15 ساعة بين إعلان وفاة الطفلة جنة محمد سمير (4 سنوات) في العناية المركزة للأطفال بمستشفى المنصورة الدولي، وبين دفنها، بعد جنازة شعبية مهيبة، حيث انتظرها جميع أهالي القرية بنسائها وشبابها ورجالها، حتى انتهى تصريح الدفن.
"الوطن" عاشت ذلك الوضع المأساوي، مع أسرة الطفلة، التي تفرقت بين من يتابع استخراج تصريح الدفن، وبين سؤال والدتها وشقيقتها "أماني" البالغة من العمر 6 سنوات في النيابة العامة، بعد اكتشاف تعرضها أيضا للحرق في مناطق حساسة.
القرية بكاملها خارج وداخل المسجد
خرج جميع أهالي قرية بساط كريم الدين، التابعة لمركز شربين، انتظارا لوصول الجثمان، والذي انتظرته الشرطة حتى دخل في حمياتها لتفسح الطريق لسيارة الإسعاف حيث لا يوجد موضع قدم داخل وخارج مسجد "سيدي خطاب" بالقرية.
نساء القرية بالملابس السوداء يتصدرن المشهد
دخلت جثة جنة إلى المسجد بصعوبة كبيرة، من شدة زحام المواطنين، وأدوا صلاة الجنازة عليها، وسط دعوات إمام المسجد لها بالرحمة، وبالصبر لأسرتها، بينما وقفت نساء القرية في مشهد مهيب، يصرخن ويبكين ويطالبن بالقصاص من القتلة، وسط هتافات "لا إله إلا الله.. جنة حبيبة الله".
انهيار أقارب الطفلة جنة خلال الجنازة
وخلال تشييع جثمان الطفلة جنة، سقطت شقيقة والدها، وتبعها ابنها "رضا حلمي الزغبي"، وسارع الجميع لحملهما ونلقهما إلى منزلهما، حيث ظل "رضا"- منذ إصابة "جنة"- يتابع كل شيء، من المستشفى، وتحقيقات النيابة، وتشريح الطب الشرعي، ثم استخراج تصاريح الدفن، وإحضار سيارة الإسعاف، حتى خارت قواه في أثناء الجنازة.
الأهالي: عاوزينهم يتسلخوا قبل ما يتعدموا
"عاوزينهم يتسلخوا قبل ما يتعدموا" و"عاوزين إعدام" و"كلنا لازم نقف بجوار أبوهم" و"عاوزين حق جنة".. كلمات رددها المشيعون من الرجال والنساء، في مطالبة للقصاص من المتسببين في قتلها.
مشهد القبر
تجمع المئات في الطريق المؤدي إلى القبر الذي سيواري جسد الصغيرة، بعضهم لم يجد مكانا فصعدوا أعلى القبور والأسوار من حولها، لرؤية المشهد المهيب، وأخذوا يدعون لها، وبالصبر لوالدها وأسرتها.
والد الطفلة جنة لم يحضر جنازتها
ظل والد الطفلة جنة، مع ابنته الثانية "أماني" في النيابة العامة بشربين، ولم يتمكن من حضور الجنازة، حيث حضر طوال اليوم التحقيق مع "أماني" ثم "معه"، وانتظر خارج النيابة لترقب ما تقوله الجدة في أقوالها بشأن الجريمة.
وتوفيت الطفلة جنة محمد سمير، ضحية التعذيب في الدقهلية، متأثرة بتعرضها للتعذيب والاغتصاب، قبل نقلها إلى مستشفى المنصورة الدولي، إثر إصابتها بكدمات وحروق متفرقة بمناطق متفرقة بالجسد، ما تسبب في بتر ساقها.
وتقدم محمد سمير حافظ، والد الطفلتين جنة وأماني، ببلاغ، إلى مركز شرطة شربين، اتهم فيه كلا من "والدة الطفلتين وجدتهما وجدهما من الأم" بتعذيبهما، كما اتهم 3 من أشقاء والدتهما (أخوالهما) بهتك عرضهما.
وشيَّع الآلاف من أبناء قرية بساط كريم الدين التابعة لمركز شربين، جثمان الطفلة جنة، مساء اليوم السبت، في جنازة مهيبة.