قدم نيافة الأنبا جبريل أسقف النمسا والقطاع الألماني ورئيس دير الأنبا أنطونيوس بالنمسا، اليوم، رسالة فرح جديدة ضمن سلسلة يوميات الفرح التي تقدم يوميا في الثامنة مساءً عبر الصفحة الرسمية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
فال نيافته خلالها: “إن حياة القيامة في الخماسين مرتبطة بالفرح الروحي، وفرح الإنسان مرتبط بعلاقته بالله، فالله خلق أبونا آدم وأمنا حواء ودعاهما للفرح، وأعطاهما وصية بسيطة، لو تبعها كان سيعيشان حياة كلها فرح دائم مع الله، ولكنهما سقطا في عصيان الوصية وفقدا فرحهما” .
وأضاف: “أن الله عاد وفدى البشرية وأعاد الفرح للإنسان، وقال “ولكني سأراكم أيضاً فتفرح قلوبكم” (يو ١٦: ٢٢ )، وقد أرتبط التلاميذ في علاقة قوية بالسيد المسيح كمعلم ومخلص وإله وحبيب وصديق، وكانوا في حياتهم مع السيد المسيح دائما فرحون ولا يحملون الهم، ولكن عندما قال لهم “أما أنا الآن ماضٍ إلى الذي أرسلني” (يو ١٦ :٥)، حزنوا، فقال لهم أنتم تحزنون الآن ولكني سأركم أيضا فتفرحون، وحدث أعجب فرح وذلك عند صعود السيد المسيح إلى السماء، حيث قال الكتاب المقدس عنهم أنهم “رجعوا أورشليم بفرح عظيم”، على الرغم إنه شئ غير متوقع أن يفرح التلاميذ بصعود السيد المسيح، ولكن حدث ذلك لأن كل ما قاله السيد المسيح لهم أصبح حقيقة وحدث بالفعل كل ما كلمهم به، كما أرسل بعدها لهم الروح القدوس المعزي” .
وتابع: “أن الحدث العجيب الثاني الذي كان به فرح هو أستشهاد القديس أستطفانوس حيث كانت كل آلامه جسدية ولكن روحه كانت في حالة فرح عظيم جدا لأنه كان يشاهد وقتها المسيح ابن الله على يمين العظمة، وشهد الحاضرين أن وجه أستطفانوس كان يشبه وجه ملاك، وهذا دليل على الراحة والفرح والسلام” .
وستطرد: “أن هاتان القصتان تواضحتان أن الفرح في المسيحية عظيم لا يؤثر فيه الموت أو الضيقة أو الآلم ، وحتى في الحزن الروحي المسيح يرافق ويعطي اللإنسان سلامه الذي يفوق كل عقل، وأضاف أن أول سبب للفرح هو تنفيذ الإنسان للوصية وعيشها كما قالها الله ولكن عندما يكسرها يصبح حزين، وثاني سبب: هو النظر الدائم للسيد المسيح والتأمل في أعماله ومحبته مما يجعل الإنسان يشعر بالإطمئنان، وأنه معه كل الأيام . السبب الثالث للفرح هو: السجود والمطانيات كالتلاميذ عندما سجدوا للسيد المسيح عند صعوده للسماء. السبب الرابع للفرح هو الصلاة لأنها الباب الوحيد للتوبة، وكذلك للسلام الذي يملئ قلب الإنسان بالافراح. السبب الخامس: كلمة الله “الكتاب المقدس” الملئ بوعود الله مما يعطي طمأنينة لقلب الإنسان وحياة وطريق لروحه. السبب السادس: التناول بعد أستعداد وتوبة وإعتراف، كما لو حفظ الإنسان نفسه طوال يوم التناول سيظل فرحا بل سيظل فرحا طوال الأسبوع، إلى أن يتناول مرة أخرى”.
وختاما أكد نيافته: “أن الفرح دعوة مسيحية أكيدة ومقدسة ومرتبطة بعلاقة الإنسان بالله، لكن هذه الدعوة من الممكن أن تكسر بالخطية، فمن ضمن معطلات الفرح في حياة الإنسان طاعة الخطية، كذلك عدم النظام والملل في الحياة الروحية، وأيضا الفرح من الممكن أن يضيع بسبب عدم الغفران، والبعد عن وسائط النعمة، كما يعتبر نسيان الإنسان للسماء سبب حزن وضيق لأن الأرض بها الكثير من المتاعب والضيقات، ولكن الإنسان الناظر إلى السماء يحتمل لأنه يعلم أن هذا التعب سينتهي عندما يذهب إلى السماء”.