ونحن فى أيام الخمسين المقدسة ونحتفل بالقيامة المجيدة احتفالاتنا ليست احتفالات تاريخية ولكنها احتفالات للحياة.
نحن نهتم برقم 5 وهو له مدلولات كثيرة فى الكتاب المقدس
1- الجراحات الخمسة.
2- مثل العذارى الحكيمات والجاهلات.
3- حواس الإنسان الــ 5.
4- والخمسة تعنى القوة.
وذلك أن ينجينا الله من 5 أشياء:
نجنا من كل حسد ومن كل تجربة ومن كل فعل الشيطان ومؤمرات الناس الأشرار وقيام الأعداء الخفيين والظاهرين.
وفى أوشية الانجيل هناك عبارة خماسية وهي:
لأنك أنت هو
حياتنا كلنا
خلاصنا كلنا
شفاؤنا كلنا
رجاؤنا كلنا
وقيامتنا كلنا
تعالوا نشرح كل نقطة فى دقائق:
بعد الصليب والقيامة نحن نشكره على هذه الحياة الجديدة (الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله) .. لما حدثت القيامة جعلتنا نخاطب الله ونقول:
1- لأنك أنت هو حياتنا كلنا :
يقصد بها أنت الذى أعطيتنا الحياة السماوية صار لك نصيب فى السماء وقال (أنا ذاهب لأعد لكم مكانًا) ..
فهل أنت محافظ على نصيبك من خلال حياتك الروحية ؟ .. لأنه قد صار لنا إمكانية الوجود فى السماء.
فى أحداث الصليب والفداء صار للإنسان إمكانية العودة للسما لذلك فنحن نقول له (لأنك أنت حياتنا كلنا) ومع العمر الطويل يجب على الإنسان أن يترك الحياة على الأرض ولكن إلى أين يذهب ؟!.
2- لأنك أنت هو خلاصنا كلنا :
الخلاص الذى تم على خشبة الصليب هو صلب وحمل خطايانا .. لما تنظر للصليب تقول له كان يجب يارب أن أكون أنا شاول الطرسوسي حينما آمن بالمسيح، قال له: ماذا تريد يا رب أن أفعل فنال بركات الصليب.
السيد المسيح قال على الصليب أنا عطشان لم يقصد العطش فى حد ذاته لكنه عطشان لكل نفس .. والابن الضال حينما ترك بيت أبيه ظن أنه سوف يجد الحرية ولكن تدهور به الحال حتى وصل إلى مزرعة الخنازير ووجد نفسه جائع فقال: أقوم الآن واذهب إلى أبي .. وأجمل هدية قدمها له أبوه هو الأحضان المفتوحة. المسيح أيضًا أحضانه مفتوحة لكل نفس تعيش فى الخطيئة ، المسيح يقول أنا عطشان لكل نفس.
3- لأنك أنت رجاؤنا كلنا : وكلمة الرجاء كلمة جميله تعنى الأمل القائم على الإيمان .. قبل قيامة المسيح كانت حياة الإنسان بين نقطتين التفاؤل والتشاؤم ؛ولكن بعد قيامة المسيح أعطانا خط جديد وهو خط الرجاء .
جعلت الكنيسة فى القرن العاشر أن تنقل جبل المقطم.
يجب أن يكون رجاؤك في المسيح قوي ويستطيع أن يحقق المعجزات ، وهناك مرض اسمه مرض اليأس وحرب اسمها حرب اليأس ويشكك فى محبة ربنا ومحبة المحيطين بك أما أنت الذي تمتعت بالقيامة تقف على الجميع وتقول لأنك أنت رجاؤنا كلنا ..
اوعى تفقد الأمل.
4- لأنك أنت شفاؤنا كلنا :
نسمي المسيح الطبيب الحقيقي وعندنا فى الكنيسة سر مسحة المرضى .. هو شفاؤنا من مرض الخطية .. جاءوا للمسيح بإنسان أعمى وأخرس ومجنون فشفاه السيد المسيح.
هذه الثلاثية هي ما تصنعه الخطية فى الإنسان .. الخطية تجعل الإنسان لا يرى الخطية .. تجعل الإنسان لا يتحدث مع الله .. الخطية تجعل الإنسان تحجز تفكيره عن الله.
فى بعض الأحيان يكون الإنسان تحت عادة سيئة ، فكرة وحشة ، علاقة وحشة ...إلخ
إن وضعت رجاءك فى المسيح وقلت له: أنت اللى تقدر تقوينى فى كل شئ أنت اللى تقدر تشفيني من هذه الخطية (ضع يا رب حافظًا لفمي وبابًا حصينًا لشفتيَّ).
5- لأنك أنت هو قيامتنا كلنا:
قوة القيامة التى صنعت العجب فى حياه التلاميذ.
بطرس الرسول الذى أنكر المسيح فى أحداث الصليب ورجع لصيد السمك وقابله المسيح وقال له (اتحبنى يا بطرس)
أنت تعلم يا رب إنى أحبك ويكلفه المسيح برعي خرافه كأنه أقامه من جديد ويقف بطرس يوم الخمسين بشجاعة ويعظ فيؤمن ثلاثة آلاف نفس.
والقديس أغسطينوس عاش زمانًا في الخطية ولكن فى وقت معين يتوب ويقيمه الله .. يتوب ويسجل اعترافاته كتابيا ونسمع عنه أنه تحول قديسًا ونسمع أيضًا عن مريم المصرية التي عاشت فى الخطية زمانًا طويلًا ويقيمها الله وتقدم توبة.
هذه الخمسة يصليها الأب الكاهن ونصليها نحن معه.
يعطينا الله أن نحيا فى هذه المعاني الروحية.