سقط عدد كبير من قيادات تنظيم داعش الإرهابى، منذ بدء الحملة العسكرية لتحرير مدينة الموصل العراقية، ما بين ٤ و٨٪ كانت هى النسبة المقدرة من المحللين، عن قيادات تنظيم داعش الإرهابى من الصف الأول الذين قتلوا إما بضربات جوية ومعارك، وإما خلال عمليات مسلحة تم تنفيذها بناء على معلومات استخبارية مشتركة، برعاية القوات العراقية وبالتعاون مع قوات البيشمركة وطيران التحالف الدولى، هذا بخلاف العديد من عناصره المسلحة خلال الأشهر الثلاثة الماضية وتحديدًا مع بداية من معركة تحرير الموصل.
فبعد أن تمكنت القوات العراقية والتحالف الدولى إلى جانب كتائب مقاومة «داعش» فى الموصل، من القضاء على عدد ليس بقليل من قادة التنظيم الإرهابى، كانت هناك أنباء تؤكد هروب بعض قيادات التنظيم إلى الحدود السورية، الأمر الذى يجعل هناك فرصة لهروب «أبوبكر البغدادى» إلى الحدود السورية، وعلى خلفية هذا صرح وزير الدفاع الأمريكى آشتون كارتر، خلال اليومين الماضيين، بأن نهاية أمير تنظيم داعش أبوبكر البغدادى باتت قريبة جدًا، خصوصا بعد فقد أغلب معاونيه فى الموصل، الأمر الذى ييسر الوصول إلى البغدادى خلال الأيام المقبلة.
وتبقى معركة تحرير الموصل هى أهم وأكبر المعارك التى أفقدت التنظيم الكثير من عناصره وقادته على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، ففى واحدة من أبرز العمليات قـتل خلالها أبرز قادة التنظيم الميدانيين، المسمى بأبو حمزة الأنصارى، جزائرى الجنسية، وبالتزامن مع هذا الحدث أعلن الجيش العراقى مقتل مسئول هيئة حرب داعش لمناطق شرق الموصل، «مهند العكلات» المكنى بـ«مهند البيلاوى» مع مجموعة من معاونيه، وذلك بغارة جوية نفذتها طائرات التحالف الدولى، فى الوقت ذاته التى تمكن فيه طيران التحالف الدولى من قتل ما يعرف بصانع أفلام داعش الدعائية ويدعى «شحاتة المصرى» مع اثنين من معاونيه.
من ناحية أخرى، تمكنت كتائب مقاومة «داعش» فى الموصل من تنفيذ عمليات بارزة تمكنت خلالها من قتل عدد كبير من قيادات التنظيم، منهم مسئول استخبارات «داعش» ويلقب بـ«أبوحمزة»، ومقتل مسئول بديوان الجند التابع لداعش والملقب بـ«أبوعروة»، إضافة إلى مقتل أحد المكلفين بنقل بريد داعش فى الموصل الملقب بـ«أبولؤى»، وذلك خلال معركة شاركت فيها هذه الفصائل الجيش العراقى.
وقال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إنه منذ انطلاق عملية تحرير الموصل وتنظيم داعش الإرهابى، يتكبد الكثير من الخسائر فى فقد العديد من قياداته فى الصف الأول من عناصره المسلحة، حيث فقد التنظيم ٨ قيادات خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، بدءا من معركة الموصل حسب ما تم نشره فى مجلة «دابق» التابعة للتنظيم الإرهابى، إضافة إلى أن هناك عددا كبيرا من القيادات التى كانت فى الحدود المشتركة بين سوريا والعراق وسوريا والأردن، لكن لم يتم تحديد أعداد القيادات التى فقدت.
وأكد فهمى، فى تصريحات خاصة لـ«البوابة»، أن «هناك أكثر من خمسين ألف مقاتل خرجوا من الموصل، وذهبوا إلى منطقة إدلب وريف اللاذقية ومدينة أم الشعور والرقة، وبالتالى يدل على أن التنظيم لديه عناصر كثيرة تصل بالآلاف»، مضيفًا أن بعد فقد التنظيم الكثير من قياداته أثناء معركة الموصل، أصبح يواجه مشكلة كبيرة فى مواجهة القوات العراقية والمدعومة من طيران التحالف الدولى، التى أفقد التنظيم الكثير من أراضيه وعناصره البشرية خلال الأشهر الثلاثة الماضية.