تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية بذكرى استشهاد القديس اسطاثيوس وولديه وزوجته، وبهذه المناسبة قال السنكسار الكنسي إن في مثل هذا اليوم استشهد القديس أسطاثيوس وولداه اللذين كانا من وزراء مملكة الرومان، وكان في أول أمره لا يعرف الله، ولكنه كان كثير الصدقة والرحمة، فلم يرد الرب أن يضيع تعبه سدى.
كيف عرف المسيح؟
إذ بينما كان يرصد صيد الوحوش في البرية ظهر له مثال صليب من بين قرون أيل مرتفعا إلي السماء . فطارد الأيل في الجبال يريد صيده، فخاطبه الرب وعرفه باسمه الجديد وهو أسطاثيوس، لأنه كان يسمى قبلًا أفلاكيدس وأمره أنه يتعمد باسم المسيح، وأنذره بفقر يأتيه عاجلًا، فلما سمع ذلك ترك الجبل، وتعمد هو وزوجته وولداه من أسقف المدينة، وغير اسمه إلى أسطاثيوس كما أمره الرب .
ثم وزع في الحال كل ما كان له من العبيد والجواري والمواشي والأموال، وأخذ زوجته وولديه وخرج من مدينة رومية وركب مركبًا، ولما لم يكن معه الأجرة أخذوا امرأته نظيرها، فاخذ ولديه وسار إلى نهر، فعبره بأحدهما إلى الشاطئ الآخر، وعاد ليأخذ الثاني فلم يجده لأن أسدًا أخذه.
فرجع ليأخذ الأول فلم يجده أيضًا لأن ذئبًا خطفه، فحزن حزنا عظيما على فقد زوجته وولديه، وبقى مدة من الزمان يشتغل حارسًا في بستان، إلى أن مات ملك رومية وملك آخر بدلًا منه، فأرسل رسلا للبحث عن هذا القديس، وحدث صدفة أن أحد الرسل دخل البستان الذي يحرسه القديس، فعرفا بعضهما ورجع به إلى الملك، فأكرمه وأعاده إلى مرتبته الأولى.