قالت رتيبة النتشة، عضو هيئة العمل الوطني والأهلي للقدس المحتلة، إنه رغم حالة الامتعاض الإسرائيلي الكبيرة بسبب فتح قناة اتصال مباشر أو مفاوضات بين الفريق التفاوضي الأمريكي وحركة "حماس"، إلا أن كل المؤشرات تدل على أن إسرائيل غير قادرة على رفض أي مقترح أمريكي أو التمرد على أي صفقة يتم التوصل إليها مع الجانب الفلسطيني.
وأوضحت "النتشة"، في تصريحات لـ"الدستور"، أن المعطيات الأمريكية الحالية تشير إلى مؤشرات إيجابية للغاية واحتمالات مرتفعة لإمكانية التوصل إلى اتفاق مع حماس، قد يشمل إطلاق سراح جميع الأسرى، سواء كانوا إسرائيليين أو فلسطينيين، مضيفة أن المفاوض الأمريكي آدم بهلر، المسئول عن هذا الملف، ألمح في مقابلاته الأخيرة إلى أن التوصل لهذا الاتفاق قد يستغرق عدة أسابيع، ما يعني أن هناك أفقًا حقيقيًا لصفقة قريبة، لكنها لن تكون وفق الآليات والسيناريوهات التي طُرحت في الزيارة السابقة أو تلك التي ارتبطت بمراحل اتفاق وقف إطلاق النار الثلاث، مرجحة أن نشهد اتفاقية جديدة ومختلفة.
وفيما يتعلق بالحديث الإسرائيلي المتكرر عن وزارة أو لجنة مختصة بالتهجير الطوعي لغزة، أشارت "النتشة" إلى أن بعض الخطابات السياسية الإسرائيلية، حتى تلك الموجهة للناخبين، تعكس مؤشرات على قرب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
وأردفت: "حتى في خطاباته أمام جمهوره المتطرف، تحدث نتنياهو عن صعوبات كبيرة في تنفيذ فكرة التهجير، وضرب مثلًا بأن إخراج 5000 شخص يوميًا من غزة سيصطدم بعقبات ضخمة، منها رفض الدول استقبالهم، وصعوبة تفريغ غزة بالكامل، وهو أمر قد يستغرق سنوات طويلة".
وأضافت: "هذا الخطاب يوحي بأن مشروع التهجير الطوعي الذي خصصت له لجنة وربما وزارة وميزانيات، لن يكون قابلًا للتنفيذ في المدى القريب، بل هو هدف بعيد المنال، وربما استراتيجية بعيدة الأمد قد تراهن عليها إسرائيل مستقبلًا".
واختتمت "النتشة": "كل هذه المؤشرات تؤكد أن هناك تمهيدًا داخل إسرائيل لقبول اتفاق وقف إطلاق نار، مع محاولة إقناع الجمهور المتطرف بهذا المسار، من خلال الترويج لمشاريع بعيدة المدى مثل التهجير الطوعي"