«تطور لا يهدأ».. بقلم الأنبا إرميا
02.07.2020 04:31
Articles مقالات
المصرى اليوم
«تطور لا يهدأ».. بقلم الأنبا إرميا
Font Size
المصرى اليوم

بقلم الأنبا إرميا

تحدثنا بالمقالة السابقة عن محاولات الإنسان لاختراع الحاسوب الآلى، ورحلة تطوره عبر خمسة أجيال. وخلال هذه الرحلة من تطور الحواسيب الآلية، ظهرت الهواتف المحمولة، وشبكة الإنترنت. وقد بلغ البشر تقنيات عالية فى الاتصالات تشهد حاليًّا بَدء جيل خامس 5G، وقد كان كل هذا التطور التقنى وما سيليه هو بهدف رفع كفاءة خدمة الاتصالات.

 

وحسب الهاتف الراديوى جيل ما قبل الجيل الأول المرموز له بـ0G، وذلك بَدءًا من عام 1946م، فقدم خدمة الهاتف الجوال (MTS) وهاتف السيارة الراديوى (ARP) وغيرهما.

 

ثم جاء الجيل الأول: 1G، فقدم للبشرية الهاتف المحمول الذى به يمكن إجراء اتصال فقط؛ فكانت الانطلاقة عام 1979م فى الولايات المتحدة الأمريكية. واستخدم ذلك الجيل موجة مقدارها 824- 894 ميجاهرتز، بسرعة نقل بيانات تصل إلى 144 كيلوبايت/ثانية.

 

وعام 1990م، قدمت فنلندا الجيل الثانى: 2G؛ فزُود الهاتف الخلوى بإمكانية بث رسائل نصية (SMS)، ورسائل مصورة (MMS)؛ وأصبحت الموجات المستخدمة 380- 1800 ميجاهرتز، وإن ظلت سرعة نقل البيانات 144 كيلوبايت/الثانية. والفارق الأساسى بين الجيلين أن الإشارات المستخدمة فى الجيل الأول تناظرية، ثم تحولت إلى رقْمية بالجيل الثانى.

 

أما الجيل الثالث: 3G، فجاءت انطلاقته من اليابان عام 2001م، وإلى دُول أوروبا عام 2003م، مستخدمًا طيف موجات 900-1800 ميجاهرتز، لترتفع سرعة نقل البيانات إلى 14 ميجابايت/ثانية، مقدمًا إمكانية تصفح شبكة المعلومات الدُّولية Internet، والمحادثات المرئية، وتنزيل الملفات الموسيقية التى اشتُهر بها ذلك الجيل، إلى جانب الاتصالات الصوتية والرسائل النصية والرسائل المتعددة الوسائط، وإرسال الصور والبيانات، واستخدام تطبيقات المحادثة.

 

ثم كانت انطلاقة الجيل الرابع 4G عام 2009م من كوريا الجنوبية؛ ليقدم تقنيات أعلى فى المحادثات الصوتية، وسرعة إرسال بيانات وصلت إلى 100 ميجابيت/ثانية بين أى نقطتين فى العالم، بطيف موجات 800-2000 ميجاهرتز؛ ولتشهد الإنترنت زيادة هائلة فى السرعة مع جودة عالية. ويدعم هذا الجيل آلية IPv6 السامحة باستخدام عدد كبير جدًّا من الأجهزة.

 

ومع حُلول عام 2020م، بدأت بعض دُول العالم فى إجراء تجارب على تقنيات الجيل الخامس 5G، الذى يًعد أسرع من الجيل الرابع 4G كثيرًا؛ حيث تصل سرعة نقل البيانات إلى جيجابايت واحدة/ثانية، مستخدمًا طيف موجات 100-300 جيجاهرتز: أى أنها أسرع من الـ4G بـمائة مرة على الأقل! ويذكر التقنيون أن سرعتها ربما تصل 1000 مرة حيث إنها قادرة على تنفيذ 100 مليار عملية/ثانية!! ومع بَدء ظهور جيل 5G، بدأت الأبحاث فى دراسة تأثير لتردد موجاته ـ وهى ملِّيمترية تعادل ترددات المايكروويڤ ـ فى صحة البشر وحياتهم!

 

إلا أن سعى الإنسان نحو التطور لا يهدأ ولا يكل؛ فقد أعلنت الشركة اليابانية NTT DoCoMo بيانًا صحفيًا تروج فيه لنظام اتصالات لجيل سادس 6G، بدأت تباشيره بأبحاث منذ عام 2018م، هادفةً إلى إطلاق شبكاته بحُلول عام 2030م. وجدير بالذكر أن هذه الشركة اليابانية، التى أنشئت عام 1991م، كانت قد كوَّنت شبكات تجريبية للجيل الخامس عام 2017م؛ لتؤسس فى مارس من العام الحالى شبكتها الخاصة، واضعةً اليابانَ فى مصاف الدول الأولى التى أطلقت شبكة 5G. وقد أطلقت الشركة خدمة نظام التحذير من الزلازل المبكر وغيرها من الخِدمات التى تنذر على نحو مبكرًا من وقوع كوارث طبيعية بالمنشآت وتنظم إخلاءها. وذكرت الشركة فى إعلانها أنها سوف تستمر فى تعزيز إمكانات الاتصال الفائقة السرعة ذات القدرة الكبيرة والكمون المنخفض، وعدد هائل من أجهزة الاتصال بتقنية 5G؛ مواصلة بحوثها وتطويرها لـ5G وتقنيات 6G، و... وفى مِصر الحلوة الحديث لا ينتهى!

 

* الأسقف العام

 

رئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.