وسط الأزمات المتتالية التي تعصف بلبنان، برزت أسماء نسائية ضمن الترشيحات المحتملة لرئاسة الجمهورية، وهو تطور يحمل في طياته إشارات لتغيير طال انتظاره في المشهد السياسي التقليدي. من بين الأسماء المطروحة، تبرز ستريدا جعجع، النائبة عن حزب القوات اللبنانية، وتريسي شمعون، السفيرة السابقة والمستقلة السياسية.
ترشيح السيدتين يعكس جهودًا لتقديم شخصيات ذات رؤى جديدة قادرة على مواجهة التحديات التي يعيشها لبنان في هذه المرحلة الحرجة.
ستريدا جعجع: خبرة سياسية في بناء المؤسسات
تُعد ستريدا جعجع واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في لبنان، وهي معروفة بدورها البارز في تعزيز التنمية المحلية بمناطق الشمال من خلال مشروعات اجتماعية وطبية وتعليمية.
كما أنها تركز على أهمية استعادة الدولة دورها السيادي، مع التشديد على الإصلاحات اللازمة لجذب ثقة المجتمع الدولي والعربي، وهو ما عبرت عنه بوضوح في لقاءاتها وتصريحاتها الأخيرة.
تريسي شمعون: صوت مستقل من خلفية دبلوماسية
تريسي شمعون تنحدر من عائلة سياسية بارزة في لبنان، وهي ابنة السياسي الراحل داني شمعون وحفيدة الرئيس السابق كميل شمعون، أحد أبرز الرؤساء الذين تركوا بصمة في تاريخ لبنان الحديث، وعائلة شمعون لعبت دورًا محوريًا في المشهد السياسي اللبناني، خصوصًا خلال الفترات الحرجة التي مرت بها البلاد في القرن العشرين.
عملت شمعون كسفيرة للبنان لدى الأردن بين عامي 2017 و2020، واكتسبت خلال هذه الفترة خبرة في العلاقات الدولية والدبلوماسية. استقالت من منصبها إثر انفجار مرفأ بيروت في أغسطس 2020، تعبيرًا عن اعتراضها على طريقة إدارة الدولة والفساد الذي أدى إلى الكارثة، ما عزز صورتها كصوت مستقل يسعى للتغيير.
كواليس المشاورات السياسية
في ظل التعقيدات السياسية والطائفية التي تهيمن على انتخاب رئيس الجمهورية، تستمر المشاورات بين القوى السياسية المحلية والدولية، مع تدخل خارجي لإيجاد تسوية تحظى بإجماع داخلي وخارجي.
بحسب تقارير، تتقدم أسماء السيدتين ضمن نقاشات الكتل النيابية، وسط محاولات لقياس مدى تقبل الأطراف المختلفة لترشيح شخصية نسائية لرئاسة الجمهورية، وهو ما قد يشكل سابقة في التاريخ اللبناني الحديث.