بقلم رولا خرسا
مريم المجدلية من أهم الشخصيات المرتبطة بالسيد المسيح والمذكورة فى عدة أناجيل من العهد الجديد.. تعتبر من أهم النساء من تلاميذ السيد المسيح والشاهدة على قيامته وأول الذاهبين لقبره، حسب ما ذكره الإنجيل.[وَبَعْضُ النِّسَاءِ كُنَّ قَدْ شُفِينَ مِنْ أَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ وَأَمْرَاضٍ: مَرْيَمُ الَّتِى تُدْعَى الْمَجْدَلِيَّةَ الَّتِى خَرَجَ مِنْهَا سَبْعَةُ شَيَاطِينَ].
غالبا كانت مريم أرملة دون أولاد أو أقارب لأنها قامت بالكثير من الأمور التى كانت تمنع الفتيات من القيام بها حسب الشريعة اليهودية، ومريم كانت قبل ظهور السيد المسيح يهودية... وغالبا غناها المادى ليس بميراث أرض لأنها تركت مدينتها وسافرت كثيرا كى تبشر وتنشر المسيحية، وكانت تستطيع أن تنفق مما تملكه.. وكانت تنفق الكثير على نشر الدين.
كانت مريم كثيرة الترحال بين تلاميذ السيد المسيح مما يدل على أنها كانت إنسانة حرة الحركة تستطيع أن تترك قريتها وتتجول مع المريمات اللاتى اتبعن السيد المسيح، رغم تقاليد اليهود، ويظهر أيضا أنها لم تكن شابة صغيرة لأنها لو كانت صغيرة كان سيصعب عليها فعل ذلك بدون إذن وليها وهو عادة الأب أو الزوج.
من بين ما كانت تقوم به أيضا مريم المجدلية خدمة تكفين الموتى وهى خدمة عادة تقوم بها السيدات والرجال كبار السن أو المتقدمون فى العمر حسب العادات اليهودية، لانها خدمة صعبة لا يستطيع الشباب القيام بها، ومريم كانت تعد الحنوط...وكان لا يسمح لأقارب الميت سواء أكانت زوجة أو أما أو أختا أو ابنة بالقيام بهذه الخدمة حسب العادات اليهودية.. إذ إن الشريعة اليهودية تحوى الكثير من الأمور التى فيها إجحاف بحق النساء وتقليل من شأنهن.
بدأت حكاية مريم المجدلية مع السيد المسيح عندما أخرج منها سبعة شياطين كانوا يسكنون جسدها ويعذبونها عذابا شديدا. ورقم سبعة رقم مقدس واحتلال سبعة شياطين جسدها يدل على السيطرة التامة الكاملة لهم عليها.. وقصة مريم رمزيتها فى قدرة الإنسان على التغير من النقيض للنقيض.. من كائن شرير تسكنه الشياطين والعياذ بالله إلى كائن طيب يسكنه الإيمان بالسيد المسيح عليه السلام.
الوحيدة التى لم تفر عندما صلب السيد المسيح كما يعتقد المسيحيون كانت مريم المجدلية.. لم تفر رغم الخطر وسارت وراءه فى طريق الآلام.. ويعتقد المسيحيون أن تحت الصليب كانت تقف ثلاث مريمات.. السيدة مريم العذراء وأختها والتى كانت أيضا تدعى مريم ومريم المجدلية.
وذهبت مريم عند قبر السيد المسيح عدة مرات وهى من شاهدت الملاك الذى رمى بحجر عند القبر وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض.
وللحديث بقية