![هناك صراع خفي بين فرنسا وروسيا في القارة الأفريقية هناك صراع خفي بين فرنسا وروسيا في القارة الأفريقية](https://cdn.elwatannews.com/watan/840x473/21141911341623089746.jpg)
حدثت العديد من التطورات المهمة في منطقة الساحل الإفريقي في الأشهر الأخيرة، كان في مقدمتها، إعادة تنشيط عمل متمردي «جبهة التغيير والوفاق»، الأمر الذي أدى إلى مقتل الرئيس إدريس ديبي، ثانيها، الفتور الخطير في العلاقات بين فرنسا وجمهورية إفريقيا الوسطى، والذي تم التعبير عنه في إنهاء التمويل وفسخ اتفاقيات التعاون العسكري، في كلتا الحالتين، فالحديث المستعمرات الفرنسية السابقة، المهمة لباريس من الناحية الاقتصادية.
وفي أوائل أبريل، بدأ المتمردون بنقل المسلحين عبر الحدود التشادية الليبية وحاولوا مهاجمة عاصمة البلاد نجامينا.
كما شنت فرنسا حملة ضد وجود المدربين العسكريين الروس في جمهورية إفريقيا الوسطى، واتهمت باريس قيادة البلاد بتأجيج المشاعر المعادية لفرنسا وجمدت عدة اتفاقيات مهمة بين البلدين.
وتعزز حضور روسيا في إفريقيا الوسطى بعد تقديم موسكو دعما إضافيا لنظام الرئيس فوستين أرشانج تواديرا في مواجهة متمردين أطلقوا هجوما لعرقلة الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
وبدأت موسكو منذ 2018 حملة دبلوماسية ومالية في عدة دول إفريقية من بينها هذه المستعمرة الفرنسية السابقة التي تشهد حربا أهلية منذ ثمانية أعوام، بحسب «فرانس 24».
وسلمت روسيا أسلحة لإفريقيا الوسطى خلال العامين الماضيين بعد منحها استثناءً من الحظر الأممي على السلاح المفروض على البلد.
وفي الأسبوع الماضي اجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مقابلة اتهم من خلال روسيا بمشاعر مناهضة للتواجد الفرنسي في جمهورية أفريقيا الوسطى، وحكم من خلال هذه المقابلة على الرئيس فوستان أرشانج تواديرا على إنه رهينة المدربين الروس المتواجدين في البلاد لتدريب الجيش الحكومي هناك.
وأرجع مراقبون ذلك إلى أن فرنسا في حاجة ماسة إلى النفوذ في القارة الإفريقية بشكل عام وفي جمهورية افريقيا الوسطى بشكل خاص، وهي تحاول بشكل أو بآخر العثور على منفذ لإستعادة سمعتها التي ضاعت في الآونة الأخيرة.
وبعد تصريحات ماكرون قال عالم الاجتماع الروسي ماكسيم شوغالي، قائلا: «لا يمكنني أن أبقى صامتا ولا أرد على هذا التشهير ضد روسيا وجمهورية أفريقيا الوسطى».
وأضاف شوغالي: «رأينا أفعال ماكرون في تشاد وتمكن من الإطاحة بالرئيس التشادي إدريس ديبي، والقذافي في ليبيا، و مالي وجمهورية افريقيا الوسطى وغيرها من البلدان الأخرى، إن سياسته في إثارة النزاعات في البلدان الإفريقية لن تؤدي الى خير».
وتدعم موسكو بشكل معلن سلطة الرئيس تواديرا حيث وقعت معه مؤخرا اتفاق تعاون عسكري وفتحت قبلها في عام 2019 مكتبا عسكريا في بانجي يشغله أربعة جنرالات روس.
في 11 مايو الجاري، اعتقل مواطن فرنسي في عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى، بانجي، حيث تم العثور معه على كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة، وخلال التحقيق معه، ثبت أنه على صلة بجماعة «سيليك» المتمردة العاملة في شمال جمهورية إفريقيا الوسطى.
تجدر الإشارة إلى أنه في كلتا الحالتين، كانت تملي على تصرفات باريس معلومات تفيد عن تقارب مستعمراتها الأفريقية السابقة مع موسكو.
حيث أنه في عام 2018، تم التوصل إلى اتفاق بين تشاد وروسيا لاستثمار 7.5 مليون يورو في اقتصاد البلاد، كما تعمل روسيا أيضًا على تعزيز موقعها في جمهورية إفريقيا الوسطى، حيث تقدم دعمًا كبيرًا لبانجي لردع المتطرفين داخل البلاد.
كما انحسر نفوذ فرنسا في إفريقيا الوسطى في الأعوام الماضية، خاصة على المستوى العسكري، مع إعادة نشر قواتها لمكافحة الجهاديين في الساحل.
ويرى مارشال أن روسيا نجحت في ملء الفراغ لأنها «تقدم العديد من المصالح لقادة إفريقيا الوسطى»، فهي «بلد يمكنه تقديم أسلحة لهم، وعضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ولها خبرة في مجالي المناجم والنفط»، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس».
ويقدّر المحلل السابق في الاستخبارات الفرنسية المختص في الشؤون الروسية أرنود كاليكا أن «ما تبحث عنه موسكو في إفريقيا الوسطى هو تحقيق إنجاز إعلامي يفيدها في سياستها الداخلية».
ويضيف أنه في الدول الإفريقية «تعرض موسكو اتفاقات أمنية بدون ديون مالية، وتشترط مقابلها منح امتيازات لشركات خاصة».