
"قتلت أمي أونطة.. ومتجوزتش عشيقتي.. سامحيني يا أمي.. وكنت عاوز أسمي بنتي على اسمك".. بهذه الكلمات بدأ موظف متهم بقتل والدته منذ 9 سنوات حديثه أثناء تمثيل الجريمة أمام رجال المباحث وجهات التحقيق من النيابة العامة.
وأضاف المتهم أثناء وجوده داخل شقة والدته "مسرح الجريمة"، قائلًا: "أنا عمري ما نسيت اليوم اللي قتلت أمي فيه، كنت صغير وطايش، والشيطان اللي هو عشيقتي - يقصد زوجة صديقه - رفضت الزواج مني بعد ما أبلغتها إني تخلصت من أمي".
وذكر أن عشيقته قالت له: "انت قتلت أمك ممكن تقتلني"، وهددت بفضحه أمام زوجها برسائله المرسلة إليها، والتي يطلب فيها إقامة علاقة جنسية معها.
وقال المتهم "يوم الجريمة كانت الساعة تجاوزت السابعة مساءً، وكانت والدتي في زيارة لشقيقتها الصغرى، فاتفقت مع زوجة صديقي على الحضور لمنزلنا، وقمنا بقضاء ليلة حمراء سويًا، ومضت 3 ساعات تعاطينا فيها المواد المخدرة وشرب زجاجة الخمر، وأقمنا علاقة جنسية كاملة".
وأضاف، "بسبب شرب المخدرات غافلنا النوم، فحضرت أمي إلى المنزل وشاهدتنا في غرفتها بدون ملابس، وتشاجرت معنا، وقمت بتهدئتها وتهريب زوجة صديقي، ثم تجددت المشادة الكلامية وأخبرتها أنى سأتزوجها بعد طلاقها من زوجها، فهددتني بفضح الأمر".
وتابع المتهم "لم أتمالك نفسي وأنا ممسك برقبتها وأكتم أنفاسها، ثم وضعت على وجهها وسادة وتركتها ملقاة بصالة الشقة، وتوجهت الى ميدان التحرير وشاركت في المظاهرات أثناء مظاهرات 2011 بوسط البلد، ثم عدت إلى المنزل، وقمت بفتح الباب، وزعمت أني عثرت على جثة والدتي"، مضيفًا: " صحت.. الحقوني حرامي سرق بيتنا وقتل أمي".
وأنهى المتهم تصوير الجريمة بالبكاء، وردد قائلًا: "سامحيني ياأمي"، وحُرر محضر باقواله.
كانت تحريات الإدارة العامة لمباحث القاهرة بإشراف اللواء نبيل سليم، مدير مباحث العاصمة، كشفت أن فريق البحث الجنائي أحضر التقرير الطبي الخاص بالضحية في ذلك الوقت، وتضمن وجود فرق توقيت بين موعد قيام المبلغ نجل الضحية ووفاة الأم، ودلت التحريات أن المبلغ اختلق قصة مقتل والدته على يد مجهول وسرقة محتويات الشقة.
وتلقت أجهزة الأمن بالقاهرة في نهاية شهر يوليو عام 2011 بلاغًا من طالب يفيد بالعثور على جثة والدته مقتولة داخل شقتهما بمنطقة عابدين، وتبين أن المتهم دخل إلى مسرح الجريمة بطريقة مشروعة، ودلت المعاينة أن المتهم قام بكتم أنفاس المجني عليها، مشيرة إلى وجود بعض السحاجات في الرقبة، وحُرر محضر وتولت النيابة التحقيق.