قال قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن اليوم هو الأحد الرابع من شهر توت المبارك والكنيسة في أول شهر من السنة تقدم رسالة مهمة، مشيرا إلى أن هذا الشهر يتكلم عن المحبة.
وأضاف قداسته أثناء كلمته في القداس الإلهي الذي أقيم بكنيسة القديسة فيرينا بنيو بورت ريتشي، فلوريدا، في الأحد الأول كان يتكلم عن يوحنا المعمدان أما الأحد الثاني يتكلم عن المحبة الأولى وهي الفضيلة الأولى في حياة الإنسان، الأحد الثالث يقدم لنا نموذج الإنسان التائب والأحد الرابع يقدم نموذج المرأة الخاطئة.
كان سمعان الفريسي له النظرة الضيقة والقلب الضيق.. كان معروف في المجتمع وكلمة فريسي تمثل الإنسان الذي يخصص حياته. أما المرأة الخاطئة فهي غير المعروفة إلا بخطيتها فقط ولكن الأثنين تقابلوا مع السيد المسيح. دخل المسيح بيت الفريسي وجاءت المرأة في صمت تحمل مشاعر التوبة وأعمال التوبة لا تحتاج إلا للحب. دخلت تحمل قارورة الطيب لو كان سمعان صمت كان أفضل له. هذا المشهد أراده السيد المسيح ليعقد لنا مقارنة بين سمعان والمرأة الخاطئة، هل أنت سمعان أم المرأة الخاطئة التي أتت لتقدم توبة؟ هل أنا سمعان في نقده اللازع أم أنا المرأة الخاطئة التي تقدم توبة من القلب؟
هذه المرأة قدمت:
1- دموع
تذكرنا بالمعمودية بالولادة الجديدة يأتي سر التوبة ليجدد مفاعل المعمودية في حياتنا. الدموع أثمن ما يقدمه الأنسان في حياته وبالأخص إن كانت دموع ندم توسل وغفران. وانت يا سمعان ماذا قدمت؟ هل قدمت كلام فقط؟ الحياة مع المسيح بالأفعال وليس بالكلام.. نحن نحب بالعمل والحق.
2- مسحت قدمي السيد المسيح بشعرها
الشعر معناه التكريس حينما نرسم الشماس أغنسطس نقص شعره، فهي علامة التكريس أي أنها لن تعود للخطية مرة أخرى.
3- وأيضا قدمت قبولات
وهي تعبر عن الحب، فالشماس يقف يقول "قبلوا بعضكم بعضا" قبلة السلام قبلات التوسل أن يقبل المسيح توبتها
4- قدمت الطيب
الطيب يمثل السيرة الحسنة كأنها تقدم سيرة طيبة وسيرة عطرة للحياة الجديدة بعد غفران خطاياها
المرأة الخاطئة، قال عنها السيد المسيح أنها أحبت كثيرا، تقدم مشاعر قلبها في صورة الدموع القبلات الشعر الطيب. لذلك أخذت السلام والغفران وأختفى سمعان من المشهد كأنه حكم على نفسه بدينونته للمرأة أدان نفسه.
لذلك إنجيل الخدمة الثانية من صلاة نصف الليل هو رسالة مهمة للجميع كل يوم.