كلمة البابا تواضروس في لقاء كهنة إيبارشيات محافظة سوهاج
12.01.2020 08:34
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
وطني
كلمة البابا تواضروس في لقاء كهنة إيبارشيات محافظة سوهاج
Font Size
وطني

التقى قداسة البابا تواضروس الثاني، بطريرك الكرازة المرقسية، أمس السبت، كهنة إيبارشيات محافظة سوهاج، بمقر مطرانية سوهاج، وقد ألقى كلمة كان نصها:-

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين.

تحل علينا نعمته ورحمته من الآن وإلى الأبد.. آمين

نقرأ هذه الآية من سفر أخبار الأيام الثاني، وكذلك فقرة من رسالة معلمنا بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس إصحاح ٤.

الآية: ” لأَنَّ عَيْنَيِ الرَّبِّ تَجُولاَنِ فِي كُلِّ الأَرْضِ لِيَتَشَدَّدَ مَعَ الَّذِينَ قُلُوبُهُمْ كَامِلَةٌ نَحْوَهُ..” (٢أخ ٩:١٦)

ربنا في كل صباح ومساء يدور في الدنيا كلها لكي يرى من يستحق القوة .. يبحث عن القلب الكامل.

في رسالة بولس الرسول الثانية لأهل كورنثوس الإصحاح ٤: “مِنْ أَجْلِ ذلِكَ، إِذْ لَنَا هذِهِ الْخِدْمَةُ ­كَمَا رُحِمْنَا­ لاَ نَفْشَلُ، بَلْ قَدْ رَفَضْنَا خَفَايَا الْخِزْيِ(الحاجات اللي في الخفاء) ، غَيْرَ سَالِكِينَ فِي مَكْرٍ، وَلاَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، بَلْ بِإِظْهَارِ الْحَقِّ، مَادِحِينَ أَنْفُسَنَا لَدَى ضَمِيرِ كُلِّ إِنْسَانٍ قُدَّامَ اللهِ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ إِنْجِيلُنَا مَكْتُومًا (الإنجيل المكتوم الذي لا يُعمل به)، فَإِنَّمَا هُوَ مَكْتُومٌ فِي الْهَالِكِينَ، الَّذِينَ فِيهِمْ إِلهُ هذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ. فَإِنَّنَا لَسْنَا نَكْرِزُ بِأَنْفُسِنَا، بَلْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبًّا، وَلكِنْ بِأَنْفُسِنَا عَبِيدًا لَكُمْ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ. لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ: «أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ»، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. وَلكِنْ لَنَا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ للهِ لاَ مِنَّا.”

أنا عارف إن كلكم بتتعبوا في الخدمة وأنتم العمل الرئيسي في عمل الكنيسة الرعوي قبل البطريرك والأساقفة والشمامسة، وعندما يحمل العمل الرئيسي آباء كهنة أمناء يكون عمل رائع أمام المسيح.. من تحت يد الأب الكاهن يخرج البطريرك والمطران والكاهن والشماس وزوجة الكاهن وزوجة الشماس والراهب والراهبة.. وبالتالي مسؤوليتك كبيرة، ليست مجرد مسؤولية يوم الرسامة وانتهى الأمر .. مسؤولية الأب الكاهن مسؤولية عظيمة للغاية.

أنت أيها الكاهن لك دور عظيم جدًا في منظومة الخدمة الكنسية، وأنا بسم الآباء المطارنة والأساقفة بشكركم على تعبكم -اللي في القرية واللي في المدينة واللي في النجع واللي في كنيسة بعيدة واللي مش عارف يكمل العمل بتاعه واللي بيحلم بعمل كبير واللي بيفكر ويضيف للخدمات إضافات جديدة – كل دة أنا بشكركم عليه وسعيد إني أتقابل معاكم.

أنا عايز أتكلم معاكم في ٣ علامات للكاهن الناجح و ٣ خبرات و٣ مهارات.. وعايز أضعهم قدامك وأتمنى إنك تعرف حاجة تضاف إلى خدمتك.

لكن قبل ما أبدأ وأشرح النقاط دي بالتفصيل عايز أقولك إن الكهنوت هو وزنة وأمانة.. هو وزنة ربنا أعطاها لك ومثل الوزنات واضح لنا في اللي أخد ٢ واللي أخد ٥ واللي أخد واحدة.. اللي أخد ٥ واللي اخد ٢ سمع العبارة الجميلة “كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ.”

وكانت الدعوة من صاحب الفرح.. واللي اخد واحدة – وهي وزنة أيضًا – بالرغم أنها قليلة هو لم يتاجر ولم يستثمر ودفنها في التراب.. ولما رجع سيده قال له خدها بترابها، كانت النتيجة إن الشخص اللي أخد الوزنة وأهملها كانت نهايته الهلاك.

الكهنوت وزنة .. وزنة أمانة، الكنيسة بتستودع في شخصك أمانة .. كلنا فاهمين كلمة أمانة -لما أقول لواحد خلي دي معاك أمانة يحتفظ بها كما هي.. أمانة-

والكهنوت كمان مسؤولية واختبار.. يعني ذات يوم ستُسأل عما صنعته .. واختبار إيمان ومحبة ورجاء.

فالكهنوت على الوجهين وزنة أمانة، ومسؤولية واختبار.

أما الـ ٣ علامات الرئيسية لخدمة الأب الكاهن..

١- أن يكون شاهد صحيح للمسيح:

وكلمة صحيح جاءت من كلمة الصحة.. شاهد صحيح للمسيح يعني أن لك علاقة شخصية بمسيحك وتذوقته ولقيته حلو جدًا فتحاول تقدمه لمن ترعاهم، يعجبني منظر حلو أوي للأم لما ربنا يديها طفل صغير تاخد الأكل بتاعه تكسره وتستطعمه قبل أن تعطيه إياه..

أنت شاهد صحيح للمسيح .. كلنا شهود للمسيح اللي في كنيسته واللي في بلده واللي في كنيسة صغيرة واللي في كنيسة كبيرة واللي في كنيسة مشهورة واللي في كنيسة مغمورة .. شاهد صحيح للمسيح.

أيها الأب الحبيب اجعل نفسك شاهدًا صحيحًا للمسيح بعلاقتك الشخصية، بتوبتك الشخصية، بصلاتك الشخصية -أنت بتقود الناس بالصلوات في الكنيسة لكن بصلاتك أنت-

٢- يجب أن تكون معلم قوي بالمسيح.. أول صفة بنشوفها في ربنا يسوع إن هو المعلم الصالح والمعلم الصالح مش بيعلم بالمنهج أو بالدروس لكن بالقدوة.

المعلم قوي عن المسيح.. والمعلم لا يعلم بالمعلومات -مش بيستعرض معلومات- المعلم يعلم بشخصه، المسيح لم يكتب كتابًا المسيح قدم لنا صورة شخص نموذج ومثال.. هو ده الكهنوت.

كما يتغير شكلك الخارجي -كنت بتلبس قميص وبنطلون وكنت بشكل معين- دلوقتي ليك صورة الأب الكاهن، صورة الكاهن ابتسامته، طريقة سلامه، أسلوب وعظه، زيارته، افتقاده، الاعترافات، زياراته ومجاملاته.. في كل ده الناس مش عايزة تسمع كلامك، الناس عايزة تشوف شخصك.. بتسلم على أخواتك الكهنة ازاي وعلى أبونا الأسقف إزاي وعلى الولد والبنت إزاي.. شخصك.. معلم قوي .. طبعًا معلم قوي بالقدوة وأيضًا بالمعرفة الروحية، معرفة الإنجيل.

أنت القناة اللي بتقدم الإنجيل وتشرحه.. والشطارة بتاعتك أنا بخدم في الحقل دة أو في المكان دة .. الناس دي عايزة إيه ؟ لما أقدم للناس دي غير لما أقدم للشباب دول غير لما أقدم في اجتماع سيدات .. إيه الأكل ؟؟ كلنا بنتفنن في الأكل اللي بيتقدم في البيت .. الأب والأم يتفننوا علشان الأولاد نفسهم تتفتح ويأكلوا .. هل نفس الطريقة بتتفنن وانت بتقدم التعليم اللي بتقدمه ولا بتقدم تعليم بايت؟ يعني إيه بايت.. يعني كلام قولته ٢٠ مرة .. كلام من الإنجيل بس قولته بنفس الطريقة ونفس الأسلوب ونفس الموضوع…

معلم قوي عن المسيح..

٣- أنت محب عظيم لأجل المسيح .. دي نقطة مهمة .. عندك طاقة حب أخدتها من صليب المسيح .. أنا مش بقول كلام حلو أنا بقول كلام فعل واختبار .. المسيح اتصلب على الصليب ويقولنا بولس الرسول “لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا.”

يعني أنت بتاخد محبة المسيح الفياضة (هكذا أحب الله العالم) علشان كدة بسميك محب عظيم.

اوعى تكون زي الناس بتخاصم وتقاطع وتزعل وتعاقب عقابات شديدة ملهاش نهاية في رعيتك وفي خدمتك.

محب عظيم لأجل المسيح..لأجل المسيح بنحب كل إنسان ولأجل المسيح اللي جه لكل أحد قلبنا مفتوح لكل إنسان، اوعى يكون قلبك ضيق بيفصل الناس -ده ينفع وده ماينفعش وده أكلمه ودة لا- في فضيلة اسمها فضيلة اتساع القلب بالحب لكل أحد .. كل ما المسيح يدخل قلبك يوسع ويكبر..

من الحاجات الجميلة اللي قولتها قبل كده إن في أرمينيا -كنيسة أرمينيا أرثوذكسية زينا واحنا متعاطفين معاهم وفي أرمن في مصر ولهم أسقف في القاهرة- لما زرت أرمينيا سنة ٢٠١٥ لاحظت حاجة غريبة .. في الفطار يقدموا رمان، وفي الغداء رمان، والعشاء رمان -رمان وحاجات تانية طبعًا- ويضيفوه على كل حاجة فاستغربت هو إيه حكاية الرمان؟ قالولي إن الرمان هو أكتر فاكهة تعبر عن محبة المسيح .. لما نفتح الرمان نلاقيها فصوص صغيرة لونها أحمر دي النفس المفدية بدم المسيح ومرصوصة في تكتلات وبينهم طبقة بيضاء دي المحبة اللي بتجمعنا كلنا .. يجب أن يكون قلب الكاهن مثل ثمرة الرمان ..

محب عظيم لأجل المسيح.

علشان يبقى صورتك ككاهن صورة واضحة شاهد صحيح عن المسيح، معلم قوي عن المسيح ومحب عظيم لأجل المسيح .. الـ٣ علامات دول يرسموا صورتك كأب كاهن.

تاني حاجة أنت محتاج خبرات.. ٣ خبرات مهمين ليك ككاهن تستمر تعملهم علشان تحفظ هوية كهنوتك..أول خبرة هسميها خبرة المكان .. يعني يجب أن يكون ليك بين وقت للتاني خبرة الاعتكاف “قَدِّسُوا صَوْمًا. نَادُوا بِاعْتِكَافٍ.” إحنا شغلنا كتير وسط الناس، طيب ونفسيتي أنا وشخصي أنا ؟ عندما أقابل المسيح أقابله بمفردي .. فخبرة الاعتكاف هنا معناها خبرة إن يكون ليك مكان تعتكف فيه .. مخدعك، الأديرة.. تروح كل فترة، تقابل أب اعترافك .. خبرة الاعتكاف تعني إنك تذهب تقابل المسيح شخصيًا .. تقعد معاه وتوصل للإحساس وللهدوء .. ماتشغلش بالك بتليفون ولا ورق.. كلنا عايزين كدة .. عندكم مسؤوليات البيت زوجتك وأولادك والمدارس والجامعات والسفر ودة بياخد جزء مهم منك .. لكن أنت .

كلكم فاكرين أبونا البطرك اللي زار البرية وسأل فين القديسين اللي هنا ؟ قالوله فلان وعلان بس دة اكتر قديس .. راح يزوره وقاله قل لي كلمة منفعة .. فضل قاعد مستني إن أبونا القديس يقول كلمة منفعة لكن ماقلش .. عدا الوقت وجه واحد من المرافقين لابونا البطرك قال لابونا القديس ياللا علشان سيدنا ينصرف .. رد قاله إذا لم ينتفع من صمتي فلم ينتفع بكلامي .. فابتسم أبونا البطرك وقال هي دي كلمة المنفعة ..

كلنا محتاجين كدة .. محتاج تقعد بينك وبين مسيحك وكأن الكون كله ليس فيه سوى أنت والمسيح.. اختبار صعب جدًا انك تقعد معاه ولا تنشغل بأي شيء .. دي خبرة الاعتكاف .. ممكن في غرفتك في البيت .. تطلب محدش يزعجك ولا تنشغل بأي شيء وتفرح بخبرة المكان ..

تاني خبرة .. خبرة الزمان ..

الزمان لا يتقدس إلا بالصلاة ومن هنا قال المسيح “يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ” لأنه يريد أن زمننا يكون مقدسًا .. كلنا آباء كلنا في الكنيسة باختلاف مسؤوليتنا .. كل واحد فينا بياخد في اليوم ٢٤ ساعة .. بس بتعمل بيها إيه ؟ هو دة الفرق ..

كلنا متساويين الزمن .. بس بتعمل بيهم إيه ؟ دي اسمها خبرة الزمان.. كلما تحول زمانك إلى صلاة يبقى أنت في طريق القداسة .. تقوللي يعني أسيب شغلي وحاجتي والزيارات والبيت والافتقاد والأسرة ؟؟ أقولك لا خلي كل حاجة معجونة بروح الصلاة في كل وقت .. وأنت في الشارع ..

عندنا الصلوات القصيرة .. كيرياليسون لوحدها أقصر صلاة .. صلوات المزامير .. حتى السيدة وهي في البيت تقول مزمور حفظاه .. نقول ترنيمة أو لحن .. اجعل حياتك كلها ممسوحة بزيت الصلاة .. ودي اسمها خبرة الزمان ..

داود النبي في مزمور ٥٥ بيقول عبارة لطيفة جدًا “لَيْتَ لِي جَنَاحًا كَالْحَمَامَةِ، فَأَطِيرَ وَأَسْتَرِيحَ” كلمة جناح وحمامة هنا معناها الصلاة .. لأن الصلاة ترفع الإنسان .. يعني إيه أطير وأستريح ؟ كل ما الواحد مارس وقت في حياته وفي صلواته كل ما كان عنده راحة داخله حتى لو في متاعب في الخارج .. عنده راحة داخلية جوانية ..

خبرة الزمان هي خبرة الصلاة .. أما خبرة المكان هي خبرة الهدوء..

خبرة الزمان هي خبرة مناجاة الله .. في القداس والاجبية والألحان والتسبحة بنقدس الزمان .. لكن أنا بتكلم عنك أنت ..

الخبرة الثالثة هي خبرة الكيان .. الكيان يعني كيانك كأب كاهن .. كيانك الشخصي ..

كياننا كلنا مايجيش غير من خلال الكتاب المقدس .. جدول قراءاتك إيه ؟ القراءة في الكتاب المقدس للتحضير حلوة .. بس أنا بتكلم عن شبعك أنت.. “طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ، لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ.” البر هو المسيح .. وأحد الضعفات الموجودة وسط ناس كتير في شعبنا إهمال كلمة ربنا .. وحل محلها حاجات كتير لا تنتهي .. الموبايل والتليفزيون والنت .. دي أجهزة سرقة عمر الإنسان.

الكتاب المقدس .. أرجوك أيها الأب الكاهن الحبيب، أرجوك انشغل بالإنجيل جدًا وأشغل بيه شعبك ..

قبل البطريركية كنت بخدم في منطقة اسمها كينج مريوط ودي منطقة صحراوية والمستويات هناك ضعيفة جدًا .. فعملت وياهم مشروع حلو اسمه “معًا كل يوم” سميته “2gether” .. كنت عايز كل واحد في البيت يقرا الإنجيل فجبت مجموعات خدام وربنا أعطانا ميكروباص ياخد حوالي ١٢ واحد فينزلوا كل ٢ في قرية ويلفوا على بيت بيت يقعدوا معاهم حوالي ٢٠ دقيقة ويقرأوا معاهم الإنجيل .. بعدين يديهم واجب لغاية الأسبوع اللي جاي ..

في بيوت فيها الأب والأم مش بيقروا فخلينا أولادهم اللي في ابتدائي يقروا لهم كل يوم .. في بيوت مفهاش حد بيقرا خالص فعملنا لهم الإنجيل المسموع .. في بيوت تاني مفهاش كهرباء جبنا لهم أجهزة بالشحن يشحنوهم في أي مكان علشان يقروا بيهم في البيت.

حسبنا نتيجة المشروع بعدين .. لقينا إن في الاعتراف مع الآباء الكهنة الشعب بيعتبر اليوم اللي يهمل فيه قراءة الإنجيل دي خطية لازم يعترف بيها..

وصلنا لهم الإحساس .. من فضلك يا أبونا تأكد واهتم إن كل بيت بيقرأ الإنجيل .. احنا في زمن فيه أناجيل بأشكال وأحجام كتيرة ..

انت اقرأ لكيانك .. في آخر سفر -سفر الرؤيا- يقول كدة “طُوبَى لِلَّذِي يَقْرَأُ وَلِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ أَقْوَالَ النُّبُوَّةِ، وَيَحْفَظُونَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهَا، لأَنَّ الْوَقْتَ قَرِيبٌ.” (رؤيا ٣:١) .. يسمع يعني يطيع، يحفظون .. يحفظ في قلبه وفي حياته .. اهتم إن كل بيت من بيوت الرعية زي ما بيفتح التليفزيون مدة طويلة يقرأ الكتاب المقدس ولو نص ساعة في اليوم .. اهتم بهذه العادة المقدسة .. اعمل برنامج وجدول للقراءة كأنه جدول حصص ..

خبرة الكيان تعني خبرة النضوج الروحي .. خلي الإنجيل يكون مساعد ليك في الخدمة مش في الوعظ .. لكن هما يقروا الإنجيل فكلمة ربنا تشتغل فيهم “لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ.” دة أكبر مساعد وياك .. يساعدك في خدمتك مع شعبك ..

ابتكر كل وسيلة ممكنة علشان الإنجيل يبقى حاضر يوميًا في حياة شعبك ..

دول ٣ خبرات خبرة المكان والزمان والكيان ..

آخر حاجة ٣ مهرات ..

أول مهارة هي تنظيم الوقت .. أغلى شيء في حياتك هو الوقت .. هو العمر .. أنا أعرف كاهنًا مباركًا له في الكهنوت أكثر من ٣٠ أو ٤٠ سنة .. عنده يوم في الأسبوع بتاعه، مش بينزل من البيت .. يحضر، يصلي، يقعد هادي، يفكر .. بقاله على هذا القانون أكتر من ٣٠ سنة .. أصبحت عادة ومحفوظة لشعبه ..

أول مهارة تنظيم وقتك وجدولك الأسبوعي .. ماتسيبش وقتك كدة مش مرتب .. مواعيدك وقداساتك وعظاتك ..

نسق وقتك حلو ونظمه وماتسمحش لحد يسرق الوقت بتاعك.. أسرتك محتاجة وقت وأغلى حاجة تقدمها لبيتك وأسرتك هي الوقت.. في سعادة اسمها سعادة التواجد.. أنتوا كأسرة متجمعين.. دي سعادة.

المهارة الثانية مهارة التفكير المبدع .. أوعى عقلك أو فكرك يكون فكر جامد لا يتطور .. الدنيا تطور حولنا ..المسيحية ليست Static .. المسيحية dynamic.. يعني متحركة وفيها حيوية..

احنا في زمن عندنا شعب وشباب وأطفال ومحتاجين يتربوا بطريقة غير اللي اتربينا بيها ..

حتى لما نقدم التسبحة دلوقتي عايزة نوع من الحيوية من غير ما نغير لا كلامها ولا لحنها .. لكن الحيوية بتخلية تتذوق كلماتها ..

في مرضين بنقع فيهم كلنا .. المرض الأول هو الإسراف في التكرار .. والمرض الثاني هو الفقر في الإبداع مفيش تجديد ولا تغيير ولا مواجهة الزمن.

في أوائل القرن ال٢٠ واحد من الأراخنة الكبار جاب الميكروفون .. قال لسيدنا اختراع دي حاجة تحطها قدامك وانت بتتكلم صوتك يملا كل المكان .. لما جرب سيدنا ساب الميكروفون وقال هذا هو الشيطان بعينه .. ماتقبلش فكرة الميكروفون في بدايات القرن اللي فات .. الدنيا بتتغير حوالينا ..

اقرأ كتير وثقف نفسك مش بس في المجالات الدينية .. في المجالات الثقافية والفنية وغيرها .. اقرأ واعرف أكتر وأكتر ووسع مداركك .. وعدل وطبق اللي تقرأه على حياتك وخدمتك ..

مدارس الأحد أول ما طلعت واجهت اعتراضات كتير .. لولا مثابرة الأب البطرك للبابا كيرلس الخامس ثم الشماس حبيب جرجس وبعض محبيه لم يكن كل كنيسة انهاردة فيها مدارس أحد ومانستغناش عنها..

خلي تفكيرك مبدع ..

آخر مهارة هي التواصل الناجح .. اعمل علاقات ناجحة ..

خليك إنسان ناجح في التواصل .. اوعى تعادي أو تخاصم أو تقاطع حد .. عمر الكاهن ما يعمل كدة لأن الكاهن صورة للمسيح في مجتمعه ..

المسيح لما جابوله الست اللي وقعت في الخطية قدامه مذلولة وحواليها الرجالة عايزين يحدفوها بالحجارة ..

قعد على الأرض بمنتهى الهدوء وكتب على الأرض .. ورد عليها المسيح “أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟ … وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا”

التواصل الجيد .. خلي قلبك قلب مرحب .. لما يجيلك طفل صغير ابتسم ابتسامة واسعة واظهرله قد إيه فرحتك ليه .. الرجل والسيدة والشاب .. ابتسم ورحب وتواصل مع الآخرين في نقاء وفي صفاء .. تواصل مع الجميع ..

بيقولوا عن الأب الكاهن إنه عضو في كل أسرة مصرية ..

كخلاصة لكل اللي قولته “لأَنَّ عَيْنَيِ الرَّبِّ تَجُولاَنِ فِي كُلِّ الأَرْضِ لِيَتَشَدَّدَ مَعَ الَّذِينَ قُلُوبُهُمْ كَامِلَةٌ نَحْوَهُ” ابحث عن القلب الكامل ..

“وَلكِنْ لَنَا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ للهِ لاَ مِنَّا.” الكنز هو الكهنوت .. نفوسنا وأجسادنا هي الأواني الخزفية .. هو ربنا يستخدمنا ..

أنا سعيد إني أًشوفكم وأتقابل معاكم وسعيد بحضور الآباء الأحباء الأحبار الاجلاء .. والآباء الكهنة كلهم في سوهاج هنا وفي إيبارشيات المحافظة ..

من ساعة ما جيت سوهاج وأنا شايف الناس كلها كأنها عيلة واحدة وروحهم حلوة وكلماتهم لطيفة ..

ربنا يبارك خدمتكم وأسركم وأولادكم وبناتكم وتفرحوا .. يبارك خدمتكم في كل كنيسة وكل خدمة .. صغيرين وكبار .. وكل عمل ايديكم وتبقوا فرحانين .. ويبقى الكاهن باستمرار حتى وهو بيكبر في السن لكن فيك الروح الشبابية على الدوام.

كان قد بدأ قداسة البابا تواضروس الثاني، أمس، زيارة رعوية يزور خلالها الإيبارشيات الست بمحافظة سوهاج وهي سوهاج والمنشاة والمراغة، وجرجا، والبلينا، وأخميم وساقلتة، وطما، وطهطا وجهينة.

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.