعب لما مايلاقوش جثة ابنهم عشان يدفنوها وفي ناس بتقعد بالسنين عند البحر ينادوا على حبايبهم اللي غرقوا ومش عارفين يلاقوهم، القهرة بتكون أضعاف".
ويتابع "الملحي" أنهم تمكنوا من انتشال جثة 11 غريقا بعد ثلاثة أيام من العمل المتواصل ابتداء من عصر الجمعة الماضي وحتى يوم الأحد: "أول ما وصلني الخبر جهزنا أنا والفريق بتاعي تلات عربيات واتجهنا للشط وكان معانا كل أدواتنا اللي بنستخدمها ومش بنشيلها من العربية خالص".
وتتكون تلك الأدوات من بدلة الغوص السميكة وحبل وتانك الهواء وقفازات وكشاف نور لمساعدتهم على الرؤية بشكل أوضح في الظلام: " بنزل شخصين في أي مكان واحد لابس كل الزي عشان بيغطس والتاني بيساعده وساعات بيكون معاه خنجر عشان لو في أي حاجة بتعوق الوصول للغريق يتخلصوا منها".
ويقول: "قدرنا بفضل ربنا نخرج كل اللي غرقوا في شاطئ النخيل باستثناء غريق واحد دورنا عليه في أغلب الحواجز اللي جوه البحر بس لسه مالهوش أثر لأن البحر موجه عالي جداً فعملية البحث بتكون أصعب".
ويشير الغواص الأربعيني، إلى أنّه هناك مجموعة من الغواصين يبيتون ليالي عند الشواطئ ليستأنفوا رحلة البحث مبكراً بمجرد ظهور أشعة الشمس: "خلال الأيام اللي فاتت فيه أكثر من 40 غواص متطوع راحوا الشواطئ عشان يساهموا في البحث عن الجثث لأن عدد الغرقى كبير وده بيتطلب عدد غواصين أكبر"، ويتابع: "يوم الجمعة وتحديداً آخر النهار الإنقاذ النهري منع نزولي البحر يوم عشان خطر الدوامات السريعة اللي بتكون كثافتها أعلى بالليل بس أنا صممت وجبت تصريح وقدرت أنزل بالفعل وخرجت غريق".
ويقول "الملحي" أنّ الغرقى تم انتشالهم من اماكن وحواجز مختلفة: "واحد طلع من الحاجز التالت وواحد من الحاجز الأولاني وواحد من منطقة أبو تلات، وفي ناس ظهرت على وش الميه".
وتوجه الغطاس صباح اليوم الاثنين إلى مصيف بلطيم للمساهمة في عملية البحث واستخراج جثة أحد الشاب الغرقى: "في 4 غواصين من كفر الشيخ تبع فريق المتطوعين متواجدين هناك وبتابع معاهم بالتليفون عشان أوجههم بشكل صحيح خلال عملية البحث لأن الولد بقاله أكتر من تلات أيام مش ظاهر".